حاورها : محمد توفيق كريزم - وكالة أخبار المرأة
تلك هي القاضية الأستاذة ثريا الوزير، التي تعمل قاضية في محكمة بداية غزة منذ أكثر من خمس سنوات، وقبلها عملت في مهنة المحاماة لمدة عشر سنوات، حيث تقول أنها تمارس حقها في العمل كقاضية بموجب القوانين الفلسطينية السارية ، ووفق القانون الأساسي الذي ينص على حق المواطنة وحق تقلد الوظائف العامة بشكل متساو مع الرجل، وتمشياً مع مبدأ أن الشخص المناسب في المكان المناسب.
غير تقليدية:
وفيما إذا كانت المرأة القاضية تتأثر بعاطفتها المعهودة بها عندما تنظر في القضايا وتصدر الأحكام، تقول الوزير أن لا مجال لأعمال العاطفة عند إصدار الأحكام، لكن يمكن أخذ الجانب الإنساني بهذا الشأن بدرجة متساوية مع الرجل، ولا يمكن التجرد من هذا الجانب لكن الحكم الصادر يكون بموجب القوانين المعمول بها والأوراق الثبوتية والبينات الموجودة أمام القاضي سواء كان رجلاً أم امرأة.
عمل القاضية:
وفي وصفها لمهنة القضاء قالت الوزير أنها ليست بسيطة، بل منهكة بدنياً ونفسياً وتحتاج إلى استقرار نفسي وعائلي ومادي، مشيرة إلى الجهد المبذول على هذا الصعيد متساو مع الرجل القاضي، مؤكدة أن القاضي سواء كان رجل أم امرأة لابد أن يتصف بالحكمة والرشد والنزاهة والصبر والحلم والقدرة على اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة.
وأكدت الوزير بما لا يدع مجالاً للشك، أنه تم تعيينها في هذا المنصب حسب الإجراءات المتبعة دون توصية من أحد، واجتازت الاختبارات بتفوق وإبداع وتمايز كبير، ومن ثم صدر قرار بتعيينها من رئيس الدولة بناءاً على تتسيب من مجلس القضاء العالي.
وأضافت الوزير أن المجتمع قد يكون استهجن في بداية الأمر تولي المرأة عمل القضاء لتفصل في قضايا الناس، وتصدر الأحكام، إلا أنه وبعد أن أكدت المرأة القاضية جدارتها واقتدارها في سلك القضاء من خلال أدائها الراقي ومهنيتها العالية وأحكامها الصائبة، وإثبات نزاهتها، وعدالتها الحاسمة، تغيرت نظرة المجتمع بشأنها وأصبحت مثار إعجاب وتقدير من جمهور المتقاضين والمحامين، نظراً لحسن إدارتها لجلسات المحاكمات، وسمعتها الطيبة والحسنة بين أوساط المتخاصمين، مما تعاظم قبول المجتمع للمرأة القاضية من خلال القضايا التي فصلت بها وأعملت القانون بشأنها روحاً ونصاً، وفي نهاية المطاف فإن المجتمع يحكم على نوعية العمل الجيد دون النظر إلى اعتبارات هامشية، لاسيما أن الرجل والمرأة في مركب واحد لمواجهة تحديات الحياة الراهنة.