أثرت الأوبئة على الحضارات و كان للعديد من هذه الأوبئة تداعيات كبيرة على المجتمع البشري، بداية من قتل نسب كبيرة من سكان العالم، وصولا إلى جعل البشر يفكرون في أسئلة أكبر عن الحياة والوجود مرورا بفيروس كورونا الذي مازال المجتمع يعيشه الى الان ، و مع كل تلك التداعيات و اثارها على مجتمعاتنا لدينا أمراض للأسف قد ظهرت بشكل غير اعتيادي و تعايشت و انتشرت في مجتمعاتنا لا يحملها الجسد فقط بل يحملها العقل البشري أيضا وهو من اخطر الامراض النفسية التي من شأنها قد تقضي على فرد فرد داخل مجتمعنا لو لم يتم الانتباه منها و هي الشخص النرجسي خاصه وهو اصبح الان شخصيه سرية و خطيرة لا يتم كشفها الا بعد تثقيف و ممارسه و تدريب و ادراك لكيفيه التعامل معها و العمل على تجنبها و معالجتها المعالجة السليمة كي تكون طبيعية يتم التعامل و التماشي معها داخل المجتمع كأي فرد طبيعي خالي من أي أمراض نفسيه و عصبيه قد تؤثر على المجتمع بأكمله رغم تنه ليس له دواء كيميائي او بايولوجي .
شخصيه تحمل خطر كبير لابد ان نتدارك تلك الخطورة حيث انها لا تظهر ما في جوفها من مرض مستكن خفي لا يظهر للعلن الا للبعض منها حيث ان النرجسية لها العديد من الأنواع وبالتأكيد اخطرها السرية التي يصعب اكتشافها بسرعه والتي يصعب علاجها بشكل مباشر، عكس الأنواع الأخرى منها مثل المنغلق والسام والمتسلط والانتقامي والسيكوباتي والاستعراضي والمغري.. كل من تلك الأنواع بالفعل اصبح مجتمعنا يعيشها اليوم في كل مرافق الدولة و مؤسساتها و اصبح انتشارها كانتشار النار في الهشيم ابتداء من الاسرة الى اعلى مفاصل الدولة مرورا بأهم مرحله و هي التربية و التعليم التي تعد اهم سفينه تقلع و تبحر بالفرد منذ نشأته و اليوم نشاهد العديد من الجرائم داخل التربية و التعليم لمدرسه حامله للمرض تعكسه على الطلبة او مدير مدرسة او ما شابه في السلك التعليمي و العلمي او المتخفية السرية التي لا تظهر مرضها للعلن و التي تكتشف مؤخرا لعدم وجود خبره و وعي للأخرين كيفيه التعامل معها او الحد من تلك الشخصية لجعلها لا تؤثر بشكل مباشر على البيئة التربوية و التعليمية و العلمية بجناب التسلق المتعمد الخفي و الذي يعد مكشوف لدى الاخرين الا حامله .
إذا النرجسية السرية هي واحدة من أكثر أشكال النرجسية تطرفا وإزعاجا التي يمكن أن تواجهها، الشيء الذي يميز هؤلاء النرجسيين هو طبيعتهم الدفاعية للغاية، وهم ضعفاء عاطفياً، على ما يبدو بدون أي أثر خارجي للتخطيط والتآمر الذي ينخرطون فيه. على عكس الأشكال الأخرى، فإن النرجسيين السريين يشبهون قنبلة خفية - فهم يأتون دون أي تحذير ويدمرون كل شيء في أعقابهم ويظهرون بالبراءة السامية كالعادة وهي من اهم الصفات لهم رغم انهم ليس لهم عاطفيه مكتملة ناهيك عن انهم يظهرون أنفسهم أنهم طيبون لطفاء وأبرياء، خجولون ومنطوون، ومراعون لغيرهم ومفيدون للغاية، بل "يمكن أن يكونوا طوق النجاة لك وصمام الأمان ". لكنهم يفعلون ذلك بهدف التلاعب بك، لتمنحهم الإعجاب والامتنان، ولتشعرهم بأنك مدين لهم.
