أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

مناضلات قدمن أنفسهن قربانا لحرية وكرامة وقيادة المرأة السعودية

سعاد الشمري - السعودية عشر سنوات مرت على ضريبة الفواتير التي يدفعها العرب والمسلمون عامه، والسعوديون خاصة.. دول وأمة توجب عليها سداد ديون من أمن أوطانهم واقتصادهم ووحدتهم ونموهم.. بسبب قلة قليلة تبنت فكرا معينا.. وكل ما يلوح بالأفق لا يبشر بقرب نهاية سداد الفواتير يا وطني !! عقد والعالم يبكي 11 سبتمبر.. ووطني يبكي من عقدين وأكثر.. وطن جريح تغتصب أحلامه وتنتهك وحدته وإرثه وعراقته وماضي أمجاده باسم الدين.. والنتيجة كل هذا الواقع المؤلم المخزي، كل هذا التخاذل والسقوط لأمتنا، كل هذا التشتت والكم من ألا ولاء.. وألا مسئولية لأبنائنا، وفوبيا للعالم من كل ما يرمز للإسلام.. هو الإرهاب بكل صوره.. كانت الهجمات والتفجيرات والعمليات الإنتحاريه نتاج الفكر والخطاب الديني المتطرف المتشدد الذي يكفر ويقصي الآخر، ويجند الناس ليكونوا تابعين ومسخرين لخدمتهم بوعي منهم أو بدون وعي.. هذا واقع.. والواقع المر ..أن كل ذلك تبناه في البداية الأتباع والمتشددين من معلمي الوهابية.. نعم لا أميل للوهابية الآن، وأعزي لها كل مشاكلنا.. ولكن قد تكون هذه الدعوة في وقتها لها فوائدها.. وبعد ذلك، في هذا العصر، استغلتها فئة متشددة، حولتها من دعوة إصلاحية إلى حركة سياسية متطرفة تتاجر بالدين.. هذه حقيقة قبيحة كلنا نتحول لنعامة حين نواجه بها وأنا أولهم.. والحقيقة الأقبح إننا كلنا نعلم ذلك ولكن للآن لم نتصرف .. ولم نعالج الأسباب ولم نبترها ولم نواجهها بصدق وكل مانفعله أن نخدر الأعراض.. وعلى استحياء وبخجل شديد وبمراعاة ومجاملة لم يشهدها التاريخ إلا في عصور الظلمات بدأنا بمحاولة إنقاذ مايمكن إنقاذه .. اعذر تقصيرنا في علاج جروحك يا وطني الحبيب... العالم كله عاني من تنظيمات إرهابيه قامت لهدف المال والسلطة، وتطور الأمر وأصبحت تنظيمات سياسيه تنفذ أجندات لا يهم مصدرها.. وتسعى لبسط النفوذ دون أن تكون الحدود الدولية ولا الجغرافية عائقا لها.. دون أن تكون المحرمات أيضا عائقا آخر ، القاعدة التي تبنت النهج التكفيري في الوهابية كانت تحرم خروج النساء من بيتها، فالمرأة فقط جاريه هذا دينهم... ولكن لخدمة مصالحهم وأهدافهم لا يهم نساء أطفال، وحتى الإستعانه بالكفار والمجوس!!! حزام ناسف ، أم قنبلة محشوة بالدبر!! كله لا يهم ولن يلبسهم العار أمام أتباعهم ، فالأتباع (منذ مبطي ) برمجوا وغسلت عقولهم.. في الوطن الذي يتصدر علمائه ورجال الدين تحريم عمل المرأة، ومشاركتها في كل جوانب الحياة، ويكفروها أن هي قادة السيارة، ويجرموها أن راجعت بالدوائر الحكومية بلا محرم، وتضرب بالسوط ويتهجم عليها رجال الحسبة أن شكوا بها في السوق وهي تمشي مرتدية العباءة والنقاب، والقضاء يهضم حقها باسم الشريعة فيعضلها عن الزواج ويمنعها من الطلاق ويطلقها قسريا ويحرمها أطفالها ويلقي بها للشارع ويجردها أملاكها ولا يعترف بحق لها إلا أنها مجرد تابع للذكر، بعد عقد من اتحاد العالم للتصدي للقاعدة كرمز إرهابي .. القاعدة التي أستبعد مؤسسوها الأوائل مشاركة الجارية عفوا أقصد المرأة .. أعادوا