أسماء صباح - مصر
بعد انتهاء الثورتان التونسية والمصرية تسعى المرأة لايجاد مكان لها، كما كانت تحتل مكانا في المظاهرات التي اسقطت الانظمة السابقة، لقد خرقت النساء منع التجول ليلا ونهارا وتحدت القوات العسكرية وخرجت كالرجال للشوارع من اجل الحرية، لم يوقفهن شيء، واصبح النساء والرجال متساويين في غضون اسابيع ولكن هل جنين ثمار الثورة؟ سؤال اجابت عليه بشرى بالحج حميدا من تونس – محامية وناشطة والرئيسة السابقة الرابطة التونسية للنساء الديمقراطيات- قائلة " ان الحكومة الانتقالية لم تبد اي التزام بحقوق المرأة"، وتضيف زميلتها المصرية نهاد ابو القمصان – رئيسة المركز المصري لحقوق المرأة "ان الوضع ليس ورديا في مصر ايضا فبعد الثورة أي في المرحلة الانتقالية تم استثناء واعادة النساء اللواتي اعتبرن من قادة الثورة الى بيوتهن".
ان حقوق المرأة في الواقع غائبة عن الاجندة السياسية، فالنساء لا يمكنهن الاعتماد حتى على الاحزاب التقدمية، ففي تونس مثلا لم تكن حقوق النساء من اولوياتهم لشعورهم بالخوف من فقدان ناخبيهم، في حين تهتم الاحزاب في مصر بمكافحة الفساد والبطالة.
فقدان المكتسب من الحقوق:
لقد كانت النساء فاعلات في التعبئة للثورة، ففي تونس كانت امهات ضحايا قمع النظام يحتججن على الاختفاء القسري لابنائهن، وفي مصر كانت حركة كفاية من اول الحركات التي عارضت علانية نظام مبارك وكان منها الناشطة كريمة الحفناوي التي تعتبر واحدة من اشهر الشخصيات في مجال مكافحة التعذيب.
لقد تساوت النساء والرجال في الميدان، نزل الجميع ليهتف ضد الظلم، اذ اصبح كل من الرجل والمرأة واعين لقوتهم واهمية اتحادهم والاتفاق على كلمة واحدة، الثورة قضت على الحواجز بين الجنسين، وبعد الثورة اختفت المرأة من الميدان السياسي وحتى من المؤسسات الاهلية في الغالب، لم يعد يسمع صوتها، فقد اسكتت.