حين يحاصرك الطغاة في كل مكان، ما عليك إلا أن تصنع أشرعة للخلاص،وأن تخوض تجربتك بحزم وصمود وحكمة ثم تطلق رسالتك.وترسم طريق المستقبل، تنسجه بأحلامك الكبيرة، ولكي يتحقق ، عليك أن تعيد الثقة بالنفس والالتزام المبدئي بالقضية بكل ظروفها، أن ترفض كل أنواع المساومة ،وقرر انك المنتصر إذا ما بدأت بنصرة حلمك،لأن ما نسجته هو من صنع يدك.
طف في بحر التحدي وان تهشم القارب تذكر إن الخشب المتبقي منه سيطفو على صفحات البحر ، لابد من الإمساك ببعضه والتشبث به من اجل النجاة لأنك تملك الإرادة الواعية والإيمان بالنصر وأعتمد البلوغ إلى الضفاف وسط الصخب وتذكر إن من يغزل الأشرعة هو سباح ماهر لا يخاف العوم؛ لأنه لم ولن يغرق.. حينها عليك أن تكون مساوما بارعا في ظل ظروف القضية، صادقا في رغبتك من أجل التحرر و تحقيق هدفك السامي.
نحن اليوم أمام تحديات سياسية وثورات نحو التغيير،صار هناك المهم والأهم وتعددت الجبهات والمطالب نحو التغيير ليس في الميدان السياسي بل شمل الميدان الاقتصادي والثقافي والاجتماعي بالضرورة. ومما يجدر ذكره أن صحوة الثورات قد تفجر في حياة المرأة ثورة تلتحم تماما بنبضها اللا منتهي إلى حد ، فانخرطت وبشكل بديهي لتشارك في الخروج توجهت إلى الساحات للمطالبة في استيقاظ العقول النائمة.
(المرأة المعاصرة) حثتها المواكب الرافضة والحاشدة في الساحة العربية وصارت تترقب هطول الغيث وتصر أن لا تكون بعيدة مقصية عن تلك المدارات..يعتريها اهتمام داخلي مكتنز تجد فيه أحساساً مترابطا مع مجتمعها نحو حركة تمنحها حاضرا ومستقبلا معني بالحقوق.. ولا ماتزال تبحث عن طريق لها في كل الكون لتعبر به إلى عصر يقرأ - حضورها بلا أخطاء -. إلى مرافئ تكون ملاذا ً لأرض أفكارها، تبني فيها أساسات أحلامها التي تركتها في إقصاء مكسور، أرض تتنفس فيها الهواء الطلق - بعيدا عن عتمة الدهاليز- التي جعلت منها كائنا مضطرا يعتمد على الآخر في تمضية وتسيير أموره.وحتى يومنا هذا لازالت تبحث بوعي عن الزمن الجميل في مجتمعات شاخت على هضم مهامها دون الإشارة إليها إلا بشكل بسيط حد (اللا إشادة؟!)
ولأنها المضطهدة على النطاق الأكبر عليها أن تسافر على ظهر سفينة (لا) يقودها الرجال بعيدا عن قبضة النساء
تعبت أمهات قضاياها في طرح مٌنَظَرْ وكلت الأنفس بالرضوخ إلى تهميش أكثر على طاولة التطبيق الحقيقي ..
المرأة الجديدة قادمة من الواقع الذي لم يفقد ذاكرته بعد من صورته التي أطرت على جدران الحياة المملة لها ،وهذا عبء آخر في مسيرتها الجديدة ،لتعبر كل الخطوط للوصول إلى مرسى تشكل فيه ذاكرة جديدة لحياة دون أخطاء يكون ملزم في قراءة صحيحة وصحية لموقعها الذي لابد أن تتبوأ فيه مكان رفيع.وتلك رسالتها الأساسية لخلق بوادر التغيير..
لتحرق كل دفاترها التي أكلتها سنين الإقصاء ،وتغادر شواطئ التعاسة والبلادة، لتهجرها دون رجعة، لتغرق تلك المراكب المنخورة التي سرقوا منها كل ما كان مخبوءً في جوفها وهربوا كالقراصنة دون مبالاة بوباء العاقبة.
