فجوات كبيرة تعيق تحقيق تقدم في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين النساء
وكالة أخبار المرأة
في عام (2000) أقرت الدول الأعضاء للأمم المتحدة "إعلان الألفية" الذي عرّف الأهداف الإنمائية للألفية على أنها مجموعة من الأهداف الإنمائية المشتركة التي يتوجب تحقيقها بحلول عام (2015) ، ومع مرور الوقت وإقتراب الموعد المحدد فقد وافق المجتمعون في إجتماع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة على خطة عمل تهدف الى تسريع التقدم لتحقيق الأهداف ، وفي الوقت نفسة وإيماناً بصعوبة تنفيذ الأهداف كاملة فقد دُعيت منظومة الأمم المتحدة لقيادة المناقشات الدولية لأجندة التنمية لما بعد (2015).
وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى الهدف الثالث من الأهداف الإنمائية للألفية الثمانية وهو "تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء" ومدى التقدم الذي تم إحرازه بعد مرور (12) عاماً بإعتباره هدفاً مرتبطاً بالأهداف السبعة الأخرى ، وأن للنساء وتمكينهن دور أساسي وفعال في عملية تسريع الإنجازات المحرزة في مجمل الأهداف الإنمائية وهي "القضاء على الفقر المدقع والجوع" و "تحقيق تعميم التعليم الإبتدائي" و "تخفيض معدل وفيات الطفل" و "تحسين الصحة النفاسية" و "مكافحة فيروس المناعة البشرية" و "كفالة الإستدامة البيئية" و "إقامة شراكة عالمية".
وتضيف "تضامن" الى أن ثلثي النساء العاملات في الدول النامية يعملن في وظائف تتسم بالضعف كعملهن غير مدفوع الأجر ضمن أسرهن ، ومن أجل المساهمة في تسريع القضاء على الفقر المدقع والجوع ، فلا بد من دعم دور النساء الأساسي في الأمن الغذائي ، والعمل على الحد من القيود التشريعية كحقهن في التملك ، وضمان مساواتهن مع الرجال في مجال الحماية الإجتماعية والعمل ، وضمان تطبيق وتنفيذ حقوقهن التي تكلفها القوانين ، وتدريبهن ورفع قدراتهن الوظيفية وحماية ممتلكاتهن للمساهمة في النمو الإقتصادي العالمي ، وتعليمهن في كافة المستويات التعليمية ، وتوسيع نطاق فرص حصولهن على العمل المدفوع الأجر ، وإشراك الرجال في الإعمال المنزلية التي تقوم بها عادة النساء للتخفيف من الأعباء الملقاة عليهن وإتاحة المجال لتقدمهن والوصول الى مواقع صنع القرار.
إن الطفلات أكثر من الأطفال بعشرة ملايين ممن هم / هن خارج التعليم الإبتدائي ، كما ستعاني الدول التي تفشل في تحقيق المساواة بين الجنسين في مجال التعليم من عجز في الدخل الإجمالي بما يعادل (0.1%-0.3%) نقطة. ولتحقيق هدف "تعميم التعليم الإبتدائي" فلا بد من التركيز على تعليم الفتيات / الطفلات ، وتحسين الظروف التعليمية لهن وتمكينهن من الوصول السهل للمدارس ، والعمل على الحد من العادات والتقاليد التي تمنعهن من التعليم وتفضيل تعليم الأطفال ، وتعليم الأمهات لتشجيع إرسال بناتهن الى المدارس ، وتغير الأدوار التقليدية القائمة على عملهن داخل المنازل.
وتشير "تضامن" الى أن النساء يشكلن (10%) من أعضاء البرلمان في ثلت الدول النامية ، ومن أجل تعزيز المساواة بين الجنسين وتمكين النساء ، فلا بد من تعليم الفتيات والنساء لضمان إستقلالهن المادي ، والعمل على إزالة العقبات التي تواجه الفتيات للوصول الى المدارس ، وتعزيز المشاركة السياسية للنساء ، وضمان حقوق إقتصادية متساوية مع الرجال خاصة في مجال تساوي الأجور والفرص التدريبية ، وتحسين ظروف عملهن من خلال وضع سياسات تضمن حصولهن على العلاوات وتنظيم العمل غير الرسمي والعمل غير مدفوع الأجر.
إن التقدم المحرز في مجال وفيات الأطفال كان لدى (40%) من الأسر الغنية التي تتمكن فيها النساء من الوصول الى الخدمات الصحية الأساسية ولديهن قدر معين من التعليم ، ومن أجل تسريع التقدم لتحقيق خفض في معدل وفيات الأطفال ، فلا بد من التركيز على الرعاية الصحية للأمهات وإعطائهن الأولوية في الحصول عليها ، والإستثمار في تعليم الأمهات وتمكينهن ، والعمل على إزالة كافة أشكال التمييز ضد النساء ، وضمان وصول متساو مع الرجال لكل من الفتيات والنساء الى جميع الخدمات الصحية.
