تواكب المرأة العربية ثورات الربيع العربي بكل فعالية، مشاركة فعالة، مثمرة ، شاهدناها ونشاهدها ونعيش فصولها بتتابع رائع، في الدول التي أسقطت الطغيان، وفي الدول التي ما زالت تناضل لتكسب رهان الربيع العربي وتسير في نهج التغيير .
نساء تونس ومصر وليبيا، أثبتن مقدرة كبيرة على تغيير النظرة للمرأة العربية بوصفها ضعيفة وتابع للرجل، وتلزم خدرها إن كان هناك ما يدفع للخوف أو التغير، فخرجن بصورة لم يسبق لها مثيل في حراك هو الأقوى والأكثر حضوراً على مستوى العالم وليس على المستوى العربي فقط، فكنّ تماماً بجانب الرجال يداً بيد، ويهتفن بصوت واحد وفق كينونة واحدة لا فرق فيها بين ذكر وأنثى .
نساء اليمن أثبتن وجوداً قلّ وجوده وحراكاً لم يسبق له مثيل في حركة التغير والتحرر، فكل ما كان يتسرب من أخبار نساء اليمن عبر وسائل الاعلام قامت هؤلاء الماجدات بنسفه عن بكرة أبيه، لتقدم نساء اليمن " بالنقاب " الصورة الأبهى والأروع للمرأة العربية على الإطلاق .
هذا التواجد الطبيعي للمرأة العربية، غيبته السنين ليعود ناصعاً في ربيع الثورات العربية، عادت المرأة لدورها الطبيعي بجانب الرجل، تدير معه عجلة التغير اليد باليد، لم تكن خلفه، ولم تبق حبيسة الجدران تنتظر مصيرها وكيف سيقرره الثوار، بل صنعت تاريخها الحديث كما يجب، وكما هو تاريخها الذي يجب أن يكون .
السؤال أو التساؤل الذي تشرئب الأعناق للأمام لتعرفه مستبقة نهاية هذا العصف الربيعي العربي، وهذه الإنجازات النسائية العربية وهذا التواجد هو كيف ستتم المحافظة عليه كمكتسب واجب، وحق لها تمت استعادته بمجهوداتها الفردية ؟
كيف سيكون وضعها بعد أن تضع حجر الزاوية للوطن الحر الجديد ؟ هل ستكتفي بوضع حجر الأساس وتترك البناء للطرف الآخر أم أنها ستكمل البناء بنفس الهمة التي سارت بها نحو الحرية ؟ هل ستقبل أن تعود القهقرى للخلف راضية طائعة، أم ستتشبث بحقها الذي استخلصته من و بالربيع العربي الذي أمطرته عطراً بتواجدها وأمطرتنا أماًل بأن الغد مشترك وأن تواجد المرأة حقيقي وليس تمثيلياً ولا تم الحصول عليه " بكوتا " ؟
ننتظر القادم بأمل والقلب يخفق بشدة لنستوضح دورها ... دورنا الحالم بربيع عربي للمرأة التي عطرت الربيع العربي بشذا حضورها .