هند الصنعاني - المغرب
أصبح الفيسبوك اليوم نافذة كبيرة ومهمة نطل من خلالها على مجتمع غريب متداخل وبدون حدود، ففي هذا الزمن سقطت كل الأقنعة وأزيحت الستائر وأصبح كل شيء مباح بدون محاسبة أو قيد، فأصبح منبرا مباشرا لكل من يريد إبداء رأيه حتى ولو كانت بطريقة فجة ومهينة للناس، فهو بدون رقيب أو محاسب، فاختلط فيه الصالح بالطالح، والحسن بالقبيح، والطيب بالشرير، فأصبحنا نتصف ب "الوقاحة" تحت مسمى "الصراحة".
الصراحة والوقاحة عملتان مختلفتان لمن يجهل الفرق بينهما، فالوقاحة صفة من لا يجيد فن اللباقة، ليس من السهل على الإنسان أن يتصف بصفة الصراحة، فهي إبداء الرأي بلباقة وشفافية مع التركيز على الإيجابيات ومراعاة شعور المتلقي.
من الغباء ان نعتقد أنها شطارة أو نباهة أن نجرح قلوب الناس تحت مسمى الصراحة، لأنه من السهل الرد، لكن هناك اشخاصا تلقوا تربية مختلفة تمنعهم من التدني والتعامل بالمثل.
علينا أن نجعل الهدف من النصيحة تطوير الشخص وتطوير علاقتنا به لا تدميره والتقليل من شأنه، وذلك بالتركيز على مميزاته أكثر من تركيزنا على عيوبه فكلنا عيوب لولا ستر الله يغطينا.
الصراحة أقصر طريق للوصول الى الحب و الاحترام و دوام العشرة، أما الوقاحة فهي أقصر طريق لهدم وتدمير أي علاقة مهما كانت قديمة وصلبة، فنحن نحتاج الى بناء صداقات نفتقدها في الوقت الحالي، نحتاج الى قلوب صافية تصادقنا بدلا من قلوب تخوننا، نحتاج الى من لا نخجل منه لإظهار ضعفنا وعقدنا ونحكي ما بداخلنا بدون تكليف أوتجميل، نحن نحتاج الى من يحبنا رغم نواقصنا.