بقلم: المستشارة/ الدكتورة: سامية كيحل - الجزائر - "وكالة أخبار المرأة"
يحتفل اليوم العالم أجمع بالثمن من سبتمبر من كل عام بمناسبه اليوم العالمي لمحو الامية، وقبل ان نحتفل دعونا نتمعن ونبحر في العلم والمعرفة والتعليم كي ندرك قيمتها وقوتها ومدى أثرها وتأثيرها على الفرد والمجتمع وصولا بالدولة.
ان التعليم هو الجهاز الذي يمثل القوة التي يتشكل بها الفرد وهي أيضا التي تحدد بها مصير الشعوب ومستقبل الأمم بالكامل الى ان أصبح العالم يعيش عصر جديد ومطور والرقمي الحديث ذات الأرقام والتكنولوجيا والنانو تكنولوجي ومخرجات عديدة لم يشهدها العالم تطورا من قبل منذ القرن العشرين وأصبح مكافحه محو الأميه امرا ضروريا فيعالمنا المعاصر والسعي على القضاء عليه بعد كل تلك التغيرات السريعة والملاحقة في مختلف المجالات العلمية والتعليمية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية وغيرها.
الامية هي أخطر المشكلات التي تواجه المجتمعات النامية وخاصه في مجتمعات وطننا العربي، وهي مشكله الامية وتعليم الكبار حيث التغلب عليها أصبح امرا وجوبي وأصبحت الشغل الشاغل لكل رئيس دولة لأنه يدرك أهميتها.
حيث تعتبر الامية من المعوقات الأساسية التي تقف وراء تخلف الأمم وحائلا دون تطورها وتقدمها في شتى المجالات.
فضلا عن ذلك فهي حرية الفكر وطوق يحيط بأعنق الفرد لتحديد دائرة معارفه ومهاراته وهي كذلك تمنع طاقاته من انطلاقها وفي النهاية تمنع الاستفادة منه على المستوى الشخصي والقومي والإنساني ومرورا بالإقليمي والطابع الدولي.
قاعدة أساسية (أن لكل شخص الحق في التعليم) الا ان هذه القاعدة رئيسية وأساسية لا ان عالمنا مازال يعاني حيث أكثر من 100 مليون طفل من بينهم أكثر من 70 مليون فتاة محرومه من التعليم وأكثر من مليار من الراشدين البالغين هم الاميون الحقيقيون.
نتحدث اليوم عن التنمية المستدامة وأهدافها ومقاصدها وخاصه التنمية الشاملة، لابد ان تشمل تلك المستدامة المفهوم الكامل للتربية وتوطيد العلاقة بصورة اقوى بين التربية والتنمية.
حيث انها تسرع لخطط التنمية القومية للمجتمع سواء العربي او الغربي، وان محاربة تلك الافه والقضاء عليها والاخذ بالاعتبار ان محو الامية للكبار هي الأهمية الأولى ومواصلة تعليمهم له مردوده التنموي بالنسبة للفرد والمجتمع.
اضافه الى ذلك ان التنمية البشرية لا تقتصر على التنمية الاقتصادية فحسب بل تتمثل في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والأساسية وكل ما تم الارتقاء بها حققت التنمية الحقيقية الشاملة بكل أهدافها ومقاصدها وصورها، حيث يأتي ذلك بعد التدريب والتأهيل التي من شأنها سوف تحدث تغير في البناء المجتمعي والعلاقات البشرية والعمل على تطوير تنميه اقتصادية مباشرة ومستمرة تعمل على تطوير ذاتها بنفسها على مدار الوقت والزمان بعد القضاء ومكافحه الأميه.
محو الامية سوف يكون سلاح لتغيير الموارد الطبيعية التي كانت على صورتها الخام الى صورة نمويه يستفيد منها كل فرد داخل المجتمع وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي.
العالم اليوم يتفاعل مع محو الامية الى ان اصبح له يوم عالمي نحتفل به و نستذكر داخله المسؤولية اتجاهه و السعي على الاستمرار في المكافحة و ربطها بالتطورات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و السعي على تحقيق تلك الرؤية و القضاء عليها بشكل كامل .
