رغم ان الاسرة هي عباره عن غرفه عمليات يتم داخلها النشأة والتربية والمعالجة والاستعداد والانطلاق والثقافة والريادة والتحدي للوصول الى القمة ومع كل تلك المشاركة التي تعد من قديم الازل الا ان الأدوار المختلفة التي يتميز بها كل من الرجل والمرأة في المجتمع والسلطة النسبية التي يتمتع بها كل منهما تختلف من مجتمع وثقافة وبلد عن الآخر، ألا انه وفي كل الاماكن تقريباً تكون النساء اقل حظاً قياسا بالرجل في مناحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
فحيثما ينظر للرجل بصفته الصانع الأساسي للقرار، فان وضع المرأة يكون غالبا دونيا في مجال النقاش حول تحديد حجم الأسرة، أو استخدام وسائل تنظيم الأسرة، أو إدارة موارد الأسرة، أو البحث عن عمل. إذ أن الاعتقاد السائد لفترة طويلة كان مركز على أن بنية المرأة مهيئة للقيام بأعمال خاصة وليست أعمال عامة في الحياة، وأكدت بعض الآراء أن المرأة لا يمكن أن تمارس الأدوار القيادية في العمل بسبب عدم قدرتها في إدارة وتوجيه التابعين. وهذا الرأي يتبناه الرجال الذين يسعون الى أن يكونوا هم الفئة التي تملك مواقع القيادة وتبعد المرأة عن هذه المواقع الا ان المرأة العربية كان لها راي اخر من كل تلك الاحداث وكل تلك المعايير حيث انها اليوم تتبوأ مكانه كبيره جدا داخل المجتمعات سواء على الصعيد المحلي او الإقليمي والدولية كذلك.
لابد ان ندرك أن مكانه المرأة العربية على وجه الخصوص شانها شان المرأة في مختلف أنحاء العالم في الشكل و التكوين و الخصائص منذ ان اطلق بذرتها الله عز و جل ، تغيرت بفعل كثير من العوامل الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، كما أثرت الثورة الصناعية على عمل المرأة ، اتاحت لها الفرصة للوصول الى ميادين العمل المختلفة .ونلاحظ أن المرأة العربية ساهمت في كافة المجالات بالرغم من أن مشاركتها في الوظائف القيادية ليست بمستوى الطموح ومرد ذلك هو وجود مجموعة من العوامل الثقافية والاجتماعية التي حددت عملها وتفسر افتقارها الى القدرة على حماية نفسها وتشمل قلة تعرض المرأة للمعلومات والأفكار الجديدة، وتجاهلها للتطورات المجتمعية الجيدة، ومحدودية حراكها المكاني، وغياب تحكمها بالمال والموارد، والتقييدات الثقافية المفروضة على عملها وأدت الى تنميط سلوكياتها عند تسلمها للأعمال وخاصة الأعمال القيادية.
بالإضافة الى ذلك المرأة العربية في مجتمعاتنا اليوم تواجه كل تلك التحديات حيث تحاول أثبات ذاتها من خلال الجهود الحثيثة التي تبذلها في العمل وتدعم العلاقة بينها وبين الآخرين ، ومن هذا المنطلق الفكري فان المجريات الحالية و المعطيات و المكونات التي أصبحت دخيله على مجتمعاتنا العربية في محاولة وقف تغلغل المرأة العربية في مجالات الدولة و مؤسساتها جعله هو تحدي بحد ذاته هذا من جهة و من جهة أخرى رغم تواجد مجموعة من المعوقات الاجتماعية والانسانية والوظيفية التي تقف عائقاً امام تبوء المرأة العربية للمناصب القيادية الا انها اليوم أيضا مع العصر الرقمي الحديث ان تصل الى اعلى المناصب و أجيال قد ترعرعت على يدها و تخرج المهندس و الطبيب و الدبلوماسي و الإعلامي و القانوني و الاقتصادي و الإداري التي بدورهم جزء لا يتجزأ من البناء المؤسسي في تكوين أي دولة على هذا الكوكب .
الامر الذي جعل المجتمع يسلط الضوء على اهميه المرأة القيادية وتميزها نفس الرجل سواء على مستوى القدرات او الابتكار او الابداع التي كان لها دور في بلوره وتشكيل المجتمع وجعلت منها طاقة ايجابيه يستفيد منها المجتمع المدني على كل الأصعدة الى ان وصلت الى العالمية سواء من خلال ادارتها او مشاركتها النسوية وتمثيلها لدولتها بالشكل الصحيح واللائق بمكوناتها وانوثتها.
اليوم دور المنظمات النسوية في المجتمع المدني لا يقل أهمية عن دور الرجل ومن جهة أخرى طرح مجموعة من الأفكار والاطروحات التي يمكن الاعتماد عليها في الدعم الايجابي لمشاركة المرأة القيادية وسعيها في علاج المعوقات التي تقف حائلا دون مشاركتها في المناصب القيادية لمنعها من ممارسة أدوارها في المجتمع ومؤسساته اليوم بالفعل قد تغلبت عليه بالشكل السليم والملموس والمحسوس.
من هنا فأننا ندرك المرأة القيادية و أهميتها في قيامها بتلك المشاركة و جعلنا بدورنا كقيادين ببحث ظاهرة أصبحت محور اهتمام الكثير وهي مشاركة المرأة العربية في المناصب القيادية برغم وجود ميل من قبل المجتمع عموماً الى استبعاد مشاركة المرأة في عملية البناء المجتمعي بصورة فعلية و ذلك يرجع للعديد ممكن كان لهم اعراف و تقاليد كانت في السابق تهدر قوة و فوز مشاركه المرأة سابقا و اثبات قدرتها بشكل مباشر و شفاف على الساحة المجتمعية ، الامر الذي حدا بنا على ضرورة حث المنظمات النسوية على أن تأخذ دورها كشريك في عملية التوعية للمرأة والمجتمع وتعمل على خلق التفاعل بين جميع الأطراف أي بين المرأة والمجتمع المدني والدولة في العمل على تحقيق هدف مشترك آلا وهو تحقيق تنمية.
مشاركة المرأة العربية كان و ماتزال له اهميه كبرى في الوطن العربي التاريخ سطر و حفر أسماء لا تنسى على مر العصور كان لها دور في تحقيق الامن و السلام لاستقرار العديد من الدول أي كانت جنبا الى جبنا في تحرير الأرض من الغزاة و المحتلين و ان تحدثت عن بلادي فقد كان مثالا لا و لم و لن يمحى من ذاكره و وجدان العرب ( جميلة بوحيرد) انضمت بوحيرد إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي و غيرها من نساء الوطن العربي الذين قدموا ارواحهم فداء الوطن و العلم و المعرفة و أيضا الذين اغتيلوا على يد العديد من الأجهزة الاستخباراتية لرفضهم التجسس على اوطانهم و كان لهم دور و تاريخ مشرف و منهم العلماء على سبيل المثال ليس الحصر العالمة الذرية المصرية سميرة موسى التي اغتيلت على يد الموساد الإسرائيلي و منهم الذي استمر يدافع عن قومتيه و قضيته كما هو حال نساء فلسطين المحتلة الذين وصل عددهم في سجون دولة الاحتلال الصهيوني الى اكثر من ستة عشر الف مسجونه و معتقله بسبب دفاعها عن قومتيها و بلادها اذ تعرضت نساء فلسطين لأسوء حالات الاعتقال، فقيدت داخل زنازين المحتل في ظروف مؤلمة وقاسية للغاية، تم فيها مخالفة كافة القوانين والشرائع الدولية والقانون الإنساني و لن يبقى لها غير الظلمة و سوادها و السبب دفاعها عن شرعيه بلادها و حلمها في بناء مجتمع مدني سليم و غيرها من الأمثلة على الصعيد المحلي و الإقليمي و الدولي .
العديد من الدراسات المحلية و الإقليمية و الدولية كانت لها نتائج مستشرفه على قدرات المرأة على التسيير والتدبير والقيادة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، وإثبات ذاتها باعتبارها فاعلا اقتصاديا لا يستهان به، حيث كانت تنشط في مشاريع أقل ما يقال عنها أنّها مشاريع منزلية، لكنها استطاعت اليوم الولوج إلى عالم الأعمال مثلها مثل الرجل كان له دور في بناء المجتمع
اليوم و بعد مرور سنوات و سنوات من قهر و قمع المرأة العربية وصولا الى المرأة ذات البشرة السمراء في الولايات المتحدة الامريكية تدخل مساهمتها ضمن حقل سيولوجيا المقاولة النسائية الذي يهتم بالتقسيم الاجتماعي للعمل وفق الجنس لفئة اجتماعية خاضت مغامرة النشاط المقاولاتي ضمن سياق مهني تسيطر عليه الممارسات الذكورية و تحويل صورته و معاييره و خصائصه الى رجل و مرأة فعاله لها رصيد من الأسهم في بناء المجتمع المدني و انه لا يقتصر على دور الرجل فقط و بناء على ذلك تعددت الدراسات والأبحاث العلمية حول الوضعية المهنية لواقع المقاولة النسائية، وتؤكد جعلها على تواجد هذه الفئة ضمن النّشاطات المهنية وإن كان ذلك بنسبة محدودة.
اذا القيادة عند المرأة المقاولة و غيرها من تلك النماذج سواء في الجامعة او الاعلام او القانون و غيره من تلك المجالات المختلفة وأنماطها و مدخلاتها مهمه للمشاركة الحقيقية في بناء المجتمعات المدنية كما ان له العديد من المفاهيم و الأساس و الخصائص و الأنواع المتعددة على كيفيه تبني أمراه تساهم في تلك العملية التنموية حيث و نحن مقبلون على تنميه مستدامه حقيقية و رؤيه اقترب منها العالم 2030 م.