الإدارة
والطريق نحو الإبداع ليس شاقًا، ولكنه صنو العمل الجاد والاجتهاد والتفكير المتواصل والبعد عن النمطية، وإذا أردت أن تكون مبدعاً فضع أهدافك أمامك دائماً.
وارسم الخطط التي توصلك لأهدافك وطموحاتك، وستلعب المثابرة والتفكير العلمي والابتكار أدوارها لبلوغ تلك الأهداف، وليس المبدعون هم فقط من يقدمون لنا الابتكارات والاختراعات الجديدة؛ فكل منا يمكنه أن يكون مبدعاً في موقعه، فبإمكانك أن تكون مبدعاً عبر المثابرة والاجتهاد وتبني روح المبادرة مهما كان عملك الذي تقوم به، والقائد في المؤسّسات الناجحة يقوم أيضاَ بتعزيز مهاراته الإبداعية الشخصية، وكذلك سلوكه الإبداعي، ليعطي المثل والقدوة للآخرين في هذا الصدد.
المهارات الإبداعية
ومن المهارات التي يتمتع بها المبدع كذلك وضوح الهدف، ولذا من أجل أن نكون مبدعين يهمنا التخّلص من الأشياء غير الضرورية، والبحث عما هو ضروري؛ فلكي تكون مبدعاً حدّد هدفك بوضوح، و قم بتعديل ما هو قائم في العمل حتى ولو كان أحد الأشياء البسيطة، المهم لاحظ الأشياء من حولك، وتوصل إلى أكبر عدد من الأفكار لتطوير الموجود.
وكما أسلفنا الذكر فسبيل الإبداع يقتضي المحاولة والخطأ ولكن المبدع حقًا من يتعلم دائماً من أخطائه، وهو دؤوب في عمله مثابر يصنع من الفشل نجاحاً، ومن الخطأ صواباً مع تكرار المحاولة، ولذلك فهو –أي المبدع- فضوليٌ، والفضول هنا بمعنى حب المعرفة والتعلم وحب الاطلاع على ما هو جديد، والغوص في تفاصيل الأمور لاكتشاف الحقائق والبناء عليها لتحقيق الهدف.
معوقات الإبداع
والإبداع لا يصنعه إلا من يتمتعون بقدر عالٍ من الثقة بالنفس والمعرفة الجيدة بالقدرات والإمكانات الشخصية، ولذلك فإن الخوف من الفشل يعوق الإبداع، والتغلب عليه يكون بإيجاد طرق مختلفة لاحتواء المخاطر والنظر إلى الأخطاء باعتبارها فرصاً للتعلم، وهنا يبرز أيضاً دور الإدارة في مكافأة الموظفين الذين يضطلعون بالأعمال التي تنطوي على مخاطرة لتشجيعهم على المزيد من الابتكار.
المعارضون للأفكار الجديدة وللحلول الإبداعية ممن يوصفون بـِ "الجمود" يمكن مجابهتهم من خلال الاستماع إليهم والتعرف على وجهات نظرهم ومناقشتها، وبذلك نصنع علاقات طيبة مع هؤلاء من أجل تسهيل عملية توصيل ما نريد لهم –حتى يستمعوا إليك فيما نعرض- للتقليل من حجم أو أشكال الاعتراض، وتجهيز كافة الوسائل المتاحة، وحسب طبيعة كل شخص للدخول والتسلل إلى ما يقنعه، ولذلك فالمبدع يفكر جيداً في الأسئلة والاعتراضات التي قد يسمعها من المقاومين للحلول الإبداعية وتكون لديه الإجابات السليمة والحجج المنطقية التي تبرّر وجهة نظره وتبرّر ما يطرحه من حلول.
الإبداع والمبادرة
وإذا كانت روح المبادرة تخرج في شكل مقترحات فهناك شروط واجبة لهذه الاقتراحات ومنها أن يكون الاقتراح في صميم مجال من يقدمه؛ لأن (أهل مكة أدرى بشعابها)، ومجال عملك الذي تعرفه عن غيرك والذي تعرف عنه الكثير هو الأولى بحل مشكلاته والسعي به نحو النهوض، لذا فالمبدع يبحث عن طرق، لتوفير أموال الشركة، أو لتحسين الخدمة في المؤسسة، أو لتنظيم العمل، وهو في سبيل ذلك يقوم بإجراء تجارب لاختبار أفكاره، ويبتعد عن الأفكار السطحية التي تقلل من مصداقيته وتصرف الانتباه عنه.
والمبادرات والاقتراحات لا يُكتب لها النجاح إلا حين تتحول إلى خطة قابلة للتطبيق، فإذا لم يكن هناك خطة بات المقترح شكوى، وعند وضوح الخطة التي تحوى المقترحات الإبداعية يجب حساب المكاسب والخسائر التي ستنجم عن تطبيق هذه الأفكار، والمبدع يفكر ملياً في الطريقة التي يمكنه بها إحداث التغيير المرغوب، أو الشروع في إحداثه، وهو لذلك يثق في مقترحاته ويناقشها مع الآخرين، ويلتمس المشورة، وهو بلا شك قادر على تحمل المسؤولية.
تعزيز الإبداع
ومن أجل رسم الطريق نحو الإبداع داخل المؤسسة عليها أن تضع حداً لما يحيط بالإبداعية من غموض، بتحديد المردودات المتوقعة، وبالتالي سوف يدرك كل من بالمؤسسة أين ينبغي أن يوجه الموظفون مجهوداتهم، وتحمل المسؤولية الشخصية عبر إشاعة مناخ للابتكار داخل المؤسسة.
والإدارة المبدعة هي التي تكتشف مدى قدرة الأشخاص على الإبداع، فكل شخص لديه أسلوبه الخاص في الإتيان بالأفكار الجيدة، بتشجيع التواصل الفعّال، اجعل هناك خطوطاً ساخنة للاتصالات بين المجموعات من أجل تبادل مستمر للأفكار تتفاعل فيه هذه المجموعات مع بعضها البعض.