تجنيد النساء في هذا التنظيم الذي يترجم الخطاب الديني المتطرف.. هذه الأيام تقدم هيلة القصير للمحاكمة بهذه التهمه وتضمنت لائحة الاتهام إيواء مجندين ومحاولة الهرب لخارج الحدود وحيازة أسلحه وجمع تبرعات لصالح التنظيم، عند إيقافها وجه قائد تنظيم القاعدة باليمن السعودي سعيد الشهرى.. خطاب تهديد بالقتل للأسرة المالكة والمسئولين.. وهو نفسه من تولى تهريب وفاء الشهري عبر الحدود ليضاف أسم آخر لمجندة أنثى.. هذا المعلن وماخفي أشد وأقسى.. المؤسف المخجل المخيف المؤلم ياوطن أن تجد نفس أبنائك هم من يفعلون ذلك بترابك بأمنك بوحدتك بأهلهم وذويهم وأخوتهم.. وهذا مالا يحدث في وطن آخر!!! يا كبر همومك ياوطن.. من السبب في أن يكفر السعودي أخيه السعودي ويسعى لقتله وحرق وطنه؟؟ من أنشئنا وربى فينا كره وعداء وتكفير كل من هو ليس مثلنا أو مثلهم؟؟ من يتحمل مسئولية أن يعادي الأخ أخيه ويقاتله ويحاول أن يطرده من وطن حديث النشء صغير العمر عاصر 3 أجيال فقط؟؟ السعودية دولة نامية بنظام ملكي لا أحزاب لا برلمانات لا نقابات، ولا تجد للناس أطماع سياسية، ولائهم للأسرة المالكة لا يختلف عليه اثنان، يعشقون مليكهم ويقدسون تراب وطنهم.. غالبية الناس أحلامها بسيطة تتمثل في العيش الكريم والتعليم والعمل وأن يتملكوا منزلا ومرتبا بلا أقساط مضاعفه.. لا تجد عند أحدهم طموحا يصل حدود الحكم مثلا.. فحتى الشبه معارضين على كثير من الأوضاع السيئة التي تعزي للسياسة ونظام البلد يفتدون مليكهم ورموزهم بدمائهم.. فماذا حصل يا وطني؟؟ ولماذا الإرهاب نبع من وطني؟؟ ومنابر المساجد دور العبادة.. من حولها لمسارح سياسية تؤجج الفتن وتحرض على الانقسام؟؟ ولماذا الدعاة إلى الله وسماحة دينه في وطني بلاد الحرمين الشريفين، خالفوا سنة الرسول الذي نشر الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنه جهارا نهارا دون خوف من الله أو حياء من التاريخ؟؟ دون أن يرحموك ياوطن!! والسؤال الذي يكاد يفقدني عقلي.. ولماذا لازلنا صامتين مطأطئين رؤوسنا لهم؟؟ لماذا ببساطة لا نمنعهم وهم يخالفوا الشريعة الإسلامية ونظام الحكم وكل مواثيق ومعاهدات حكومتنا ويتعمدوا الإساءة لها وإحراجها؟؟ كل الأسئلة المحيرة إجاباتها المعروفة تخيفنا وتزيد من ضبابية المستقبل؟؟ برنامج المناصحة التي تبنته وزارة الداخلية مع الفئة الضالة.. وقد يفيد الجدد والمغرر بهم ، ولكنه أثبت فشله مع الرؤوس.. ويشرف عليه مجموعة من متخصصين لا أشكك بهم، ومنهم من يسمون بعلماء ورجال دين ودعاة!! ويبقى السؤال يدعون من؟؟ هل يدعون المسلمين إلا الإسلام في بلاد الـ 100% مسلمين؟؟؟ ألا أكبر من هذا دليلا على تأصل منهج التكفير في عقلنا الباطن؟؟ كل العقول برمجت ياوطن على تهميشك.. فاغفر لنا أنانيتنا.. إستفهاماتي تغتصب حين تصل حدود بغداد، وتلملم أشلائها مستسلمة وهي لا تجد منقذا لها.. المشكلة أن من هؤلاء فئة لا تختلف فكريا عن الضالين والمضللين، وهم ممن يتبنى النهج التكفيري الإقصائى أيضا .. نعم هم لا يعلنوها رسميا لكن المتتبع لخطاباتهم وتصريحاتهم ومداخلاتهم الفضائية يجدهم يؤكدون ذلك!!! سلام عليك ياوطن وعين المولى تحميك وترعاك.. ولماذا النساء في المجتمع المحافظ التقليدي المتدين يسهل تجنيدهن؟؟ كأنثى سأجيبكم وكداعية سابقة ذات يوم كنت أؤمن بنفس هذا الفكر.. وكنت مستعدة بل وأتمنى التجنيد والجهاد والشهادة!!! المرأة حين تجرد من المشاركة ويحرم عليها أن تكون إنسان مكتمل الأهلية الشرعية، وتنتقص حقوقها وتسلب كرامتها.. هي فعلا تتحول لجارية وتكون كالعبدة المملوكة التي تفقد الإحساس بجمال الحياة ويظلم المستقبل أمامها.. حين تجد فرصة وهي كبقية المجتمع المضلل المؤدلج لدينه.. لكي تثبت ذاتها وتفجر طاقتها وتشعر بقيمتها لن تتردد أبدا صدقوني.. نعم كانت المؤسسة الدينية الذكورية المتشددة من الذكاء بحيث تعمل جهدها لتستثمر طاقة المرأة وتسخرها لمصالحهم الخاصة كجواري للفراش يقبلن بالتعدد والمسيار والمسفار والويك إند ، وللمصالح الأكبر كمجندات عاطلات عن العمل والمشاركة ويائسات من الحياة وحق تقرير مصيرهن ومستقبلهن.. بل مجندات إنتحاريات بلهجتنا العامية (بايعات الدنيا) مع كل الزخم الديني الذي يدعو لكره الدنيا والإقبال على الموت وشراء الجنة بالشهادة.. لتتشكل القناعات!!!. ومع أسوار الخصوصية الوهمية المحيطة بمجتمعنا، والعادات المقدسة التي يصرون عليها (فالعباية والنقاب) التي تجند رجال المنكر لمطاردة النساء في الشوارع (تحشمي،غطي وجهك ياحرمه، وسعي العباية!؟!؟) تصبح درع واقي للإرهاب يجب أن يستغل، ومع خجل النظام للتعامل مع المرأة كمواطن، فهي المنتقصة المواطنة المميز ضدها لأنها أنثي فقط!! فتصبح جواز مرور آمن لا تلزم بإثبات شخصيتها ولا هويتها.. مع إصرارهم على حرمانها من كل الحاجات الإنسانية الضرورية (المادية، المعنوية وإثبات الوجود) ولعبوا على جوهر انتقاصها حقوقها المدنية، فنجحوا في ذلك بامتياز، وحرموها من أن تكون جزء مشارك حقيقي في المجتمع، وأوهموها كما أوهموا المجتمع إنها الرذيلة والرجس والنجس وكل رموز الهوس الجنسي الذي أن ترك يخرج للشارع فستقترب علامات الساعة ويزيد فقر الناس وبلائهم وينزل علينا غضب الرب!!! صدقوني أنا لا أحكي طرفة للضحك، هذا واقع نعيشه كل يوم.. وتبكيه سعاد والوطن كل ساعة.. المدهش مع تاريخ إعلان الإرهاب المتمثل بسقوط برجين يتناقل التبريكات والتهاني حمقى وطني والغريب من كل الفئات والعقليات .. ونسوا مافعلوه بنا حين استهدفوا وطننا وأهلنا وأمننا وعانينا ويلات الإرهاب.. ونسوا سقوط دولتين كفواتير سداد.. والبقية الله أعلم بها.... المضحك المبكى أن تنظيم كالقاعدة يدافع عنه الملايين وتتبناه محطات إعلاميه وكتاب ومثقفين وسياسيين ومن عامة الناس، عزف على وتر القومية المقيتة، وبرمج نهج التكفير بعداء الغرب وأميركا وعقدة التغريب والمؤامرة.. هذه شعاراته الكبرى التي تكفيه من أن يرى أصحاب الشعارات الزائفة حقيقة فكرة وأهدافه ومخرجاته التي تسببت بضياع أمه.. متناسين أنه قبل استهداف الغول أميركا استهدفوا مصر والسعودية، ويركز أعماله حاليا في بلدان المسلمين الفقيرة المعدمة (كأنهم ناقصين) العراق،اليمن،والباكستان.... عشر سنوات يا أمة والجروح نديه، والنفوس خائنة، والفواتير متراكمة مهما سددنا لم يغتفر ذنبنا.. وفي وطني النساء جواري ومجندات!!! فلتسكت سعاد والوطن عقداً آخر لتنعم العقول بالنسيان...

