هل سألت نفسك مرة هذا السؤال من قبل ؟
لا شك أن هذا الأمر مهم جدا هذه الأيام التى تتوالى فيها الأحداث بشكل يجعل الاضطراب أهم سمات الحياة الحديثة ، وهذا له دور سلبى على صحتنا النفسية ومن ورائها تصرفاتنا وقراراتنا ، لذلك فإنه من الأهمية بمكان أن نتعلم كيف نحافظ على اتزاننا ، أو على الأقل نعرف ما هى نسبة اتزاننا ، حتى نتصرف على ضوء هذه النسبة .
لا شك أن القرارت السليمة لا تخرج إلا من شخصية متزنة ، ودعونا نضرب مثالا يوضح المعنى المقصود ، لو طلبنا من أحد الأشخاص أن يدور بشكل دائرى وبسرعة كبيرة حول نقطة إرتكاز يرسمها على الأرض ويضع أصبعه عليها ثم يلف حولها و بعد خمس دقائق من هذا الدوران ، حددنا له هدف أو مكان وطلبنا منه أن يذهب إليه ، تعتقد هل يستطيع أن يصل لهدفه بدقة ؟
هذا بالضبط هو ما يحدث لنا فى حياتنا اليومية وقراراتنا التى نأخذها ونحن نعانى من اضطراب واختلال فى الاتزان بسبب فقداننا لأحد جوانب الاتزان التى سنتعرض لها بشئ من التفصيل فيما يلى .
إن الاتزان فى حياتنا يمثل البوصلة التى ينبغى أن نتحرك وفق مؤشرها وقراءته، والاتزان قائم على سبعة جوانب تشكل فى مجموعها 100 درجة ، وهى كما فى التفصيل الذى سأتناوله فى السطور التالية .
جوانب الإتزان السبعة :
أولا : الجانب الروحى
ثانيا : الجانب الشخصى
- معرفة العيوب ومحاولة علاجها : وهى تمثل ما نسبته 4% من إجمالى الاتزان و 25 % من نسبة الاتزان الشخصى ، إن معرفة العيوب هى أهم خطوة فى علاجها ، وكيف يكون متزنا من لم يستطع معرفة عيوبه ويحاول علاجها .
- معرفة القدرات ومحاولة استثمارها : وهذا البند يمثل نسبة 4% من إجمالى نسبة الإتزان الكلية ، ويعتمد على معرفة الشخص قدراته التى يتمتع بها ، فإن كنت تعلم جيدا قدراتك وتخطط لاستثمارها فأنت تستحق درجة 4% .
- أعرف ميدانك : قد تكون على دراية بقدراتك ولكن للأسف لم توظفها بالشكل الصحيح ، وقد يكون السبب فى ذلك هو البيئة ، ولكن هذا ليس مشكلة ، المشكلة الحقيقية أن لا تكون على دراية بميدانك ، فإن كنت فى غير ميدانك ولكن أنت تعلم ميدانك جيدا ، فأعط لنفسك درجة 4% .
- تقبل ذاتك : لابد لكل من عرف عيوبه وحاول علاجها أن يمر بمرحلة خطيرة وهى عدم قدرته على علاج بعض العيوب حلا جذريا ، مما يؤثر على نفسه ويضعه عرضة لسياط النقد الذاتى القاتل ، ولمثل هؤلاء نقول إن الأمر يتطلب بعض الوقت ، لذلك حاول أن تتقبل ذاتك على الوضع الحالى ما دمت بدأت خطوات عملية فى طريق الإصلاح ، ومتى وصلت لهذا التقبل الذاتى فأعط لنفسك 4% من إجمالى النسبة المئوية اللازمة للاتزان .
- سجل إنجازاتك : يحتاج الإنسان أن يحتفظ بأى حافز مادى ملموس كان قد حصل عليه بعد كل نجاح حققه فى مشروع من مشاريعه أو يسجل فى مذكراته كل كلمة ثناء كان قد نالها بعد أى نجاح حققه ، إن لهذا الحافز مفعوله السحرى عند لحظات الضغوط والتوتر ومواجهة الفشل أو التحديات ، إن وجود هذا الحافز فى حد ذاته ، يخاطب العقل الباطن فيك ويوجه لك رسالة قوية مفادها (أنت تقدر أن تعبر اليوم ، كما عبرت بالأمس وهذا هو الدليل ) ، فابدأ من الأن فى تجميع كل الهدايا المادية الملموسة التى كنت قد أخذتها مقابل نجاحك فى مشروع ما ، ومتى بدأت تكوين سجل الإنجازات هذا سواء بالهدايا العينية أو تسجيل اللحظات والمواقف فى مذكراتك فاعلم أنك تستحق درجة 4% .