نفيسة لحرش
لقد سكتنا طويلا على هذه الأنظمة الحاكمة بالحديد والنار، التي جعلتنا في أسفل الترتيب العالمي اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.. أنظمة كنا نتستر عليها بفعل الخوف أحيانا وبقلة الوعي أحيانا أخرى..
قد يكون تسترنا عليها مفهوما عندما يكون ذلك مقرونا بالخوف من المجهول، أو التخوف من التفتت الوطني والتهاتر الاجتماعي، أو حتى الخوف من العمالة لبعضنا، أو الخيانة بين صفوفنا، تلك التي أذكتها ظروف التهميش والحقد والكراهية..
والله، إننا لم نعد نحتمل، بل ولم نعد نستطيع السكوت، لأنها الإهانة العظمى.. نعم إن الإهانة تلاحقنا وتنزف جرعة الإنسانية فينا، بل وتمتص الدماء في كياتنا..
لقد سئمنا التبريرات والتفسيرات التي تقدم لنا وكأننا أطفالا.. ففي كل مرة تنتفض فيها الشعوب على وقعها المزري، تدفع المرأة الثمن غاليا: عندنا في الجزائر، وأثناء العشرية السوداء تم خطف النساء وتم اغتصابهن وتم التنكيل بهن، واعتبرن غنيمة حرب باعتبارهن سبايا ألطغاة حتى وإن كن بريئات ولا علاقة بالحكام... لم تشفع لهن هوية الخاطفين الذين كانوا ينطقون باسم الدين... ومع ذلك وجدنا لهم عذرا عندما صنفناهم كإرهابيين.
واليوم في سوريا، بماذا تبرر السلطات السورية اختطاف النساء واغتصابهن والتمثيل بجثثهن سواء كن رهائن أو محتجزات.. وكان من المفترض أن تكون الدولة هي الحامية لعرض شعبها مهما كانت الظروف ومهما تعددت المسميات.....
إن ما يجري في سوريا اليوم، هو سجل أسود يضاف إلى سجل الحكومات العربية الطاغية، وصفحات من الحبر الدموي في تاريخ النظم العربية المستبدة.....
إنها الإهانة الكبرى ورب الكعبة... إنها الإهانة التي تأتينا من أهالينا وهي والله أقسى علينا وأشد من إهانة الأعداء....