مشكلة ربما لا يسلط عليها الضوء بشكل كافٍ، ولا تأخذ حقها من العرض كمشكلة قائمة تتعرض لها الكثير من النساء، لا لسبب إلا لأن البعض ما زال يعتبر أن هذا يتعارض مع كونها زوجة وأم وربة بيت، أو أنه يعتبر من وجهة نظر البعض نوعاً من الترف تمارسه المرأة لملء وقت الفراغ، لا دور له لاحقاً إن تحولت لزوجة وأم !!
كانت صديقة لنا في عالم التدوين، تمتلك قلماً مميزاً جداً، وفكراً ناضجاً، سعدنا بوجودها ونحن الذين نحاول أن نركز على نشر وعي نسائي، يتجاوز حدود جسد المرأة وجمالها الخارجي، لنظهر عقلها وحجم المعرفة والوعي الذي يجب أن تظهر به، وسط عالم افتراضي يعج بالراغبات والراغبين من الجنسين بالتركيز على بقاء الدور النمطي لصورة المرأة، كما هي أو كما يريدون لها أن تبقى، أنثى .. مغناج ..( غارقة في الحرملك ) تجيد استخدام أنوثتها لتبقى قبلة " سي السيد " الباحث عمن ترضي ذكورته، وتبقى هي ركيزة الكون الجمالية الباحثة عمن يرضي غرورها !! ... كانت كما أسلفت تمتاز بفكر ووعي وحضور قوي، كنّا نتابع كل ما تأتي به بفخر واعتزاز بوجودها الرافع من سوية التدوين والأقلام النسائية الجادة، بعد شهور عدة، افتقدنا تواجدها، وقد ظنناها في فترة استراحة من عالم التدوين، طال غيابها، وبعد مدة من الزمن، لم نجد لها آثراً، وقد قامت بحذف المدونة، وعندما اتصلنا بها وجدناها تقول صراحة : " تزوجت وزوجي يرفض أن أستخدم النت ويرفض أن أمارس الكتابة " .. هكذا بكل بساطة تطفأ شمعة كانت ستنير في عالم المرأة وتؤسس مع أخريات لأدب نسائي راقٍ وفكر إنساني حر يدحض ما يردده البعض عن عدم قدرة المرأة على مجاراة الرجل في الفكر والعقل
ليس تجنياً على أحد، ولكن عندما تخيّر الكاتبة بين الكتابة والطلاق، فهذا هو الإجحاف بأم عينه، أو أن تخير بين الزوج والبيت وبين الكتابة، وكأن كتابتها ستلغي دورها كأم أو تصادر من الزوج بعض حقوقه !!
هذا جانب من جوانب الاضطهاد التي تمارس على المرأة، دون ضجيج أو ضوضاء، ودون أن يلتفت أحد لما تتعرض له التي منعت من استخدام حقها بممارسة ما تريد وما ترغب، وما تجد نفسها فيه بشكل كبير، سواءً كانت كتابة، أو أي نوع من أنواع الإبداع الأخرى التي قد تجد نفسها فيها .