أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

أول مسرحية عن المثليين في تونس.. "تحد كبير" في بلد يجرّم المثلية

 

أول مسرحية عن المثليين في تونس.. "تحد كبير" في بلد يجرّم المثلية

أول مسرحية عن المثليين في تونس.. "تحد كبير" في بلد يجرّم المثلية   المخرجة المسرحية التونسية آسيا الجعايبي خلال تمرين على مسرحيتها "فلاغرنتي" في تونس العاصمة في 16 أيار/مايو 2022  (وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب) تعرض المخرجة التونسية آسيا الجعايبي حتى مطلع الشهر المقبل أول مسرحية حول المثليين في تونس، ما يمثل "تحدياً" في بلد محافظ لا تزال قوانينه تحظر المثلية وتقمعها بشدة. تقول الجعايبي (32 عاما) بفخر لوكالة فرانس برس إن مسرحية "فلاغرنتي" أو "تلبس بجريمة" التي تُعرض حتى أوائل حزيران/يونيو في قاعة خاصة بتونس العاصمة، شكلت "تحديا كبيرا" إذ استغرق التحضير لها تسعة أشهر من العمل المتواصل. وأُنتج العمل بالشراكة مع منظمة "موجودين" المحلية المدافعة عن حقوق المثليين، ويشارك فيها ستة ممثلين تتراوح أعمارهم بين 23 و71 عاما، في محاولة لإظهار أن الصراع المرتبط بالهوية والميول الجنسية يطاول مختلف الأجيال. بأسلوب لا يخلو من "الكوميديا السوداء"، يتقمص الممثلون، وهم بغالبيتهم هواة اختيروا لهذه المهمة عن طريق تجربة أداء، شخصيات حريتها "مهضومة بالكامل"، وهم ضحايا عنف داخل أسرهم وفي الشارع وأماكن العمل. وخرج الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المثليين من الظل في تونس إثر ثورة 2011، مع ظهور منظمات وجمعيات محلية تدافع عن حقوقهم، وهو أمر نادر نسبيا في العالم العربي. لكن ظروف حياتهم اليومية لا تزال صعبة بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، في ظل الرفض الاجتماعي القوي لهم فضلا عن الحظر القانوني. فمن شأن صورة على الهاتف المحمول أن تقود صاحبها إلى التوقيف والتعنيف اللفظي والجسدي، مع ملاحقة قضائية وفرض الخضوع لفحص شرجي لاثبات ميوله الجنسية. وتوضح آسيا الجعايبي لوكالة فرانس برس أن "فلاغرنتي" تعالج "مواضيع من المحرمات، وتتحدث عن واقع في تونس نصرف النظر عنه، ونحاول من خلال هذا العمل اظهاره للجمهور". ويجرّم الفصل 230 من المجلة الجزائية التونسية في النسختين العربية والفرنسية "اللواط" و"المساحقة" بعقوبات تصل إلى ثلاث سنوات سجنا في حق من "يتجاهر عمدا بالفاحشة". وتؤكد منظمة "موجودين" أنه تم سجن 59 شخصا استنادا إلى هذا الفصل في الفترة الممتدة من العام 2020 حتى تشرين الأول/أكتوبر 2021. - "لحظة تاريخية" - يهدف العمل المسرحي إلى التوعية ومحاولة تغيير العقليات القائمة على "التمييز"، وإلغاء قانون "رجعي" ودعم فونن المثليين في تونس، على ما يقول المسؤول في منظمة "موجودين" كرم عويني. ونظمت "موجودين" في العام 2018 مهرجانا سينمائيا خصصته للمواضيع المتعلقة بالمثليين. ويفصح الموظف في المنظمة أليا العريضي (27 عاما) وقد حضر عرضا صفق له الجمهور طويلا "هذه لحظة تاريخية في هذه البلاد، ليس بالأمر السهل أن تظهر حدثا مماثلا في دولة عربية ومسلمة". ويتابع "وكأنما باستطاعتنا الآن الحديث عن هذه القصص"، ما يعطي "أملا في تطويرها". تثير المسرحية مواضيع أخرى منها الفساد في الشرطة والقضاء والإفلات من العقاب وهجرة الكفاءات. يمتد العرض لساعتين وتحاول المخرجة من خلاله الكشف عن معاناة المثليين الذين لا يتمكنون من العيش بالحرية التي يرغبون فيها. ويقول سليم (24 عاما) إن المسرحية لامست "أعماقه"، مضيفا "رأيت تجاربي على المسرح، هذا مثير". ويؤكد الممثل حمدي البجاوي بدوره "هي تجربة صعبة تظهر إنسانا مسحوقا". لم يطرأ أي تعديل على الفصل 230 العائد إلى عام 1913 حين كانت تونس مستعمرة فرنسية، ولا يوجد إلى اليوم مشروع قانون لتنقيحه بالرغم من دعوات منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية لإلغائه. وتعهدت تونس في العام 2017 أمام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عدم فرض اللجوء إلى الفحص الشرجي، ولكن يتم الطلب من بعض الأطباء استعماله "لإثبات" المثلية. ويرفض الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات في البلاد بما فيها القضائية، إلغاء تجريم المثلية كما يرفض عقوبة السجن بسبب ذلك. ويختم الممثل حمدي الذي يتقمص شخصية آدم الطبيب في المسرحية، مشهدا في نهاية العرض بـ"لن نستسلم والصراع متواصل".
 المخرجة المسرحية التونسية آسيا الجعايبي خلال تمرين على مسرحيتها "فلاغرنتي" في تونس العاصمة في 16 أيار/مايو 2022 

(وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب)

تعرض المخرجة التونسية آسيا الجعايبي حتى مطلع الشهر المقبل أول مسرحية حول المثليين في تونس، ما يمثل "تحدياً" في بلد محافظ لا تزال قوانينه تحظر المثلية وتقمعها بشدة.
تقول الجعايبي (32 عاما) بفخر لوكالة فرانس برس إن مسرحية "فلاغرنتي" أو "تلبس بجريمة" التي تُعرض حتى أوائل حزيران/يونيو في قاعة خاصة بتونس العاصمة، شكلت "تحديا كبيرا" إذ استغرق التحضير لها تسعة أشهر من العمل المتواصل.
وأُنتج العمل بالشراكة مع منظمة "موجودين" المحلية المدافعة عن حقوق المثليين، ويشارك فيها ستة ممثلين تتراوح أعمارهم بين 23 و71 عاما، في محاولة لإظهار أن الصراع المرتبط بالهوية والميول الجنسية يطاول مختلف الأجيال.
بأسلوب لا يخلو من "الكوميديا السوداء"، يتقمص الممثلون، وهم بغالبيتهم هواة اختيروا لهذه المهمة عن طريق تجربة أداء، شخصيات حريتها "مهضومة بالكامل"، وهم ضحايا عنف داخل أسرهم وفي الشارع وأماكن العمل.
وخرج الناشطون في مجال الدفاع عن حقوق المثليين من الظل في تونس إثر ثورة 2011، مع ظهور منظمات وجمعيات محلية تدافع عن حقوقهم، وهو أمر نادر نسبيا في العالم العربي.
لكن ظروف حياتهم اليومية لا تزال صعبة بحسب منظمات حقوقية محلية ودولية، في ظل الرفض الاجتماعي القوي لهم فضلا عن الحظر القانوني.
فمن شأن صورة على الهاتف المحمول أن تقود صاحبها إلى التوقيف والتعنيف اللفظي والجسدي، مع ملاحقة قضائية وفرض الخضوع لفحص شرجي لاثبات ميوله الجنسية.
وتوضح آسيا الجعايبي لوكالة فرانس برس أن "فلاغرنتي" تعالج "مواضيع من المحرمات، وتتحدث عن واقع في تونس نصرف النظر عنه، ونحاول من خلال هذا العمل اظهاره للجمهور".
ويجرّم الفصل 230 من المجلة الجزائية التونسية في النسختين العربية والفرنسية "اللواط" و"المساحقة" بعقوبات تصل إلى ثلاث سنوات سجنا في حق من "يتجاهر عمدا بالفاحشة".
وتؤكد منظمة "موجودين" أنه تم سجن 59 شخصا استنادا إلى هذا الفصل في الفترة الممتدة من العام 2020 حتى تشرين الأول/أكتوبر 2021.

- "لحظة تاريخية" -

يهدف العمل المسرحي إلى التوعية ومحاولة تغيير العقليات القائمة على "التمييز"، وإلغاء قانون "رجعي" ودعم فونن المثليين في تونس، على ما يقول المسؤول في منظمة "موجودين" كرم عويني.
ونظمت "موجودين" في العام 2018 مهرجانا سينمائيا خصصته للمواضيع المتعلقة بالمثليين.
ويفصح الموظف في المنظمة أليا العريضي (27 عاما) وقد حضر عرضا صفق له الجمهور طويلا "هذه لحظة تاريخية في هذه البلاد، ليس بالأمر السهل أن تظهر حدثا مماثلا في دولة عربية ومسلمة".
ويتابع "وكأنما باستطاعتنا الآن الحديث عن هذه القصص"، ما يعطي "أملا في تطويرها".
تثير المسرحية مواضيع أخرى منها الفساد في الشرطة والقضاء والإفلات من العقاب وهجرة الكفاءات.
يمتد العرض لساعتين وتحاول المخرجة من خلاله الكشف عن معاناة المثليين الذين لا يتمكنون من العيش بالحرية التي يرغبون فيها.
ويقول سليم (24 عاما) إن المسرحية لامست "أعماقه"، مضيفا "رأيت تجاربي على المسرح، هذا مثير".
ويؤكد الممثل حمدي البجاوي بدوره "هي تجربة صعبة تظهر إنسانا مسحوقا".
لم يطرأ أي تعديل على الفصل 230 العائد إلى عام 1913 حين كانت تونس مستعمرة فرنسية، ولا يوجد إلى اليوم مشروع قانون لتنقيحه بالرغم من دعوات منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية لإلغائه.
وتعهدت تونس في العام 2017 أمام مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف عدم فرض اللجوء إلى الفحص الشرجي، ولكن يتم الطلب من بعض الأطباء استعماله "لإثبات" المثلية.
ويرفض الرئيس التونسي قيس سعيّد الذي يحتكر السلطات في البلاد بما فيها القضائية، إلغاء تجريم المثلية كما يرفض عقوبة السجن بسبب ذلك.
ويختم الممثل حمدي الذي يتقمص شخصية آدم الطبيب في المسرحية، مشهدا في نهاية العرض بـ"لن نستسلم والصراع متواصل".
تعليقات