علينا قلب النظرية الخاطئة وتصحيح الموقف،وعليها هي أن تمتلك القرار الذي تنطلق منه في( تسيير ذاتي لمصيرها).برؤية أكثر سعة وتوغلا في إرساء ثوابت عملية التحول الايجابي،والذي سيكون السفر نحو بقاع تحمي عملية التحول بولادة حقيقة جديدة بعقل جديد طال انتظاره .فلا مبرر لاغتيال الحريات ثانية لأي كان وعليها أن تنشغل ب (عملية التغيير)أكثر من أي وقت مضى
وأن تتذكر إنها تسير نحو زمن قادم جميل لها، لأنها قادمة من زمن رديء يخنق حضورها الوارف إذا ما أتيح لها المثول ولو اخذ مكانه-المثول- الصحيح لكان ثرا في عطائه،
عليها أن تتجرأ لتطالب وهذا لا يتأتى بسهولة ،دون دعم الأحرار لوصولها جادة الموقف، وأن (لا تنتظر) من الآخر أن يبدأ لأجلها لان أحلام المرأة كبيرة هي تصنعها،ولابد أن تحققها هي أيضا
أن تعرف مالها وما عليها لتحدد أهدافها بقانونية تشرع لها حقوقها ، لتدل على عنوانها الجديد في ظل التحرك الرافض ضد الحكومات والعادات التي لا تنتمي لدين حقيقي أو شرع منزل، تلك العادات التي بددت واقعها الإنساني بطغيان مستبد لا تقبله وهي تعيش في زمن التحولات عليها أن لا تخضع إلى أن تكون مبعدة؛ لأنها اليوم في صميم هذا السيل العارم نحو التغيير أنها تخرج بعينين غاضبتين وتصرخ لتموت الحكومات التي لا تسأل عن النساء!لتذهب إلى غير رجعة المؤسسات التي تخذل حضورها بفسادٍ متفش.
ربما ،يستغرق قراءة الرؤية الجديدة لها كبقاء الشمس ساطعة على مدى تحقيق الحلم ؛ لأن أي تغيير في أي من القضايا الحاسمة سيكون صعبا شرط أن ، تتواصل هي بذكاء وفطنة وثقافة وبمتعة وحرص كبيرين لأنها ستجلس وتتبوأ لها مكانا يليق بانتظار انتظرته في مراحل كثيرة ولم يأت.
ستحقق الكثير دون أدنى شك لو عزمت وقرأت حقيقة وضرورة الموقف كونها قطبا مهما في اتجاهات الحياة لا سائحا على جزرها النائية. عليها أن ترفض من أن تكون مادة رخيصة في تصوير المشهد الاغرائي الرخيص المتداول؛لأنها رمز هام للوجه الثقافي تنطلق من حدود الزمان والمكان بجدية الموقف وهذا ما تعمل عليه أكثر المثقفات الحقيقيات
المرأة الجديدة لديها نزعة تكشفت عن صراع، لكشف واستقراء وبحث حقيقي وباستمرار لحث الخطى من أجل الوصول إلى الأفضل لها والأنبل والأجمل والأليق لحضورها( إنها آية من آيات الله) وفي ظل الثورات الداعية للتغير عليها أن تكون كائنا يقتحم تلك القضبان التي سجنت عطائها – كفاعل-، لا،- متفاعل-
عليها أن تنزع ذلك الثوب الرث المرير في نسيجه والجلباب الجاهز كقالب لحياتها بقبضة من إرادة قوية برأس مرفوع وفم يصرخ .
لتنهض النساء لارتداء ثوبهن الجديد المدهش ليكٌنَ ثورة على المعلوم الجاهل والمستهلك (الخطأ الشائع) عن مقدراتها.
لترفض البقاء في مرافئ الماضي بالسفر إلى المستقبل الذي ينتظرها بألق حضورها
ولنتذكر أبداً إن العصور القادمة ستكون لها نساؤها اللواتي لا يقبلن بارتكاب نفس الأخطاء فهن بالتأكيد لا يقبلن بالانسحاب،
إذا
لنقرأ حضورها مع التغيير، بلا أخطاء.