تحقيق : وكالة أخبار المرأة
ولعل أبرز تلك التجارب تجربة أم هديل التي تعد أول نجارة فلسطينية في قطاع غزة.
منْ يزُر تونس العاصمة فسيشاهد لا محالة عربات المترو بلونها الأخضر الجميل تشق عباب الساحات والطرقات، وقد نجحت آمال الجلاصي بوشرارة في أن تكون أول امرأة تونسية وعربية وأفريقية (باستثناء جنوب أفريقيا) تتولى قيادة المترو، وقد تحملت هذه المسؤولية بثقة في النفس وكفاءة، وقد تم قبولها في هذه المهنة بعد أن اجتازت بنجاح كل الاختبارات الكتابية والتطبيقية، ولأن أغلب سائقي المترو هم من الرجال فإن دخولها هذه المهنة قد أثار في البداية الفضول والاستغراب وحتى الدهشة لدى عامة الناس، خاصة الركاب، لكن مع مرور الوقت اطمأن إليها الركاب وأصبحت المسألة عادية، فالتونسيون عمومًا يهزهم الفضول دائمًا في البدايات ثم كل شيء -مهما كان- يصبح لديهم عاديًا بمرور الزمن.
ويعد جني الزيتون عملاً رجاليًا لما يتطلبه من قوة جسدية وعناء، لكن خلال الأعوام الأخيرة وأمام عزوف الكثير من الذكور عن هذا العمل اقتحمت المرأة الريفية بقوة هذا المجال، بل إن من يقوم بجني المحصول في بعض الحقول نساء فقط.
تقول مسعودة التي تعمل كل عام قرابة أربعة أشهر (مدة موسم الجني): حقيقةً.. إنه عمل متعب، ثم إن صاحب الضيعة يدفع لنا أجرة أقل مما يدفع للرجال، كما أن وقت العمل أطول، وتضيف: أعمل لأني بحاجة إلى إطعام أبنائي، وأنا لم أختر هذا العمل الذي كان حكرًا على الرجال، وإنما عملت فيه طلبًا للرزق.
خبيرة رعي: مبروكة شارفت على الخمسين من العمر أمضت أكثره ترعى الأغنام، وهي تعمل وتقيم في ريف مدينة «طبرية»، وهي أم لستة أولاد من الذكور وبنتين اثنتين، وبرغم أنها تتقن عملية الجز التي غالبًا ما تقوم بها في فصل الصيف، وهي بحكم التجربة أصبحت خبيرة في صناعة الأجبان من لبن الأغنام، وتعلمت كل ما له صلة بعملها كراعية «محترفة» لقطيع هو ليس ملكًا لها، بل إنها تقوم بذلك مقابل أجر.
مايسترو: قيادة الفرق الموسيقية في الحفلات العامة هي مهنة رجالية، لكن أمينة الصرارفي وهي عازفة كمان أسست فرقة موسيقية، وأصبحت هي قائدة هذه الفرقة في كل الحفلات العامة التي تقيمها داخل تونس أو خارجها، وكان مشهدها على المسرح وهي تقود فرقة موسيقية لافتًا، وترى أمينة أن هذا العمل يجب ألا يبقى حكرًا على الرجال متى توافرت الكفاءة والمعرفة وحب المهنة.
عندك «بحارة»: للبحر رجاله ونساؤه أيضًا، ومن نسائه «سعيدة الجلالي»، فرغم تقدمها نسبيًا في السن فإنها تواصل عملها «بحارة» في أرخبيل قرقنة، تقول: ولدت وترعرعت في جزيرة «قرقنة»؛ لأن زوجي كان يعمل بحارًا، وكنت أساعده في شغله إلى أن أقعده المرض فقررت أن أعوضه لأعيل أطفالي، «وفعلاً كانت سعيدة أول امرأة في جزيرة قرقنة» التي امتهنت مهنة بحارة تخرج بقاربها الصغير لصيد الأسماك وبيعها بعد ذلك، إن الصيد في البحر هو عمل رجالي شاق، وتؤكد سعيدة أنه أثناء هبوب العواصف فإنها مرت بفترات عصيبة، وكادت ذات مرة تغرق هي ومركبها.
صالحة التونكتي، إحدى النساء عدول الإشهاد وهي خريجة كلية الحقوق، تعترف بأنها لم تكن تتخيل يومًا أن تمتهن هذا العمل فقد كانت تود أن تكون محامية أو قاضية، لكنها فتحت مكتبًا خاصًا، وراق لها العمل الحر.
أول عريس عمره 79 عامًا: من الطرائف التي ذكرتها عدل الإشهاد (المأذون) صالحة التونكتي أن أول عقد زواج حررته في بداية حياتها المهنية كان لرجل عمره 79 عامًا، وكان فأل خير عليها إذ كثر عملها وازدهر حال مكتبها.