أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الوقت المناسب تماما لصحوة المرأة العربية!!!

أسماء صباح - " وكالة أخبار المرأة

في دول الربيع العربي...النساء متاملات بالمستقبل وخائفات من ما ستجلبه الثورات من نتائج على حقوقهن.

لقد كن هناك حاضرات لكل المشاهد ومشاركات في صناعة التاريخ والمستقبل، خرجن ولم يعرن المجتمع الذكوري أهمية، كل ما اردنه هو الحرية بخطها العريض، لم يفكرن منذ البداية بحريتهن، لان هذه كانت ستكون انانية، فكرن وخططن لحرية البلاد من الاستبداد فحسب.

واليوم دورهن، حريتهن تصادر أمام أعينهن، ومؤامرات تحاك ضدهن، الكل يريدهن في منازلهن ساكتات راضيات وخادمات.

ففي حين كانت المرأة العربية تعاني من وضع سيء في مجال الحقوق والحرية السياسية والافتقار للتعليم وانتشار الامية، شعرت ان هذه الثورات ستغير وضعها للافضل فحاولت ان تشارك الرجال صناعة الحلم عله يشاركها صناعة مستقبلها المشرق الى جانبه.

لسنا بحاجة هنا الى تذكير المجتمعات بما قامت به النساء من مشاركات منذ الحكم البريطاني لمصر عندما سرن في شوارع القاهرة عام 1919 مطالبات الانجليز بالرحيل وراغبات باستقلال بلادهن، واستمر ذلك التقدم ولكن بشكل بطيء عمليا، فاستطاعت المرأة ان تعمل خارج المنزل وتذهب للمدرسة والجامعة وهن قادرات على الترشح والتصويت، الا ان الامية مازالت تشتشرس باؤلئك النساء اللواتي يعشن في الريف بعيدا عن كل مظاهر التمدن والحضارة، حيث يعملن ليل نهار في الزراعة وتربية الاطفال والمواشي.

وعلى النقيض من المرأة المصرية تأتي التونسية، التي حصلت في عهد بورقيبة على الكثير من الحقوق والتي تعارضت مع الشريعة الاسلامية في معظم الاوقات ولكنها ادرجت في قوانين الاحوال الشخصية، ومثال على ذلك منع تعدد الزوجات، ومنح المرأة حقوق متساوية للطلاق والسماح بالاجهاض، الا ان هذه الخطوات لم تكن في سبيل التعاطف مع المرأة والتطلع الى تنميتها، بل كان بدافع رشوة للغرب الذي كان وما زال يضغط على الحكومات العربية الذكورية من اجل اقرار حقوق المرأة في الدساتير والقوانين واهمية مشاركتها في التنمية، في سبيل السماح لهم بالتضييق على خصومهم الاسلاميين.

ففي مصر مثلا، استقلت سوزان مبارك عربة "النسوية"، وكانت حريصة على على تغيير بعض القوانين حيث تم منع ختان البنات في مناطق الصعيد بأمر القانون، وسمح للمرأة بممارسة مهنة القضاء، الا ان هذه الانجازات وغيرها لا ترى الا بعين الشك في المجتمع المصري بسبب ارتباطها بالسيدة التي كانت الاولى، ففي مرحلة التحرر والتحلل من براثن الحكم السابق يصر المصريون على التخلي عن كل ما تم في عصر مبارك من خير وشر، وهنا لا اقصد ان سوزان كانت تعمل لأجل عيون السناء المصريات، بل كانت تهدف الى ابراز نفسها امام الرأي العام الغربي وكانها منقذة وملهمة النساء في بلادها وبأنها تسعى للخير ولمصلحتهن.

خطوات مقلقة:

يوم 8 مارس، في التحرير بالذات، شعلة الثورة وارضها، خرجت النساء من اجل المطالبة بمزيد من الحرية والاصلاحات فيما يتعلق بقضاياها التي ظلت عالقة، كررن نفس الشعارات التي استخدمت ابان الثورة التي اطاحت بنظام الحكم السابق، مع اضافة القليل من المطالب النسوية فما الذي حدث؟

فرق الجيش المتظاهرات والمتظاهرين، واعتقل العديد منهم، بما فيهم 18 امرأة وتعرضن للشتم والضرب والتهديد بتهمة الدعارة، لا لشيء الا لانهن شاركن امثالهن من الذكور ايضا المؤمنين باهمية اقرار حقوق المرأة في الاعتصام.

اما المرأة التونسية، فلم تتعرض للان لمثل هذه الانتهاكات، فوضعها القانوني بعد الثورة لم يتغير بعد، الا انهن يخشين من القادم، واصبح هدفهن الحفاظ على ما كسبن من الحقوق ايام بن علي وبورقيبة بدلا من الفوز بمكتسبات جديدة.
ماذا بشأن الاسلاميين هل هم اصدقاء ام اعداء للمرأة بعد الثورة؟؟

سؤال يخطر ببال كل النساء والرجال المهتمون والمهتمات بقضايا حقوق المرأة، فالواضح بالافق ان هذه الثورات اطاحت بانظمة الحكم الدكتاتورية لتأتي بنقيضها الا وهي الاحزاب الاسلامية التي كانت مظلومة مقموعة من سلطات النظام السابق، ولاقت هذه الاحزاب تعاطفا كبيرا بعد التضحيات التي قدمتها على مداد عقود من الاستبداد السياسي ومنع التعددية.

ففي مصر مثلا من المحتمل جدا ان يفوز الاخوان المسلمون بمجموعة لا باس بها من مقاعد البرلمان المصري الجديد، ونجد ان تصريحاتهم للان متصالحة مع مطالب النساء نوعا ما، ولكن الخوف ان تكون هذه طريقة لاستدراج المرأة لان تضع ثقتها بهم ثم يدخلون قوانين اكثر صرامة وتمييزا بعد الفوز.

وفي النهاية ما اود قوله، ان هذه الثورات لم تأت من البداية من اجل حقوق المرأة، انها مسألة حقوق للانسان بشكل عام، الا ان معركة الحقوق قامت بعد الثورة، فلماذا تحصل كل فئات المجتمع على حقوقها كانسان ولا تحصل المراة على بعض من حقوقها التي اخذت منها اعواما في النضال؟

الان وقت تحقيق التقدم في مجال حقوق المرأة او أبدا، فالفرصة الان متاحة امام المرأة لتمارس الضغط من اعلى هذه المرة وليس كالمرات السابقة التي كانت تدفع فيها من الاسفل، انها فرصة النساء في استغلال فهم النخب المثقفة، فالدستور لن يصاغ بعد هذه المرة، واذا لم تدرج الحقوق فيه فستضيع الفرصة على النساء الى الابد واذا لم نغير القوانين الان فمتى ستتغير، وهل سنكون بحاجة لثورات اخرى!!!
تعليقات