يعلم العالم و خاصه الدول النامية انها مشكله معقدة رغم كل دولة لها استراتيجيتها في التعامل معها و حيث ان الجميع يدرك بانها مرض اكثر من انها مرحلة أي بالوصف الدقيق مرض مجتمعي لارتباطها بشكل كامل مع المجتمع لها تأثيرها المباشر على الاقتصاد و الاجتماع و السياسات الخارجية و الداخلية و العسكرية و كل مفاصل الدولة و في حالة عدم القضاء عليها سوف تعيق التوازن في المجتمع مما يؤدي الى عدم تحقيق التنمية المستدامة الشاملة.
ولكل ما تقدم ذكره لابد ان نعمل على علاج سريع لتلك الازمه وهي السعي للالتحاق في برامج محو الأمية وتعليم الكبار في الفصول المخصصة لذلك للسعي على مكافحتها والقضاء عليها.
وانشاء حملات توعويه للتعريف بمحو الامية ومدى إيجابيها في حاله القضاء عليها وسلبياتها اتجاه الفرد من خلال المراكز التثقيفية داخل الدولة ومراكز التنمية والخدمات الاجتماعية.
اصدار كتيبات ومنشورات تتضمن رسالة لكيفيه مكافحه محو الامية وعقد الدورات والندوات والمنتديات والبرامج العاملة على التوعية للفرد بصوره الامية ومدى تأثيرها على خطط التنمية فضلا عن ذلك التثقيف الديني والاجتماعي والصحي.
والاستعانة ببرامج بالمؤسسات الاصطلاحية الاجتماعية ومراكزها ومعاهدها منها مؤسسات الإصلاح المتعلقة بالسجون على سبيل المثال ليس الحصر لجعل كل فرد داخلها يتحول الى شخص منتج ونافع للمجتمع.
والعمل على استثمار جهود الفرد ابتداء من الطلبة الى حمله الشهادات العلمية والاستعانة بها لسرعه القضاء عليها في أسرع وقت ممكن ويأتي ذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة الرسمية والغير رسمية أي التابعة للقطاع الخاص والأهلي والشعبية حيث يكون لها دور في تلك التنمية.
قيام مؤسسات الدولة الرسمية والغير رسمية بوضع خطط لهذه البرامج تشمل كل خطة التنمية والتطوير ومدى تأثيرها مستقبليا على الفرد و المجتمع بعد القضاء على محو الامية مع وضع استراتيجيه و آليات لتوفير التعليم و التدريب في مرحله ما بعد الامية التي تتماشى مع العصر الرقمي الحديث بالإضافة الى التأهيل و التدريب الشامل داخل كل مؤسسه و مركز مع اعداد و تطوير المناهج التي تتلاءم مع الخصائص المعرفية و الاجتماعية و النفسية لكل الفئات.
الاستعانة واشراك الجامعات والاكاديميات والمعاهد في تلك المكافحة واعداد كوادر مختصة لها ولمتابعه وتقيم المستمر للبرامج من خلال تلك الكوكبة والنخبة المتخصصة للوقوف على المعايير والتغيير والمقاييس لمدى مكافحتها وما تم إنجازه والى أين انتهينا؟!!
متابعه البرامج والسياسات الخارجية للدول الأخرى و دول الجوار في كيفيه مكافحه تلك الأميه و السعي لتبادل الخبرات و الكفاءات فيما بينهما للقضاء عليها و تقديم المشورة الصحيحة في التعامل معها و تعزيز تعليم الكبار و العمل على زيادة الموارد البشرية و المالية على اختلاف أشكاله و مستوياته.
مع اعداد القوى البشرية الازمة للمشاركة في القضاء على الامية أعدادا فني وتقني واشتراك جميع المؤسسات في المجتمع والتطوعية بذلك لمكافحتها بالشكل المتقدم والسليم.