أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مفاتيح تحقيق السعادة والسرور والسكينة وهدوء النفس عند بلوغ الشيخوخة؟

وكالة البيارق الإعلامية بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬يتضمن‭ ‬بلوغ‭ ‬المرء‭ ‬مرحلة‭ ‬الشيخوخة‭ ‬تعرضه‭ ‬لنوع‭ ‬من‭ ‬الخسارة‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬شيء‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكسبه،‭ ‬ألا‭ ‬هو‭ ‬الهدوء‭ ‬الداخلي،‭ ‬والقبول،‭ ‬والرضا،‭ ‬والصفاء،‭ ‬والسكينة‭. ‬وربما‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بقدر‭ ‬أكبر‭ ‬بالأمور‭ ‬‮«‬الصغيرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬ ‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يكونون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬لنفسه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالصفاء‭ ‬والطمأنينة؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الصفاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال؟‭ ‬  إن‭ ‬الامر‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تفسير‭ ‬المرء‭ ‬نفسه‭ ‬لمصطلح‭ ‬الصفاء‭. ‬وتقول‭ ‬ماريا‭ ‬بافلوفا‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬علوم‭ ‬الشيخوخة‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬فيشتا‭ ‬بألمانيا‭: ‬‮«‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يعني‭ ‬الشعور‭ ‬بالراحة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬وبمشاعر‭ ‬إيجابية‭ ‬مثل‭ ‬الهدوء‭ ‬والاسترخاء،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مثير‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬ وتوضح‭ ‬بافلوفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬الصفاء‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬يتفاعل‭ ‬خلالها‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬بحدة‭ ‬أقل‭ ‬مع‭ ‬التجارب‭ ‬السلبية‮»‬‭. ‬  ولكن،‭ ‬هل‭ ‬يرتبط‭ ‬الصفاء‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بالتقدم‭ ‬في‭ ‬العمر؟‭ ‬ يقول‭ ‬خبير‭ ‬التربية‭ ‬والمدون‭ ‬الصوتي‭ (‬البودكاستر‭) ‬بيرترام‭ ‬كاسبر،‭ ‬الذي‭ ‬يصف‭ ‬نفسه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬اختصاصي‭ ‬استراتيجي‭ ‬لعلوم‭ ‬الشيخوخة‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬الأمر‭ ‬رائعا،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬المرء‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬الصفاء‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة‭ ‬بصورة‭ ‬تلقائية‮»‬‭. ‬ كما‭ ‬يوضح‭ ‬كاسبر،‭ ‬صاحب‭ ‬المدونة‭ ‬الالمانية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الشيخوخة‭ ‬بصفاء‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬تظهره‭ ‬الأبحاث‭ ‬باستمرار‭ ‬وراء‭ ‬عدم‭ ‬تحول‭ ‬المرء‭ ‬إلى‭ ‬الصفاء‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة‭ ‬بصورة‭ ‬تلقائية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬غير‭ ‬متجانسين‭. ‬  ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ميل‭ ‬للمرء‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالصفاء‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬السن‭. ‬وتقول‭ ‬بافلوفا‭: ‬‮«‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭... ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬أنه،‭ ‬في‭ ‬المتوسط،‭ ‬تصير‭ ‬المشاعر‭ ‬الهادئة‭ ‬أكثر‭ ‬هيمنة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بحياته،‭ ‬أو‭ ‬الشعور‭ ‬بأنه‭ ‬أكثر‭ ‬استرخاء‮»‬‭. ‬ ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬في‭ ‬المتوسط‮»‬‭ ‬هنا‭ ‬تحذيرية،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬اختلافات‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‮»‬‭. ‬ ‭ ‬ويرتبط‭ ‬مدى‭ ‬رصانة‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬بتركيبته‭ ‬الشخصية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ارتباطه‭ ‬بعمره‭. ‬وتقول‭ ‬بافلوفا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأفراد‭ ‬لديهم‭ ‬استمرارية‭ ‬في‭ ‬شخصيتهم،‭ ‬وفي‭ ‬طريقة‭ ‬ردود‭ ‬أفعالهم‮»‬‭. ‬  ولكن،‭ ‬كيف‭ ‬تؤثر‭ ‬الشيخوخة‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬المرء،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للمرض‭ ‬أو‭ ‬الخسارة؟‭ ‬ يشير‭ ‬كاسبر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬هو‭ ‬ممارسة‭ ‬مستمرة‭ ‬لفكرة‭ ‬التقبل‮»‬‭. ‬ تتسم‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬بالإصابة‭ ‬بالأمراض،‭ ‬وبوفاة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأحباء،‭ ‬وربما‭ ‬بمخاوف‭ ‬مادية‭ ‬أيضا‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬نواحي‭ ‬حياته‭. ‬  والأمر‭ ‬السار‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تتراكم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬فغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬المجهدة‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬بافلوفا‭. ‬ وتقول‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬ينظر‭ ‬المرء‭ (‬الكبير‭ ‬في‭ ‬السن‭) ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬الوفاة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬ضمن‭ ‬دائرته‭ ‬المقربة،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الأمراض،‭ ‬بوصفها‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الشيخوخة‮»‬‭. ‬ويسمي‭ ‬خبراء‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬تلك‭ ‬الامور‭ ‬‮«‬الأحداث‭ ‬الحياتية‭ ‬المعيارية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يتوقعها‭ ‬المرء‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يتوقعها‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬أصغر‭ ‬سنا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬تكون‭ ‬مؤلمة‭. ‬  ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تزداد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المرء،‭ ‬مثل‭ ‬وجود‭ ‬مرض‭ ‬مزمن‭ ‬مصحوب‭ ‬بألم‭ ‬ثم‭ ‬وفاة‭ ‬شريك‭ ‬الحياة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬حينئذ‭ ‬بلوغ‭ ‬نقطة‭ ‬التحول،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬توضحه‭ ‬بافلوفا،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬الأبحاث‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬يكونون‭ ‬أقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الحادة‭ ‬أو‭ ‬ذات‭ ‬النكبات‭ ‬المتعددة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآخرين‭ ‬الأصغر‭ ‬في‭ ‬العمر‭. ‬ والسؤال‭ ‬هو،‭ ‬ما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬التجربة‭ ‬الحياتية؟‭ ‬ إنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬مخزونا‭ ‬من‭ ‬المعرفة،‭ ‬يتيح‭ ‬للمرء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭. ‬ويقول‭ ‬كاسبر‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يعيش‭ ‬الأفراد‭ ‬حياة‭ ‬كاملة‭ ‬مرت‭ ‬عليهم،‭ ‬مثل‭ ‬حياة‭ ‬عمل‭ ‬كاملة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإنهم‭ ‬يفهمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة،‭ ‬ويتولد‭ ‬لديهم‭ ‬إحساس‭ ‬جيد‭ ‬بنقاط‭ ‬قوتهم‭ ‬وضعفهم‮»‬‭. ‬ كما‭ ‬يكونون‭ ‬قد‭ ‬أتقنوا‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬‮«‬وتعلموا‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يتماشى‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬حياتهم،‭ ‬وكيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ذو‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬كاسبر‭. ‬

