كتب شاعر يدعى عبد الحفيظ كنعان: يا عيد :
يا عيدُ عذرا فأهل الحيِّ قد راحوا
واستوطن اﻷرضَ أغرابٌ وأشباحُ
ياعيدُ ماتت أزاهير ُ الرُّبى كَمدا
وأُوصِد الباب ُ ما للباب مفتاحُ
أين المراجيح في ساحات حارتنا ؟
وضجة العيد ِ والتكبير صداحُ
الله أكبر تعلو كل ََّ مئذنةٍ
وغمرة الحب للعينين تجتاح
وكلنا نصنع الحلوى بلاملل
وفرن منزلنا في الليل مصباحُ
وبيتُ والدنا بالحب" يجمعنا
ووجهُ والدتي في العيد وضاح
أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم ؟
فحيثما حطت اﻷقدام أفراحُ
أين الذين إذا ما الدهر آلمنا ؟
نبكي على صدرهم ، نغفو ونرتاح
يا عيدُ عذراً فلن نعطيك فرحتنا
مادام عمّت بلادَ الشامِ أتراحُ
وبعد نشر هذا الأبيات كتب الينا د. عبد الحكيم الأنيس:
مَنْ زارنا قلنا له: يا مرحبا
أو كان متصلاً نقلْ: يا حبّذا
وإذا أرادَ رسالةً مكتوبةً
أو صورةً منسوخةً فله كذا
كثرتْ وسائلُنا وكلٌّ يصطفي
ما شاءه، وأنا أرى هذا وذا
وقال حفظه الله:
كتبَ إلي الأخُ الفاضل الأستاذ عبدالعزيز سعداني:
(حتى يكون التقسيمُ حاصراً ؛ بقي عليكم حكمُ مَنْ أعرضَ ولم يتّصلْ ولم يرسلْ).
فقلت:
والحبُّ يبعثُ أهلَهُ ولربّما
ركبوا الفضاءَ إلى الحبيبِ تلذُّذا
أمّا الذي تركَ الوسائلَ كلَّها
فله أقولُ مضمِّناً مُستحوِذا
مِنْ شعرِ قاضٍ مالكيٍّ قال في
هذي المقاصد شاكياً متبغدِذا:
(طبعي التجاوزُ عن صديقٍ إنْ هفا
وبغفرِ زلاتِ الأخلاءِ اغتذى)(١)
-----------------
(١)- القاضي هو الإمام عبد الوهاب البغدادي المالكي(ت: ٤٢٢). انظر ديوانه ص ٢٨-٣٠... واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين .