المرحلة الأولى :
المرحلة الثانية :
((إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيِّــم فلا تظلموا فيهِنَّ أنفسكم وقاتلوا المشركينَ كافَّة.. ...)) الآية 36 من سورة التوبة .
و لكل كلمة من هذه الكلمات معنى عند العرب فمثلاً في كلمة رمضان نقرأ " الرَّمْضُ مُحَرَّكَةً : شِدَّةُ وَقْعِ الشَّمْسِ على الرَّمْل وغَيْرِه " كما في الصّحاح والعُبَاب الزاخـر . ومنه حَديثُ عُقَيْل : " فجَعَل يَتَتَبَّعُ الفَيْءَ من شِدَّةِ الرَّمَضِ " . وقيل : الرَّمَضُ : شِدَّةُ الحَرِّ كالرَّمْضاءِ وقيلَ : هو حَرُّ الحِجَارَةِ من شِدَّةِ حَرِّ الشَّمْس . وقيل : هو الحَرُّ والرُّجُوعُ من المَبَادِي إِلى المَحَاضِر كما في اللِّسَان وقد " رَمِضَ يَوْمُنَا كفَرِح : اشْتَدَّ حَرُّه " كما في الصّحاح رَمِضَت " قَدَمُه " رَمَضاً : " احْتَرَقَتْ من الرَّمْضَاء " كما في الصّحاح . ويُقَالُ أَيْضاً : رَمِضَ الرَّجُلُ يَرْمَضُ رَمَضاً إِذا احْتَرَقَت قَدَمَاه من شِدَّةِ الحَرِّ .
وفي كلمة"ذمير" ، جاء في حديث صلاة الخوف: ( فَتَذَامَرَ المشركون وقالوا: هلاَّ كُنَّا حملنا عليهم وهم في الصلاة ).( تَذَمَّرَ ): لاَمَ نَفسَهُ عَلَى فائِتٍ. و ـ تَغَضَّبَ. وتذمَّـر عليه: تنكَّرَ له وتوعّدَه.( الذِّمارُ ): ما ينبغي حِياطَتُه والذَّوْدُ عنه، كالأَهل والعِرْض. ويُقال: هو حامي الذِّمار.( الذَّمَارةُ ) : الشَّجَاعةُ.و( الذِّمْرُ ) : الشُّجَاعُ. ولربما أُطلِقت أيضاً على الظريفُ اللَّبيبُ المِعْوَان. وعلى الدَّاهِيَةُ. والجمع أَذْمَارٌ. و( الذَّمِرَةُ ): الصوت.و( الذَّمِيرُ ): الذِّمْرُ. ( جمعه ، أَذْمارٌ) و.( المُذَمَّرُ ): الكاهِلُ والعُنُق وما حَوْلَه إِلى الذِّفْرَى. ويُقال: بلَغَ الأَمرُ المُذَمَّرَ: اشتدَّ.( والمُذَمِّرُ ): الذي يضع يدَه في حياء الناقة( مهبلها ) ونحوِها لينظرَ أذَكَرٌ جنينها أَم أُنثى. وذلك أَنه يلمس لحيَيْ الجنين. فإِن كانا غليظين كان فحلاً ذَكَراً. وان كانا رقيقين كان الجنين ناقة وذلك بحكم التجربة العملية .ولعلَّ اشتقاق اسم الشهر الكريم بسبب الشدّة والمعاناة ، أو لوم الانسان نفسه على تقصيرها في عبادة الله تعالى والله أعلم .
وأظن الجواب بات واضحا وهو أن رمضن محرقة ترمض الذنوب ، ومثلما يتألم من يمشي على الرمضاء فكذلك الصائم يتألم وهو في الحقيقة ألمٌ ظاهري وصاحبه سعيد في باطن الامر وحقيقته لأنّ ذنوبه تتحاتّ وتتناثر وتتلاشى ، ذلك أنَّ من معاني الرمض الرُّجُوعُ من المَبَادِي إِلى المَحَاضِر كما في اللِّسَان ، والاسلام حضارة وهجر للبداوة وحياة الاعراب ،والصائم كأنه ينتقل من البوادي للحواضر بارتقائه العبادي والعقائدي ، والصوم عبادة خاصة بين العبد وربِّه وعده عليها بأعظم الثواب ،حقا إنَّ الصوم جُـنَّـة ...