وإذ أشكر الأخ المغترب على حبه للغته العربية، و حرصه على الاحتفاظ بهوية أبنائه العربية في بلاد المهجر، أجدها فرصة لتقديم بعض الإرشادات العامة لإخواننا في المهجر الراغبين في تعليم أبنائهم العربية علهم يجدون فيها ما يساعدهم...
اللغة العربية – مثلها مثل اللغات الأخرى- لا يمكن تعلمها إلا بالممارسة، لأن اللغة مهارات تعتمد على استعمال حواس الإنسان (السمع والبصر والنطق والحركة) ؛ فبالسمع نتدرب على مهارة الاستماع، وبالبصر والنطق نتدرب على مهارة القراءة والتحدث، وبحركة الأصابع نتدرب على مهارة الكتابة.
وإذا أردنا أن نعلم أولادنا اللغة العربية في بلاد المهجر، فعلينا أولا أن نهيئهم لتعلم العربية الفصحى بأن نشرح لهم مزايا اللغة العربية الفصحى، وأهمية تعلمها لارتباطها بالقرآن الكريم، ودورها في الحفاظ على الهوية العربية في بلاد المهجر.
بعد توفير البيئة اللغوية العربية الصحيحة؛ ينبغي أن تتفق الأسرة على التخاطب في البيت باللغة العربية الفصحى فقط، وأن تمنع استخدام أية لغة غيرها، حتى تتيح وقتا كافيا لممارسة اللغة العربية والتعود عليها،وأن توضع ضوابط للالتزام بالعربية من قبل جميع أفراد الأسرة، حتى وإن لم يعرف بعضهم العربية، فإن عليه أن يوصل رسالته إلى الآخرين إما باللغة العربية أو بواسطة التعبيرات الحركية حتى يتقن العربية، وأن يُمنع من استخدام لغة أخرى غير التمثيل الحركي حتى يشعر بأهمية تعلم العربية لقضاء حاجاته في البيت والتفاهم مع باقي أفراد الأسرة.
وأهم ما ينبغي أن نفعله لتعليم أولادنا اللغة العربية الفصحى هو استثمار القرآن الكريم، فلا شك أن أبناء المهاجرين العرب -وبخاصة المسلمين -يحفظون بعض آيات القرآن الكريم للصلاة بها، وكثير منهم يحرص على تعلم تلاوة القرآن الكريم، وعلى ولي الأمر أن يعلم أبناءه بعض آيات القرآن الكريم، وان يستمع لأبنائه في تلاوتهم وأن يناقشهم بالعربية في معاني ما يقرؤون، وأن يشرح لهم ما غمض عليهم، وأن يصوب قراءاتهم إن كانوا يخطئون، وأن يضيف لهم آيات لحفظها يوميا ولو حتى آية واحدة ، فتعلم القرآن الكريم يعد وسيلة ممتازة لتقوية اللغة العربية لدى الأبناء.
ويستحسن أن يخصص رب الأسرة حوافز تشجيعية لمن يحفظ مزيدا من القرآن، ومن يلتزم بممارسة العربية الفصحى من أبنائه داخل المنزل، وأن يرفع هذه الحوافز كلما لاحظ تقدما نوعيا في تعلم العربية الفصحى لديهم.