وكالة أخبار المرأة

بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬يتضمن‭ ‬بلوغ‭ ‬المرء‭ ‬مرحلة‭ ‬الشيخوخة‭ ‬تعرضه‭ ‬لنوع‭ ‬من‭ ‬الخسارة‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬المقابل‭ ‬هناك‭ ‬أيضا‭ ‬شيء‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يكسبه،‭ ‬ألا‭ ‬هو‭ ‬الهدوء‭ ‬الداخلي،‭ ‬والقبول،‭ ‬والرضا،‭ ‬والصفاء،‭ ‬والسكينة‭. ‬وربما‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بقدر‭ ‬أكبر‭ ‬بالأمور‭ ‬‮«‬الصغيرة‮»‬‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬في‭ ‬الحياة‭. ‬

‭ ‬ولكن‭ ‬لماذا‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يكونون‭ ‬أفضل‭ ‬من‭ ‬غيرهم‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذا‭ ‬الأمر؟‭ ‬وكيف‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يحقق‭ ‬لنفسه‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالصفاء‭ ‬والطمأنينة؟‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الصفاء‭ ‬على‭ ‬أي‭ ‬حال؟‭ ‬

إن‭ ‬الامر‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬كيفية‭ ‬تفسير‭ ‬المرء‭ ‬نفسه‭ ‬لمصطلح‭ ‬الصفاء‭. ‬وتقول‭ ‬ماريا‭ ‬بافلوفا‭ ‬رئيسة‭ ‬قسم‭ ‬علوم‭ ‬الشيخوخة‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬جامعة‭ ‬فيشتا‭ ‬بألمانيا‭: ‬‮«‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يعني‭ ‬الشعور‭ ‬بالراحة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬وبمشاعر‭ ‬إيجابية‭ ‬مثل‭ ‬الهدوء‭ ‬والاسترخاء،‭ ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬غير‭ ‬مثير‭ ‬رغم‭ ‬ذلك‮»‬‭. ‬

وتوضح‭ ‬بافلوفا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬الصفاء‭ ‬أيضا‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ظاهرة‭ ‬يتفاعل‭ ‬خلالها‭ ‬بعض‭ ‬الأفراد‭ ‬بحدة‭ ‬أقل‭ ‬مع‭ ‬التجارب‭ ‬السلبية‮»‬‭. ‬

ولكن،‭ ‬هل‭ ‬يرتبط‭ ‬الصفاء‭ ‬ارتباطا‭ ‬وثيقا‭ ‬بالتقدم‭ ‬في‭ ‬العمر؟‭ ‬

يقول‭ ‬خبير‭ ‬التربية‭ ‬والمدون‭ ‬الصوتي‭ (‬البودكاستر‭) ‬بيرترام‭ ‬كاسبر،‭ ‬الذي‭ ‬يصف‭ ‬نفسه‭ ‬بأنه‭ ‬‮«‬اختصاصي‭ ‬استراتيجي‭ ‬لعلوم‭ ‬الشيخوخة‮»‬،‭ ‬إنه‭ ‬بقدر‭ ‬ما‭ ‬سيكون‭ ‬الأمر‭ ‬رائعا،‭ ‬فإن‭ ‬‮«‬المرء‭ ‬لا‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬الصفاء‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة‭ ‬بصورة‭ ‬تلقائية‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬يوضح‭ ‬كاسبر،‭ ‬صاحب‭ ‬المدونة‭ ‬الالمانية‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬اسم‭ ‬‮«‬الشيخوخة‭ ‬بصفاء‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬السبب‭ ‬الذي‭ ‬تظهره‭ ‬الأبحاث‭ ‬باستمرار‭ ‬وراء‭ ‬عدم‭ ‬تحول‭ ‬المرء‭ ‬إلى‭ ‬الصفاء‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة‭ ‬بصورة‭ ‬تلقائية‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬غير‭ ‬متجانسين‭. ‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ميل‭ ‬للمرء‭ ‬نحو‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الشعور‭ ‬بالصفاء‭ ‬كلما‭ ‬تقدم‭ ‬في‭ ‬السن‭. ‬وتقول‭ ‬بافلوفا‭: ‬‮«‬في‭ ‬الدول‭ ‬الغنية‭... ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يلاحظ‭ ‬أنه،‭ ‬في‭ ‬المتوسط،‭ ‬تصير‭ ‬المشاعر‭ ‬الهادئة‭ ‬أكثر‭ ‬هيمنة‭ ‬في‭ ‬سن‭ ‬الشيخوخة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬الاستمتاع‭ ‬بحياته،‭ ‬أو‭ ‬الشعور‭ ‬بأنه‭ ‬أكثر‭ ‬استرخاء‮»‬‭. ‬
ويشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬عبارة‭ ‬‮«‬في‭ ‬المتوسط‮»‬‭ ‬هنا‭ ‬تحذيرية،‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬اختلافات‭ ‬كبيرة‭ ‬بين‭ ‬الأفراد‮»‬‭. ‬

‭ ‬ويرتبط‭ ‬مدى‭ ‬رصانة‭ ‬المرء‭ ‬في‭ ‬حياته‭ ‬بتركيبته‭ ‬الشخصية‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ارتباطه‭ ‬بعمره‭. ‬وتقول‭ ‬بافلوفا‭ ‬إن‭ ‬‮«‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدلائل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الأفراد‭ ‬لديهم‭ ‬استمرارية‭ ‬في‭ ‬شخصيتهم،‭ ‬وفي‭ ‬طريقة‭ ‬ردود‭ ‬أفعالهم‮»‬‭. ‬