وتشير "تضامن" الى وفاة إمرأة كل دقيقة أثناء الولادة ، والى أن تغييرات ضئيلة تمت خلال عقدين على معدل وفيات الأمهات في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وفي أجزاء من آسيا ، لذا ومن أجل تسريع خفض معدل وفيات الأمهات فلا بد من دعم أكبر للنساء ليكن في مراكز قوة وتحكم لتحسين أوضاعهن الإجتماعية والإقتصادية ، وزيادة مشاركتهن في مواقع صنع القرار خاصة فيما يتعلق بالقطاعات الصحية من برامج وسياسات ، والعمل على وقف جميع "الممارسات الضارة" التي تعرضهن وأولادهن للخطر ، وتعزيز فرص الفتيات ودعمهن وتوسيع قدراتهن المعرفية ، والعمل على تحسين ظروف الطهي والإنتقال الى وسائل طاقة نظيفة للطبخ.
منذ عام (1990) تتزايد نسبة النساء المصابات بفيروس نقص المناعة أو "الإيدز" بشكل مضطرد في كل المناطق والإقاليم ، ولذا فلا بد من إتخاذ التدابير والإجراءات لمنع التمييز والتي تزيد من ظاهرة "تأنيث" مرض نقص المناعة البشرية أو "الإيدز" ، والتصدي للعنف ضد النساء الذي يؤدي الى إستمرار إنتشاره كالإغتصاب ، وتعليم الفتيات كونه يحد من إنتشار المرض ، وضمان المساواة في الزواج والعلاقات الأسرية ، وتقديم الإرشادات والخدمات الخاصة بالمرض في المرافق الصحية ، والعمل مع الرجال والفتيان لمكافحة ظاهرة "تأنيث" المرض ، وتقاسم أعباء رعاية المتعايشين معه.
إن مليار و(600) مليون شخص حول العالم لا زالوا يبحثون عن مرافق صحية محسنة والتي من شأنها أن تحافظ على خصوصية النساء ولا تخدش حيائهن ولا تعرضهن للتحرش الجنسي أو الإغتصاب ، ولذ فلا بد من تطوير وإصلاح السياسات المتعلقة بالملكية وملكية الموارد لضمان المساواة ، والعمل على وقف فقدان الموارد البيئية خاصة المياة والطاقة ، وتحسين ظروف الحصول على مياة شرب نظيفة ، وتقديم خدمات المرافق الصحية لملايين النساء اللواتي يفتقدهن ، ومحاربة التغيرات المناخية خاصة التي تؤثر بالنساء بشكل غير متناسب.
في عام (2006) شكلت المعونات لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية مبلغ وقدره (104) مليار دولار كان منها فقط (7%) لضمان المساواة بين الجنسين كهدف أساسي ، فلا بد من بناء قدرات المانحين والشركاء على حد سواء في مجال التحليل القائم على النوع الإجتماعي وتخطيط البرامج ، والمطالبة بقواعد عالمية ومؤسسات تهدف الى تعزيز المساواة بين الجنسين على المستوى الدولي ، وتقوية الإنظمة خاصة الإحصائية على جمع وتحليل معلومات تعتمد على نوع الجنس.
وتشير "تضامن" وفي إطار تحقيق المساواة بين الجنسين أصدرت هيئة الأمم المتحدة للمرأة في آواخر عام (2012) مخططاً للتقدم المحرز في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ، أشارت فيه الى أن النساء في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أكثر عرضة من الرجال للعيش في حالة فقر ، وأن النساء اللواتي يعملن في ظروف مستضعفة هي متساوية في جميع المناطق وهن الأكثر تضرراً ولم يتم إحراز تقدم كبير في تقليصها ، وأن عدد أكبر من الأطفال يلتحقون بالمدارس إلا أن الفجوة بين الجنسين ما زالت موجودة ، وأن تقدم بسيط تم إحرازه في سد فجوة الإلتحاق بالتعليم الثانوي.
وأشار التقرير الى أن الفجوة بين الجنسين لا زالت كبيرة في ملكية الأعمال التجارية ، وأن النساء يحققن تقدماً مستمراً ولو ببطء في مجال مشاركتهن بالبرلمانات ، وأن الفتيات أقل من خمس سنوات فرص عيشهن أعلى من الفتيان من نفس العمر بإستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ، والنساء الغنيات في المناطق الحضرية أكثر ميلاً للحصول على مساعدة أثناء الولادة من قبل مختصين مهرة ، وأن العمر عند الزواج الأول آخذ بالإرتفاع لكن الزواج المبكر ما زال منتشراً في المناطق الريفية والفقيرة ، وأن خمس الإصابات الجديدة بمرض "الإيدز" كل عام تحدث بين النساء الشابات ، وأن أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى هي الوحيدة المتخلفة عن بقية دول العالم في الحصول على المياة. وأخيراً فإن هنالك زيادة في المساعدات الثنائية والموزعة قطاعياً إلا أن المماطلة في إدماج النوع الإجتماعي ما زالت مستمرة.
وتؤكد "تضامن" على ضرورة إعادة النظر بأهداف التنمية ومحاورها ومؤشراتها والأولويات الأردنية في ظل التحضيرات للمناقشات الوطنية الأردنية لأجندة التنمية لما بعد (2015) التي يقودها التحالف الأردني لمنظمات المجتمع المدني التي ستشمل كافة مناطق المملكة ، حيث سيعقد ثلاث لقاءات في شمال ووسط وجنوب المملكة يتبعها مؤتمر وطني نهاية هذا الشهر.