سعاد الشمري - السعودية

" 2 "
قلنا أنهن النساء الأكثر جرأة اللواتي مررن على تاريخ السعودية الحديث، قبل 21عاما وعصرالنت والفضائيات في السعودية قمن بأول مظاهرة مدنية حقيقية للمطالبة بحق شرعي منع بلا مبرر نظامي أوقانوني أومنطقي ولم يترتب على منعه إلا المزيد من الفساد والأخطاء المخيفة في مجتمع كذب عليه وقالوا له أنت مجتمع متدين محافظ..
تم إيقافهن واستجوابهن وبقى مصيرهن مجهولا مع التكتم الإعلامي العربي الشديد.. ومنع الحديث عن هذا الحق حتى عام 2005حين تبنى القصيمي سليمان السلمان مؤسس جمعية أنصار المرأة في برنامج حملته الانتخابية للمجالس البلدية في الرياض حق المرأة السعودية بالقيادة، الذي حورب وهدد وتعرض للأذية هو وأسرته.. فشلت حملته ولكنها فرضت على المجتمع والأعلام عودة الحديث عن حق المرأة السعودية بقيادة مركبتها وقضاء حوائجها بنفسها..
وأستمر بإرسال البرقيات ورسائل sms لأعضاء مجلس الشورى حتى تبنى محمد آل زلفه عضو المجلس القضية وناقشها رسميا.. ولم يكن محمد آل زلفه بأفضل حظا من سليمان السلمان من ناحية الهجوم على شخصه قبل فكره.. ومع عصر النت والعولمة أصبح موضوع يتناوله مجلس الشورى وماده خصبه للصحف والبرامج الفضائية..
وبرزت ناشطات من الجيل الجديد بهذه القضية أيضا حوربن وقدح بسمعتهن كثيرا..
وفي الحقيقة نساء 6نوفمبر هن النواة التي انطلقت لنطالب بتحرير المرأة السعودية وإعطائها حقها في المواطنة، وكان رمز ذلك قيادة السيارة ..
وأخيرا قدر لي أن التقى بعضهن .. من أروع ما التقيت بحياتي مثل هذه القامات الخالدة المتواضعة التي لم تندم يوما على هذه الخطوة وهذا أعظم مافي قضية الكفاح والمبادرة.. أن الندم مشطوب من هذه القواميس السامية..في كل قواميس الثورات قدست كلمة لا تراجع.. وفي ثورتنا النسائية لم تستوعب الحكومة السعودية للآن ذلك.. أو هي لا تريد أن تصدق حقيقة إصرارنا..
لم أعرفهن لأنه ببساطة كانت صور النساء محرمه وجريمة كبري في وقتهن، أحبك ياوطن لأنك سمحت لرياح التغيير أن تعصف بأراضيك..
وقد نسيت أسمائهن في زحمة معاناتي اليومية للبحث عن حقوقي المشروعة، عن هويتي وإنتمائاتي.
ومن حديث بآهات مؤلمه عن معاناة نساء الوطن.. وصلنا لقضية معاناتنا اليومية بالمواصلات..
ابتسامات غريبة ونظرات تستنكر جهلي بهن.. أيقنت أنى أمام إحداهن..ألف سؤال وسؤال دار في ذهني تلك اللحظة..
كثير أحبك ياوطن ياللي معيشنا على عمانا.. حتى رموزك وأبطال حريتك، كفاحهم مجهولة تفاصيله، وصورهم ياكثر ماشوهتها!!
هل دعمتكن أميركا وخططت للمظاهرة؟؟
هل حقا سجنتن؟؟
هل هناك من قتلت منكن؟؟
لو كنتن بريئات من كل التهم التي سمعناها فلماذا ذاك التوقيت بالذات؟؟
لو كان غير الزمان والمكان هل كانت ستنجح مظاهرة قيادة السيارة وتحصل المرأة السعودية على حقها الطبيعي؟؟
ومع الابتسامات الهادئة واللاءات الكبيرة على استفساراتي..
