أسماء صباح - مصر
وهنا أود الاشارة الى انني اتحدث عن العالم العربي وليس العالم الاسلامي، اذ ان المراقب لحال المرأة في العالم الاسلامي سيجدها افضل بقليل من حالها في المجتمع العربي، ومثال ذلك بناظير بوتو في باكستان، ومغاواتي في اندونيسيا، وخالدة زيا في بنغلاديش، فالدين ليس العامل ادى الى حرمان المرأة من الدخول الى معترك السياسة، انها الثقافة والانظمة الذكورية السائدة، هذه اهم الاسباب التي تمنع تقدم النساء في العالم العربي.
اذ ذكر تقرير لبرنامج الامم المتحدة الانمائي عام 2005 ان النساء العربيات يواجهن مشاكل جمة من خلال سعيهن للتمكين السياسي اذ تعتبر جميع القرارات السياسية في العالم العربي وعلى جميع المستويات بأيدي الذكور.
ان تمثيل المرأة في عالم السياسة في الوطن العربي يعتبر الاقل بين دول العالم، اذ حققت الكوتا ونظام الحصص للنساء حق المشاركة البرلمانية، مع العلم بأنه لم يطبق باخلاص في غالب الاوقات، وكان هذا القانون هو احد الاصلاحات التي دفعت الانظمة لاتخاذها لا لسواد عيون النساء، وانما كما ذكرنا سابقا من اجل تجميل واجهة السياسة في تلك البلاد، واظهار احترمها شكليا لحقوق المرأة.
هذا ويرى بعض المستشرقين ان بلاد الشام " سورية ولبنان والاردن وفلسطين" قد قطعت اشواطا اكثر من غيرها من الدول العربية في مجال الحقوق السياسية للمرأة، وذلك لان الاحتلال الاوروبي لتلك المناطق ترك لهم ارثا تشريعيا يسمح بمشاركة المرأة في مجال السياسة.
اذ يعتبر لبنان البلد العربي الاكثر ليبرالية اجتماعيا في العالم العربي الا انه يخضع لنظام ابوي تقليدي صارم وخاصة في مجال السياسة، اذ نجد المرأة نشيطة جدا في المجال التجاري والفني الا انها غير موجودة على الساحة السياسية، وان نجحت بعض النساء في دخول البرلمان فذلك لعلاقتهن بالذكور من عائلات مهمة في الوسط الاجتماعي والسياسي، مثال بهية الحريري وهي شقيقة المرحوم رفيق الحريري ونائلة معوض أرملة رينيه معوض...ألخ، فالمرأة لا تنتخب لذاتها وانما لعلاقتها بالهرم الذكوري العائلي والاجتماعي والسياسي.