عارف محرم - اليمن - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة "
وتمر السنوات ويظهر عظماء جدد نساء ورجال منتمين لهذا الجزء من العالم ، ويبزغ فجر الإسلام ونصرة اليمانيون له سواء بالفتوحات شرقا إلى وسط آسيا وغربا إلى الأندلس أو بالمعاملات التجارية والهجرات التي وصلت إلى أقاصي الشرق مثل اندونيسيا وماجاورها ووسط وجنوب أفريقيا والتي أدت إلى الدخول بالدين الحنيف بدون إراقة أي قطرة دم ،
وفي عصرنا الحالي وجدنا التحول الكبير من عصر (القرية عالم) محصورة بحالها وثقافتها وحدودها التي لا تتجاوز الـ 20 كم مربع أي مسيرة مشي بالأقدام باليوم الواحد ، نجدنا اليوم في عصر (العالم قرية) والتي بفضل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات جعلت العالم كله يدور في قرية أو في منزل فمن خلال تواجدك في بيتك تشاهد أي مكان في العالم وأن تكتسب ثقافات مختلفة وتختزنها وتأخذ منها ما تشاء وتعطيهم من ثقافتك ما يرغبون منها وتتجول في مناطقهم وقراهم وشوارعهم وتتسوق وووو وغير ذلك وأنت قابع في منزلك ، هذا المتغير الكبير والمهم نتج عنه التقليد في كافة نواحي الحياة فمن الملبس والمأكل والمشرب ومارافقها نجدنا نقلد حتى في طريقة إدارتنا لحياتنا فبعد أن كنا معتمدين على لغة إعلامية واحدة وموجهة وجدنا أنفسنا غارقين في سيل من القنوات الفضائية ونتصفح آلاف البوابات الالكترونية أن لم تكن ملايين ومنها بدائنا نطالب بضرورة تغيير أنظمتنا التي اكتشفنا أنها مازالت تسبح في عصر القرية عالم ونظامها أو شيخها هو ربها الأوحد وأن لا شريك له وجعل من أهلها عبيد وحولها إلى إقطاعية خاصة ،
فجاء الربيع العربي ليقتحم حياتنا شئنا أم أبينا ولو أنه بداء في غير اليمن لكن اليمن وضعها أفضل حالا من أخواتها بسبب المساحة ولو الضيقة لحرية الصحافة والإعلام والأحزاب المعارضة والتي تعمل هي الأخرى بأن تظهر بين الحين والأخر وتخضع للمزاجيات والبيع والشراء وتبرز لتمثل الأدوار في انتخابات تأكد لنا لاحقا بأنها كانت تدار بأفضل المخرجين ، وأستمر التمثيل إلى أن جاء البوعزيزي مفجر الربيع العربي وأول زهراته لتتوالى الاحتجاجات وتصل إلى هنا الذي يتعرض لحملات إعلامية جعلت ممن لا يقرأ التاريخ ومحاسن هذا البلد يفكر بما هو سيء مصدقا كل ما ينشر والأغرب أن المتهجمين هم من الأقربون إليه ممن كانوا يوما داخل نطاق اليمن الطبيعي وبعد ثورة النفط تنكروا له مستخدمين قنوات إعلامية واسعة الانتشار ، مستغلين عدم وجود دولة قوية تدحض كل ما ينشر واعلام رسمي غائب يدافع على نظام تائه متخبط مما ساعد في خروج الشباب لركب موجة الربيع العربية الأولى الذي توافق مع نفس مبادئ وتحركات الشباب العربي من الشرق إلى الغرب الذي رأي العالم حوله مغايرا لواقعه فلا (أنظمة ديمقراطية ولا تبادل سلمي للسلطة ولا إنتاج ولا تصنيع ولا تشجيع للبحوث والمخترعين والدراسات ونسب الفقر أكثر من أي بلد ونسبة البطالة بين الخريجين اكثر من أي بلد ونسبة الأمية أكثر من أي من بلدان العالم ووووو الخ) ويكتشف بأن (العرب في غير بلدانهم علماء وعظماء وبارزين وناجحين وحقوقهم الفكرية والعلمية مصانة ووووو الخ ) ويكتشف هذا الشباب كذلك أن أغلب الأرصدة في البنوك الغربية هي (لمسئولين عرب والاستثمارات الكبيرة في البلدان الغير عربية لمستثمرين عرب وبلدانهم محرومة والهبات والمنح والمساعدات يحظى بها الكثير لجامعات ودول غير عربية يمنحها لهم الأغنياء العرب وأبناء بلدهم وأبناء جلدتهم محروم منها وعجيب هذا الفساد تراه أسوأ أنواع الفساد يتواجد فقط في البلدان العربية وغياب الرقيب والحسيب بل هناك من يخلد الفاسدين ويكرمهم ويمنحهم الأوسمة ويكتشف هذا الشاب العربي كذلك بتوريث الفاسدين فبعد حياة طويلة للآباء الفاسدين بالوظائف العامة والحساسة بأغلب مفاصل العمل في الدول العربية تجد البديل جاهز فالابن قد تم تأهيله بأعرق الجامعات الغربية وأصبح مؤهلا لخلافة أبية ولم يكن ذلك في قمة الهرم فقط بل بأغلب مواقع العمل والإنتاج واضطهاد العلماء والكتاب والمبدعين والسياسيين ووووو وغيرها من السلبيات التي جعلت من هؤلاء الشباب محبطين فقدوا الثقة والأمل في كافة نواحي حياتهم بداء من أنظمتهم العتيقة الفردية المستعمرة لبلدانها وتحويل أهلها إلى قطعان من الأغنام الموجهة المطيعة إلى أقرب الناس إليهم من أسرهم ومجتمعهم بحجة لماذا هذا السكوت والصبر والخضوع الأزلي والمخزي، ومن هؤلاء الشباب الثائرين هم الشباب اليمني الذي خرج بكل عفوية وبادر في المطالبة بتصحيح المسار للبلد ومن هؤلاء الشباب ظهر وبرز اسم توكل كرمان ،