ولكن،‭ ‬كيف‭ ‬تؤثر‭ ‬الشيخوخة‭ ‬على‭ ‬شخصية‭ ‬المرء،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬عند‭ ‬التعرض‭ ‬للمرض‭ ‬أو‭ ‬الخسارة؟‭ ‬
يشير‭ ‬كاسبر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬التقدم‭ ‬في‭ ‬العمر‭ ‬هو‭ ‬ممارسة‭ ‬مستمرة‭ ‬لفكرة‭ ‬التقبل‮»‬‭. ‬

تتسم‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭ ‬الأخيرة‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬بالإصابة‭ ‬بالأمراض،‭ ‬وبوفاة‭ ‬الأصدقاء‭ ‬والأحباء،‭ ‬وربما‭ ‬بمخاوف‭ ‬مادية‭ ‬أيضا‭. ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يتحكم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬نواحي‭ ‬حياته‭. ‬

والأمر‭ ‬السار‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التي‭ ‬تتراكم‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬فغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬الأحداث‭ ‬المجهدة‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬بافلوفا‭. ‬

وتقول‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الأحيان،‭ ‬ينظر‭ ‬المرء‭ (‬الكبير‭ ‬في‭ ‬السن‭) ‬إلى‭ ‬وقائع‭ ‬الوفاة‭ ‬التي‭ ‬تحدث‭ ‬من‭ ‬حوله‭ ‬ضمن‭ ‬دائرته‭ ‬المقربة،‭ ‬أو‭ ‬إلى‭ ‬الأمراض،‭ ‬بوصفها‭ ‬أمرا‭ ‬طبيعيا‭ ‬يحدث‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬الشيخوخة‮»‬‭. ‬ويسمي‭ ‬خبراء‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬تلك‭ ‬الامور‭ ‬‮«‬الأحداث‭ ‬الحياتية‭ ‬المعيارية‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬يتوقعها‭ ‬المرء‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬يتوقعها‭ ‬عندما‭ ‬يكون‭ ‬أصغر‭ ‬سنا،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فهي‭ ‬تكون‭ ‬مؤلمة‭. ‬

ولكن‭ ‬عندما‭ ‬تزداد‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬المرء،‭ ‬مثل‭ ‬وجود‭ ‬مرض‭ ‬مزمن‭ ‬مصحوب‭ ‬بألم‭ ‬ثم‭ ‬وفاة‭ ‬شريك‭ ‬الحياة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإنه‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬حينئذ‭ ‬بلوغ‭ ‬نقطة‭ ‬التحول،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬توضحه‭ ‬بافلوفا،‭ ‬مضيفة‭ ‬أن‭ ‬الأبحاث‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬كبار‭ ‬السن‭ ‬يكونون‭ ‬أقل‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬المواقف‭ ‬الحادة‭ ‬أو‭ ‬ذات‭ ‬النكبات‭ ‬المتعددة،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآخرين‭ ‬الأصغر‭ ‬في‭ ‬العمر‭. ‬

والسؤال‭ ‬هو،‭ ‬ما‭ ‬الدور‭ ‬الذي‭ ‬تقدمه‭ ‬التجربة‭ ‬الحياتية؟‭ ‬

إنها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬توفر‭ ‬مخزونا‭ ‬من‭ ‬المعرفة،‭ ‬يتيح‭ ‬للمرء‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحديات‭ ‬بصورة‭ ‬أفضل‭. ‬ويقول‭ ‬كاسبر‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬عندما‭ ‬يعيش‭ ‬الأفراد‭ ‬حياة‭ ‬كاملة‭ ‬مرت‭ ‬عليهم،‭ ‬مثل‭ ‬حياة‭ ‬عمل‭ ‬كاملة،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬فإنهم‭ ‬يفهمون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة،‭ ‬ويتولد‭ ‬لديهم‭ ‬إحساس‭ ‬جيد‭ ‬بنقاط‭ ‬قوتهم‭ ‬وضعفهم‮»‬‭. ‬

كما‭ ‬يكونون‭ ‬قد‭ ‬أتقنوا‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬التحولات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬مرت‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬قبل،‭ ‬‮«‬وتعلموا‭ ‬منها‭ ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يتماشى‭ ‬بصورة‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬حياتهم،‭ ‬وكيفية‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭. ‬وهو‭ ‬أمر‭ ‬ذو‭ ‬قيمة‭ ‬كبيرة‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬يقوله‭ ‬كاسبر‭. ‬

تعليقات