إن التقيت يوما بأحد أولئك الذين يطلقون علي أنفسهم لقب "لايف كوتش" فخذ خطوة إلى الوراء واستنفر وعيك لأنك على مسافة خطوة واحدة من الدخول في دوامة قد تكلفك الكثير، تماما مثلما يحدث عندما تلجأ لمن يطلق علي نفسه " لقب معالج روحاني"، فليس هناك فرق كبير بين اللايف كوتش و بين ذلك الرجل الذي احضرته خالتي نبويه ذات يوم ليقرأ على ابنتها -التي ترفض الزواج - بعض من آيات كتاب الله فأمسك الرجل عصا صغيرة وبدأ يمر بها على جسد البنت وقد غربت عيناه وارتعشت اذناه ثم في النهاية أخبر خالتي أن بنتها ملبوسه، وهو نفس ما يفعله تقريبا اخونا الكوتش، و كما يعرّف الدجال نفسه بأنه رجل تطفيش العفاريت فإن الكوتش يقدم نفسه علي أنه رجل خلق الأسباب، وكما يطرد الدجال الجن التي تسكن المنزل أو الجسد في جلسة أو جلستين فإن الكوتش يستطيع أن يعالج الاكتئاب الذي تعاني منه منذ سنوات بنصيحة أو نصيحتين .
عندما تتحدث مع طبيب نفسي درس وتخصص في علم النفس فإنك هنا تتلقى علم حقيقي، أما في مجال تزييف الوعي فإنهم يهتمون بال show أي بالطريقة التي من خلالها يتم توصيل المعلومة للجمهور، فهم يعتمدون على إمكانيات الكوتش في التأثير علي المتلقي بالكاريزما والحضور الطاغي، ولغة الجسد المبالغ فيها وطبقات الصوت المرتفعة، إن الكوتش يحاول أن يبيع لك الوهم خلال عدد ساعات محددة يتحوّل فيها التحفيز إلى مخدر، لتخرج من محاضرة تحفيزية إلى محاضرة تحفيزية أخرى تماما كما تفعل المسكنات أو المخدرات، في حين أن الاستماع إلى البسطاء ممن طحنتهم الحياة أو إلى رجل ناجح أو أديبة متميزة أمر يؤثر في النفس ويحفز الهمم أكثر من تلك الجلسات التي لم ينجز صاحبها نفسه شيئا ملموسا في حياته سوى أنه أصبح كوتش.
اعرف واحدة كوتش كانت تستفتيني في مشكلات عملائها و ماذا تفعل معهم وبماذا تنصحهم فكنت افتيها بكل بجاحه بالرغم من أنني راجل على باب الله فكانت تأخذ برأيي ثم تذهب لتعالج مريديها .