الصعلكة في تاريخ العرب كانت رمزا للتمرد على واقع الفقر والمأساة والعنصرية والأنانيـــــــة وحب الذات , والتي أفرزت فئة الصعاليك الذين لم يجدوا ســوى الصحراء ملجأ للتنفيس عـــن آلامهم واحباطاتهم ولكن بأسلوب بدائي همجي قائم على الغارات والقتل والتهديد . تلك الحيـــــاة التي ترفض واقع الظلم أكسبت الصعاليك جسارة وشجاعة وتضحية في سبيل الدفاع عن مبادئهم وتحقيق مطالبهم في نشرالعدالة والمساواة وأصبحت الدنيا مجرد ساحة للحرب الشريفة وهـــــذا ماجعل الكثيرين من أصحاب المروءة يعجبـون بهم وبمبادئهم رغم بدائية أساليبهم فيقول أبـــــو العلاء المعري مادحا للصعلكة
فما أحوجنا لعودة عصرالصعلكة والصعاليك ولكن بأدوات أكثر تطورا وبأساليب أكثر عقلانية. فمعاناة الفقر والظلم والعنصرية والمحسوبية والنفاق والتزلف أصبحت المارد الذي يحصد كل يوم عشرات الضحايا ,في الوقت الذي يدور فيه معظم الناس حول ذاتهم ومصالحهم الشخصية بأي وسيلة كانت . فكم نحن بحاجة لظهور صعاليك شجعان يحملون سلاح القلم والكلمة الصادقة والنصح الأمين . فأبواب المسئولين مشرعة تنتظر صعاليك شجعان يحملون في قلوبهم هم الوطن والمواطنين ,يحملون هموم ومعاناة المظلومين, ويجندون أنفسهم لكشف الحقائق والكفاح من أجل الحق وتغيير الواقع .