إليكم الحقيقة كاملة كما حدثت بكل بساطتها وتلقائيتها وشفافيتها..
في صبيحة أحد أيام حرب الخليج الثانية اضطرت أحداهن سيدة أعمال للسفر على سيارتها من الشرقية إلى مكتبها بالرياض.. لتوقف رحلات الطيران.. برفقة سائقها.. رأت مدرعات الأمريكان بكتيبة على الطريق.. فثرت وتحركت مشاعر العروبة داخلي وأمرت السائق بالتوقف والنزول وركبت مكانه وقدت السيارة بنفسي.. وأخذت ألاحقهم و(علقت البوري) وأنا أردد (قو هوم , قو هوم) الغريب أن تطالب الأمريكان بالخروج من بلدها وهى ابنة أميركا حيث درست وعاشت هناك فتره طويلة.. ولكن هو إحساس داخلنا لايمكن التحكم به.. وابتعدت عنهم واستمرت بالقيادة.. سمعت صوتا داخلها يأمرها بالاستمرار بالقيادة مالمشكلة في ذلك؟؟
وماذا اقترفت من خطأ؟؟
ولماذا أصلا لا نقود؟؟ مالذى يمنعنا؟؟ والمجندات الأمريكيات يقدن المركبات بلا حجاب ولا حاجة لهن لمرافق ودون أن توقفهن السلطات السعودية؟؟؟
تذكرت أنه حين احتلت الكويت وقتل وأسر الكويتيون, اضطرت نسائهم الى قيادة السيارات برا واللجوء للسعودية التي سمحت لهن سلطاتها بالدخول والتنقل وهن يقدن السيارات..والمجندات الأمريكيات كن يقدن سياراتهن في شوارع العاصمة الرياض..
مع كل الأسئلة الحائرة التي انفجرت فجاه بدون مقدمات وإذا بصوت السائق يطلبها التوقف لأن أمامهم نقطة تفتيش.. كان الشعور بالقيادة ممتع جدا.. وشعور الحرية والانطلاق أعظم شعور..
كانت قناعاتي إن هذا الشعور من ابسط حقوقي، كان لا يقاوم لذا لم استطع منع نفسي من إصرارها على ألا اترك المقود..
لم أتوقف حتى خبط العسكري على السيارة ونظر لي مستغربا
قال/ خير!! قلت / مثل ماأنت شايف..
قال/ تفضلي أصلا نحن لسنا شرطة مرور..قالها وهو يضحك ومستغرب....
هذا الموقف قوى عزيمتي وإصراري ألا اترك المقود.. ألا اترك حقي.. حتى دخلت الرياض لا أعلم لم لم يعترضني أحد ... لربما أعتقدونى كويتيه..
وصلت مكتبي ولأن سيارتي معروفه اعتقدت انه لربما بلغ عنى لذا سبقتهم ..قمت بالاتصال على أسماء لها ثقلها بوزارة الداخلية ..قلت أبو فلان أنا اليوم حضرت من الشرقية للرياض بسيارتي أقدودها بنفسي.. وكذلك اتصلت على وكيل أمارة الرياض وأخبرته بذلك بنفسي..
سألتها ما ردة فعلهم... قالت/ لم يتعدى استغرابهم أكثر من قولهم (الله يهديك)
انه القدر.. في نفس اليوم اخبرتنى سكرتيرتي أن هناك سيدتان ينتظران بالخارج يرغبن مقابلتي ومصرات.. رفضن ذكر أسمائهن .. استقبلتهن عرفنني على أنفسهن إنهن من منسوبات التعليم بالرياض.. ويدعونني لمنزل إحداهن لشرب القهوة الأسبوع القادم ورغم أنى لا اعرفهن وافقت على الذهاب وأخذت معي احدي زميلاتي البارزات.. عندما دخلت المنزل فوجئت بوجود مايقرب أربعين امرأة في انتظاري استقبلنني بحفاوة بالغه.. وعرفني على أنفسهن كن نساء بسيطات من منسوبات التعليم تتفاوت مناصبهن.. مشرفة، معلمات وإداريات بمدارس الدولة وربات بيوت... بدأن حديثهن عن وضع المرأة وحقوقها المسلوبة وأنهن تعبن من الصمت وعلى رأسها قيادة السيارة.. فقد أعلن أن السعودية أبان أزمة الخليج الثانية منطقة خطر، وغالبية الدول طلبت من رعاياها العودة, ورحل عدد كبير من العمالة المنزلية ومنهم السائقين، ومن بقوا استغلونا بالرواتب المضاعفة.. عدا إننا نرى الأمريكيات يقدن المدرعات على أرضنا والكويتيات أيضا.. ونحن باختصار نريد أن يسمح لنا بالقيادة.. فالقيادة ليست محرمه من منظور شرعي .. وحتى نظاما والدليل إن نساء البادية يسمح لهن بالقيادة والكل يعلم ذلك.. فلماذا هذا الحق سليب من نساء المدينة؟؟ مع إن الشرع يحرم اختلاء المرأة مع الرجل لوحدهما.. فلماذا يتغاضى متزعمي الرفض ذلك وهم رجال الدين.. بل إنهم يسمحون لزوجاتهم وبناتهم بالذهاب مع السائق؟؟
لانستطيع أن نقتنع بأي سبب مقنع يحرم ذلك.. نساء الخليج كلهن يقدن السيارة إلا نحن لماذا؟؟
أحداث كثيرة سأسردها يوما ما بكل التفاصيل الدقيقة البسيطة والأجمل..