وفي النهاية ومن هنا لا يهتمون إذا كان يجب عليهم الاستلقاء أو السرقة أو الغش للحصول على ما يريدون، حيث يرى النرجسي كل شخص فيما يتعلق بما يمكنهم فعله لهم. لا يهتمون حقا بأي شخص ولكن أنفسهم هو في المقام الأول، الجميع وكل شيء هو مجرد أداة للحصول على ما يريدون في الحياة فهم ليسوا فوق الكذب أو الغش أو السرقة لكي يشعروا بأنهم يشعرون بأنهم أفضل، وأكثر قوة، وأكثر إثارة للإعجاب، أو أكثر ثراء بكل اشكاله المعنوية والمادية بجانب كل ذلك أيضا لديهم عدم القدرة على الشعور بالندم على ما يفعلونه دائما يمارسون إلقاء اللوم على الآخرين ولا يعرفون طريق الاعتذار او الأسف لأنهم في قرينه أنفسهم بأنهم القدوة والعظماء وهو الاصحاء والجميع من تبقى هم الخطاؤون و فضلا عن ذلك إنهم يشعرون بالغيرة من الآخرين الذين يعجبون بهم.
كلنا غيورون في أوقات من الناس الناجحين في حياتنا، لكن النرجسيين السريين يستهلكهم الحسد والغيرة لعدم قدرته على رؤية ما لديهم، فهم يبحثون دائمًا للحصول على شيء أكثر لا يتوقفون الى حد معين على سبيل المثال نجاحك بالعمل او المراحل الدراسية او العلمية او بحثيه او مشروع ما او صورة تعبر سعادتك من خلالها او نجاح ملموس على ارض الواقع كل تلك التشبيهات تولد لديه الغيرة والحسد والحقد وتثير غريزته وتحركها ليقتبص او يسرق او يغش او يتسلق باي من تلك الطرق لإشباع رغبته بانه يكون هو الأفضل ، والذي قد أطلقت عليه مؤخرا في حديثي عن تلك الشخصية النرجسية في برامج التواصل الاجتماعي ودوراتي وتحليلاتي الدقيقة لتلك الشخصية مصطلح وهو (المدمر الصامت).
جوانب كثيره و أبحاث تتطور يوم بعد يوم في كيفيه التعامل مع الشخصية النرجسية حتى الوجه الاخر من القانون في كيفيه التعامل مع تلك الحالة في حالة وقعت جريمة كان سببها الرئيسي الشخصية حيث انه في السابق و مازال و طبقا لنصوص القانون و التشريعات خاصه قانون العقوبات تنص على ان الجنون وعاهة العقل علي أنه لا عقاب علي من يكون، فاقد الشعور والاختيار لحظة ارتكاب الجريمة لجنون أو عاهة في العقل، أما الاضطرابات النفسية أو بالأحرى المرض النفسي، فكان حتي وقت قريب لا يترتب عليه تخلف المسؤولية الجنائية، إذ كان الأطباء وعلماء النفسي، يرون أنه مجرد خلل في شخصية الإنسان يجعله غير سوي، ولكن لا يفقده الإدراك والشعور تماما و هم النرجسيون يعتبرون انفسهم معصومون من الخطأ لكن للأسف هنا يختلفون عن الاخرون من تلك الامراض و يعاقب عليه القانون في حاله اسند اليه اتهام وفقا للحالة التي كان عليها نفسيا و اخرون فأصبح نصها لا يسأل جنائيا الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسي أو عقلي أفقده الإدراك أو الاختيار, أو الذي يعاني من غيبوبة ناشئة عن عقاقير مخدرة أيا كان نوعها إذا أخذها قهرا عنه أو على غير علم منه بها، ويظل مسئولا جنائيا الشخص الذي يعاني وقت ارتكاب الجريمة من اضطراب نفسي أو عقلي أدى إلى إنقاص إدراكه أو اختياره, وتأخذ المحكمة في اعتبارها هذا الظرف عند تحديد مدة العقوبة التي قد تقع عليه أيضا طبقا للخبراء القانونيون و قضائيون لما آل اليه من نصوص و تشريع .