باردةٌ غربةُ هذا الصباح
تمطرني أفكاراً مدببة
تنغرسُ بين جلدِي وعظمي
تنزفُ من عينِ وجعي
مازالَ الوقتُ مبكراً
لكي أقلِّـم أظافرَ قلقي
ما زلتُ أقاومُ بكل قوتي
حشرجةَ الموتِ
التي تتأرجحُ في حلقِ صبري
أعتنقُ جرحِي عقيدةَ وجع
وأتمددُ فوقَ ظلي
لعلَّ الضوء يهوي
فأراوح بين تعبي والانتظار
ألاحقُ أسرابَ الخيبة
حتى آخرِ العتم
وتلاحقني الظنونُ
حتى بدايةِ اليأس
أتوقُ إلى صوتي
ويشتاقني الصمتُ
وأبقى رهينةَ الظمأ
حتى تتشققُ أفئدةَ الوقت
أطوفُ في زوايا زهدي
خاليةٌ كفوفي من رائحةِ الصباح
خاليةٌ عتمتي من حبالِ الضوء
تتخللني كمسٍّ يغرقُ في عروقي
حتى ابتلالِ الندى
بلونِ الفجر
وهناكَ على كتفيَّ
تمتدُّ فتنةُ الليل
تثقلُ كاهلَ صمتي
فينحني ظهرُ أرقي
أستمطرُ خيبتي
فتسكبني في كفوفِ الندى
تطوقني مدائنُ المطر
تغسلُ خطيئةَ الوجعِ
عن أصابعِ الذاكرة
وترسمني خيبةُ ليلٍ
يبحثُ عن تباريح فجره
فتعربدُ مسافاتُ الضنى
في أفقِ صوتي
أرتِّلُ صلاةَ اليباسِ
فتتفتحُ الشقوقُ في قلبي
وينبتُ الشوكُ
حقولاً ملغمة
بلونِ البرق
حين يهاجمه الصقيع
يخبو الظلامُ رويداً
وأظلُّ معلقة الرجاء
حينَ تتوالد العتمة
أتقمصكَ وهماً للفرحِ القادم
وتتقمصني قيثارةً
تنشز عن جسدِ ألحانها
تسردني حكايةَ حافية
على دروب الياسمين
وأكتبكَ قصيدةَ شوقٍ
تشقق فيؤها
تحت شمس المسافات
كل المواويلُ التي أسررتها
في أذنِ الليل
وما زالَ الخوفُ ينتهكني
كلما وقفَ الصمتُ في حلقي
حشرجةَ ظلامٍ فاحش
يتمددُ في هيكلِ الألم
ينافقُ شفاه الغيم
يطمرُ شكواه في ذراعِ الانتظار
ذلك الذي يلاحقُ ظلالَ الأمنيات
حتى تتآكل حواف فرحها
فتندفنُ في صدري
جثثاً تنتهكها أصواتهم
يكفنها رداءُ دمعةٍ متمردة
لا تكفكفها كرامةُ وجعٍ متخفٍ
في هيئةِ ابتسامةٍ مصلوبةٍ
على شفاه الصبر