توصلن لقرار المظاهرة وحددن اليوم والخطة بعد أن قمن بكتابة خطاب لسلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض في ذلك الوقت ولكنه وصل متأخر، وقررن الخروج، من أجمل التفاصيل أنهن اتفقن أن يغسلن وجوهن بحيث لا يكون أي أثر للكحل أو مساحيق التجميل وأن يرتدين بنطال تحت الثياب حتى لاينكشف منهن أي شيء مبالغة بالحشمة والتستر، وحتى يتفادين الانتقادات بهذا الخصوص مبالغة في مرضاة رجال الدين..
في 4عصر الثلاثاء الموافق 6نوفمبر عام 90 ميلاديا, ومن أمام موقف للسيارات التابع لمجمع التميمي التجاري الواقع على طريق حيوي, انطلقت 13سيارة يقودها 47 امرأة سعودية وطفلتان أعمارهن(50:19) أعمالهن مابين أكاديميات في جامعة الملك سعود و4طالبات جامعيات، معلمات وإداريات في المدارس وربات منازل، وسيدتين أعمال.. بشكل متتابع ومتسلسل انطلقت المسيرة..
وفي المرة الثانية للمسيرة أوقفتهم إحدى سيارات المرور وتقدم الشرطي محتارا ولكنه أراد إحراجهن فطلب رخصة القيادة في بلد يحرمها على النساء فأعطته رخصتها الأمريكية!!!طلبت منه السيدة أخبار رئيسة بأن يخبر أمير الرياض بذلك..
أثناء النقاش الدائر بين الشرطي الذي استدعى رئيسه تجمعت سيارات شرطة أخرى.. وصلت فجأة سيارات من نوع جمس وهي سيارات الهيئة الدينية, بفورة سخط من ملتحين أعماهم الغضب، اندفعوا تجاه النساء وهم يوصفونهن بألفاظ نابيه..
قفزوا على سيارات النساء واخذوا يضربون السيارات ويركلونها ويصرخون على النساء لعلهن ينزلن لكي يسحبونهن لسياراتهم، إلا أن موقف رجال الشرطة الحازم بتوجيه من سلمان أبطلت نواياهم الشريرة..
اختلفت الجهتان من يتولى معالجة المعضلة, وأنقلبت الرياض في ذلك المكان والزمان.. لكن أمارة الرياض أمرتهم بترك الأمر للشرطة وسلمتها لشرطة السليمانية تحديدا..على أن يرافق كل سيارة شرطي يقودها بنفسه..
أسود الهيئة اتصلوا بالشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله الحازم في رده وموقفه معهم، ومنعهم من التدخل في الموضوع وتركها للسلطة..
التحقيق كان بحضور أفراد الهيئة الذي همش دورهم، استدعت الشرطة أولياء الأمور وأخذت تعهدات عليهم جميعا.. ومحدثتي لم يكن ولي أمرها في الرياض فأصرت أن الحاكم سلمان هو ولي أمرها، الرابعة فجرا أخلي سبيل الجميع بأمره.. فماذا حدث بعد ذلك؟؟؟

حقوقيةإصلاحيةوناشطةسياسية سعودية*
تعليقات