بائس انت تحياها هكذا دونما ا
لما لا نبادر بتكوين معتقداتنا مبكرا كي تصبح اثاث ثابت و دائم نحمي به انفسنا من رياح العصف و ازمات الازمنه. يولد الإنسان بلا خبرة، ثم يبدأ في التأثر بمن حوله، فيأخذ عنهم اساليب الحياه ،و بذلك تنتقل العادات من جيل إلى آخر.
ويظهر ذلك في الأفعال والأعمال التي يمارسها الأفراد، ويعتادونها، وتمثل برنامجًا يوميًّا أو دوريًّا لحياتهم.
ان نكون داعميين لابنائنا منذ البدايه, و نساعدهم في وضع اللبنه الاولي بالكيفيه و الاسلوب المناسب الذي لا يتنافي مع مبادئنا و ثقافاتنا, بحيث يصبحون اشخاص فاعلين في المجتمع . فتصبح تلك اللبنه اساس يستطيعون تحميل المزيد عليه دون عناء.
دائما اتذكر الجدول المدرسي و لا استطيع ابدا نسيانه, لانني كنت يوميا انخدع فيه و اشعر بالضيق الشديد منه ليلا . ذلك عندما كنت اقوم بترتيب حقيبتي تبعا لهذا الجدول واتسائل كيف سيمر اليوم وهو ممتلأ هكذا بالعديد من المواد الدراسيه ؟
و لكن الطريف و الذي ادركت مغزاه الان, هو ان اليوم كان يمر مرور الكرام و نتنقل بين مواد مختلفه ننهل منها و كذلك بين حصص مخصصه للموسيقي والرياضه .
اذا تفكرنا جيدا في جدول المدرسه لوجدنا ان الالتزام باوقات محدده و تقسيم الاوقات بين الانشطه امر مطلوب جدا.
قراءة الجريده اليوميه عاده محموده تجعلنا نتنزه محليا ودوليا دون ان نبرح اماكنا .لكنها عاده مرتبطه فقط ومع الاسف بالاباء دونما الابناء.
لما لا نمرر الجريده اليوميه علي ابنائنا ايضا الواحد تلو الاخر ,و نناقشهم فيما يقرأون حتي يشعروا بالمتابعه و باستمتاعنا بما نسمعه منهم ,عن طريق السنتهم الصغيره من اخبار و احداث مختلفه .
هذا به مغزي هام ملفت للانظار. ان يتشكل الاساس المبدئي لابنائنا مبني علي النظام و الالتزام. مسألة الجريده اليوميه هي فكره اراها تستحق الدراسه. معظمنا يستمتع بفنجان قهوه مع الجريده ,و لكن ان نفكر في المشاركه في تلك الجريده مع ابنائنا فهذه المسأله تستحق التفكير و الاقدام علي فعلها .
كذلك متابعة الابناء و مشاهدة ابداعاتهم, عن طريق الملاحظه للوقوف علي الجديد دائما لديهم و معرفة مواهبهم. ذلك
لاعطائهم الفرصه لتنميتها, عن طريق توفير ما يلزمهم من ادوات و تشجيع لممارسه تلك المواهب. علينا ان نضع مواهب ابنائنا ضمن الجدول المعمول به ايضا .
هكذا تكون المتابعه اكثر مرونه و اقل عناء بالنسبه للامهات. فالالتزام و النظام يتيح لنا الارتياح و الهدوء و المتابعه المقننه ,دون اتلاف لمجهوداتنا و تبديد لطاقاتنا .المنفعه تشملنا ايضا كما شملت ابنائنا . النجاح و ضده الفشل الكل مننا يريد االنجاح. النجاح مطلب كل الناس, ولكن الذي يريد أن يصل إلى النجاح يجب عليه أن يكون صادقاً في طلبه للنجاح ,وأن لا يستسلم عند أي موقف أو فشل . بل يحاول حتى يصل إلى النجاح الذي يبحث عنه وإذا حاول وفشل في المحاولة الأولى, يحاول المحاولة الثانية ولا يكرر الخطأ الذي وقع فيه بالمحاولة الأولى, أي يستفيد من اخطائه و لا يياس و لا يستسلم فلنضع ايدينا علي البدايات و لنخطو اولي الخطوات نحو بدايه حقيقيه لنضع انفسنا و ابنائنا علي الطريق الصحيح لعمل جدول زمني لكل ما هو نافع و ضروري للحياه