محامي الحموات ليس عربيا ولكنه طبيب أطفال فرنسي اصدر مؤخرا كتابا أشار فيه الى ضرورة الحفاظ على دور "أم الزوج" بالخصوص و"الحماة" عموما، معتبرا ان انقراضها سيؤدي الى تكون مجتمع بدون حدود.
ويلفت "ألدو ناوري" الانتباه الى أهمية بقاء دور الأب في الأسرة، بعد ان سجل تراجعا كبيرا له منذ السبعينيات من القرن الماضي، ومعه أمه أي جدة الأطفال التي تزحزحت مكانتها لصالح الزوجة وأمها.
الكاتب وان لايضع نفسه في خانة المدافعين عن "حقوق" الرجل المهضومة، بل ويعتبر ان تراجع دور الأب راجع الى "فشل" يتحمله هو، فانه يعبر عن قلقه من جراء بعض السياسات التي يتبناها اليسار واليمين المتطرف معا في أوروبا والهادفة الى هدم كل الحدود الاجتماعية،وهو مايتحقق بإلغاء" المجتمع الأبوي".
إسقاطات هذا الوضع بدأت تلوح في مجتمعاتنا العربية التي أصبحت فيها المرأة في كثير من الأحيان تشتكي من كثرة المسؤوليات الملقاة على عاتقها، والسبب الرئيس هو تخلي الرجل عن الكثير من مهامه لمبررات كثيرة.
الأب متهم من طرف الأم بتسليمها مشعل المسؤوليات الكثيرة بدعوى أنها –أي المرأة- تبحث عن المساواة، وبالتالي عليها ان تتحمل دورها كأم داخل البيت ودورها كسيدة تعمل وتطمح للنجاح المهني خارج البيت.
ولم يعد غريبا ان نسمع سيدات يصرخن بأعلى صوتهن" زوجي غير مسؤول...لقد ترك كل الأعباء لي...وحتى إذا مرض الأبناء يحملني المسؤولية"...الغريب ان مثل هذه الصرخات لاتاتي من النساء العاملات فقط بل حتى من النساء الماكثات بالبيوت.