ستكون ومضاتنا لها الاسبوع الرمضاني العَطِــر ابياتاً من الشعر قيلت بمناسبة الشهر الكريم ، والبداية للشاعر د\عبد الرحمن بن عبد الرحمن شميلة الأهدل:أَهْـلاً وَسَهْلاً بِشَهْرِ الصَّوْمِ وَالذِّكْرِ ** وَمَرْحَبًا بِوَحِيـدِ الدَّهْـرِ فِي الأَجْرِ
شَهْـرُ التَّرَاويْـحِ يَا بُشْرَى بِطَلْعَتِهِ ** فَالْكَوْنُ مِنْ طَرَبٍ قَدْ ضَّاعَ بِـالنَّشْرِ
كَـمَ رَاكِـعٍ بِخُشُوْعٍ للإِ لَهِ وَكَمْ ** مِنْ سَاجِـدٍ وَدُمُـوْع العَيْنِ كَالنَّهْرِ
فَاسْتَقْبِلُوا شَهْرَكُمْ يَاقَوْمُ وَاسْتَبِقُوا ** إِلَى السَّعَـادَةِ وَالْخَـيْرَاتِ لاَ الوِزْرِ
إِحْيُوا لَيَالِيهِ بِالأَذْكَـارِ وَاغْتَنِمُـوا ** فَلَيْلَةُ الْقَـدْرِ خَـيْرٌ فِيهِ مِـنْ دَهْـرِ
فِيْهَا تَـنَـزَّلُ أَمْـلاَكُ السَّمَاءِ إِلَى ** فَجْرِ النَّهَارِ وَهَـذِيْ فُرْصَـةُ الْعُمْـرِ
وله أيضـــــــــــــــــــا :
سَلامٌ عَلَـى شَهْرِنَـا الْمُنْتَظَـرْ ** حَبِيْبِ الْقُلُوْبِ سَمِيْرِ السَّهَـرْ
سَلامٌ عَلَـى لَيْلِـهِ مُـذْ بَـدَا ** مُحَيَّاهُ يَزْهُوْ كَضَـوْءِ الْقَمَـرْ
فَأَهْلا وَسَهْلا بِشَهْـرِ الصِّيَـامِ ** وَشَهْرِ التَّرَاوِيْحِ شَهْـرِ الْعِبَـرْ
فَكَمْ مُخْلِـصٍ رَاكِـعٍ سَاِجِـدٍ ** دَعَا اللهَ حِيْنَ ارْعَوَى وَادَّكَـرْ
وَكَمْ خَاشِعٍ فِي اللَّيَالِي الْمِـلاحِ ** بِدَمْعٍ غَزِيْرٍ يُضَاهِـي الْمَطَـرْ
والشاعر "السيد الصديق حافظ" في قصيدته: "ربيع الروح"، (( نشرتْ في مجلة الفيصل، العدد 118))، تتَهَلَّل روحُه لقدوم شهر رمضان بشرًا، ويدعو نفسه المتمَثِّلة في صديقه إلى أن يغتنمه بالطاعة والصلاح، ويذكِّرنا بنعيم الآخرة:
رَمَضَانُ أَقْبَلَ قُمْ بِنَا يَا صَاحِ **هَذَا أَوَانُ تَبَتُّلٍ وَصَـــــلاحِ
الكَوْنُ مِعْطَارٌ بِطِيبِ قُدُومِهِ رَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَنَفْحُ أَقَاحِــــي
ويُصور لنا الشاعر ياسين الفيل مدى هيام الكون بأجمعه بقدوم هذا الشهر الكريم، فيقول في رائيته الجميلة :
فَإِذَا أَتَيْتَ وَأَنْتَ أَكْرَمُ زَائِــــــــــرٍ ===لِلأَرْضِ هَلَّلَتِ الرُّبَـــــا وَالدُّورُ
وَاسْتَنْفَرَتْ سُحُبُ اليَقِينِ هَطُولَهَا=== وَانْسَابَ مَوْجٌ مِنْهُ يُورِقُ بُورُ
وَسَما بِنَا وَرَعُ النَّهَارِ سَمَا بِنَــــا=== فِي لَيْلِنَــــــا التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ
يَا أَيُّهَا الشَّهْرُ الجَلِيلُ حَمَلْتَنـــــَا ===حَمْلاً لِوَادٍ فِيهِ يُشْرِقُ نُــــــورُ
يقول الشاعر ابن حمديس الصقلي:
قُلْتُ وَالنَّاسُ يَرْقُبُونَ هِلالاً ===يُشْبِهُ الصَّبَّ مِنْ نَحَافَةِ جِسْمِهْ
مَنْ يَكُنْ صَائِمًا فَذَا رَمَضَانٌ خَطَّ===ـط بِالنُّورِ لِلوَرَى أَوَّلَ اسْمِهْ
ويقول الشاعر الأندلسي ابن الصباغ الجذامي، احتفالاً بمقدم هلاله الكريم المبارك :
هَذَا هِلالُ الصَّوْمِ مِنْ رَمَضَانِ بِالأُفْقِ بَانَ فَلا تَكُنْ بِالوَانِي
وَافَاكَ ضَيْفًا فَالتَزِمْ تَعْظِيمَهُ وَاجْعَلْ قِرَاهُ قِرَاءَةَ القُرْآنِ
صُمْهُ وَصُنْهُ وَاغْتَنِمْ أَيَّامَهُ وَاجْبُرْ ذِمَا الضُّعَفَاءِ بِالإِحْسَانِ
ويشيد صديقنا المكرّم الشاعر السوري النصراني المحب للاسلام "جاك صبري شماس" بفَضائل هذا الشهر، فيقول في قصيدته: "أكرم الشهور"، ( وقد نشِرَتْ في مجلة الوعي الإسلامي الكويتية \\ العدد 409) :
أَطْلَلْتَ وَجْهًا مُشْرِقًا رَيَّانَـــــا ===وَغَمَرْتَ أَفْئِدَةَ الشُّعُوبِ حَنَانَــــــا
وَسَمَوْتَ بِالأَنْدَاءِ تَرْفُلُ بِالشَّذَا ===وَتَسِيلُ فِي ثَغْرِ الوَرَى قطرَانــــَا
عَاوَدتَ بِرَّكَ وَالوَفَـــــاءُ يَشُدُّنِي ===لأَصُوغَ مِنْ حُلَلِ القَرِيضِ جُمَانَا
يَـــــــــا خَيْرَ شَهْرٍ قَدْ تَنَزَّلَ بِالتُّقَى === يَهمِي خِصَالاً يُنْشِدُ الفُرْقَانَــا
تَاجٌ يَزِينُ شُـــــــــــهُورَ عَامٍ بِالسَّنَا=== وَيَخُطُّ سِفْرًا شَامِخًا وَمُصَانـا
وهكذا لم يمر الشهر الفضيل في خيال الشعراء مرورا عابرا ، بل احتفوا بقدوم هلاله ووداعه وما فيه من رموز وشعائر خاصة ،وثبوت صيامه وبيان معانيه الرائعة والتزام الناس آدابه وسننه وما أمر الله تعالى به ، فكان حقا زينة الاشهر كلها وواسطة عقدها ، بل كان السلف الصالح يمضون ستة الأشهر التي قبل رمضان وهم يدعون الله تعالى : " اللهم بلِّـغْنــا رمضان " ، فاذا ما صاموه مع ست من شوال أمضوا ستة الاشهر التالية وهم يدعون ربّهم : " اللهم تقبَّـلْ من الصيام والقيام واعتقنا من النار " وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين