جيا ياسين - السليمانية - العراق - خاص بـ " وكالة أخبار المرأة
بعد الثمانينيات من القرن الماضي, تعرضت العملية التربوية والتعليمية في العراق الى التدهور والانحدار من حيث النوعية, نتيجة للسياسات الخاطئة للنظام السابق والحروب المدمرة التي خاضها مع ايران واحتلال الكويت من ثم تاثير الحصار المفروض على العراق من قبل المجتمع الدولي من ثم بعد السقوط النظام في عام 2003 بسبب العمليات الارهابية والعنف الفظيع, حيث ارتكبت جرائم واعمال عنف وخطف بحق العقول العراقية من الاكاديميين الجامعيين والاطباء وكافة شرائح المجتمع من يحملون راية الحرية والديمقراطية واعادة بناء العراق الجديد...
اختلف الوضع في اقليم كردستان بعد انتفاضة عام 1991, حيث سحبت الحكومة المركزية ادارتها من مدن اقليم كردستان وفرضت عليها حصارا جائرا,ولكن بادرت القيادات السياسية والشعب الكوردستاني الى تشكيل البرلمان وحكومة الاقليم في سنة 1992 عن طريق انتخابات حرة ولاول مرة في تاريخ كوردستان والعراق, ولكن الوضع كان معقدا وصعبا للغاية بسبب حجم التركة الثقيلة التي تركها النظام العراقي السابق من تخلف ودمار, حيث قام النظام في ثمانينيات بتدمير اكثر من 4000 اربعة الاف قرية واقتاد اكثر من 180000 شخص من الاطفال والنساء والشيوخ الى مقابر جماعية بعمليات عسكرية سميت بالانفال وهجر اباقون الى مجمعات قسرية, وسبب هذا كله الى البطالة والفقر والامية وتدمير البنية التحتية في كافة المجالات, الزراعية والصناعية وكذلك في مجالي التربية والتعليم حيث اصدر امارا رئاسيا في عام 1991 بمنع قبول الطلبة من خريجي ثانويات اقليم كردستان في الجامعات العراقية, وحينذاك كانت هناك جامعة واحدة في الاقليم الا وهي جامعة صلاح الدين والتي كانت تضم فقط 34 قسما علميا وكانت غير قادرة على استيعاب العدد الهائل من خريجي الثانويات بالاضافة الى عدم تمكنها من تلبية احتياجات المجتمع الكوردستاني بقطاعيها الخاص والحكومي, لذا تم اقرار فتح جامعتي السليمانية ودهوك في عام 1992 من قبل البرلمان الكوردستاني, وتم التوسع تدريجيا في فتح الاقسام العلمية الجديدة والكليات رغم قلة الامكانات المالية والبشرية, وبفضل سياسة الاقليم الهادفة الى تطوير المجتمع الكردستاني في كافة الجوانب .... (6) ستة جامعات حكومية و(20) عشرون معهدا تقنيا وثلاث كليات تقنية والتي تضم (382) قسما عليما, و(4000) تدريسي من حملة شهادتي الماجستير والدكتوراه واكثر(70000) طالبا وطالبة.
بما ان الوضع الامني جيد في اقليم كردستان لذا فان المسالة الامنية ليست عائقا امام تطوير التعليم العالي ولكن هناك مشاكل ومعوقات اخرى تسبب عرقلة المسيرة العلمية منها:
اما بالنسبة لوضع المرأة قيل قديما أن المرأة الفاضلة أنفع للامة من الرجل الفاضل لأنها هي الأساس في تربية النشء الجديد.مقياس التطور الحضاري للديمقراطية والحرية في أي بلد يقاس بمبدأ حرية المراة واعتباراً من هذا المنطلق شهد وضع المراة في إقليم كردستان تغيراً ملحوظاً في جميع المجالات ولاسيما بعد الانتفاضة .
إن المرأة الكردية لها دور مهم في كل النواحي منها الناحية السياسية حيث شاركن بشكل فعلي في الساحة السياسية الكردية مثل دورهن في المشاركة الفعالة والأساسية في برلمان كردستان حيث وصل عددهن إلى (28) إمرأة من مجموع (111) نائبا في البرلمان مع أخذ بعض المناصب المهمة مثل وزيرة، وكيلة وزيرة، مديرة عامه، قاضية، مديرة أقضية ونواحي وقائممقامية هذه كلها جديدة على المجتمع الكردي ولا ننس دور المرأة في مجال سلك الشرطة حيث أصبحت محافظة السليمانية مشهداً جميلاً لوقوف ضابطة الشرطة وسط الشارع وهي تدون أرقام السيارات المخالفة وتغرم السواق المخالفين وكذلك فهي عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلوم السياسية، ونستطيع القول ان المرأة الكردية قطعت شوطاً كبيراً في التقدم ووضعت حكومة اقليم كردستان بعض القوانين وعدلت البعض الآخر من أجل حماية حقوق المرأة، وجميل جداً إذ تحاول حكومة كردستان القضاء على محو الأمية .
هتاو محمد سعيد معاون مدير عام لتربية سلمانية "بالنسبة للنظام دراسي في السليمانية و الاقليم عامة جيدة ولم اقول جيدةجدا بل جيدة, حيث لا يوجد رسوب او اكمال في صف الاول الابتدائي حتى صف الثالث الابتدائى لان في هذه المرحلة يجب ان يتعلم الطلاب الاحروف والارقام فقط ولا نضغط عليم بتعليم وتدريس اكثر, اما بالنسبة لمراحل الاخرى في نظامنا لايوجد المرحلة الابتدائية والمتوسطة بل يسمى الكل بالمرحلة الاساسة ولايوجد بكالوريا في المرحلة الاساسية, ولايوجد رسوب في مرحلة الاساسية بعد صف الثالث اذا اكملت في كل الدروس بامكانها ان يمتحن في دور الثاني .
ومع هذا يحمل وزارة التربية مسؤلية التعليم و محوالامية حيث وزارة التربية للاقليم كردستان اصدرت قرار التعليم المسرع و تعليم غير نظامي, عندما علمت ان نسبة الامية عالية في كردستان, من خلال اجراء احصائية عام 2001 حصلت نتيجة على نسبة 27% من الامية في محافظة السليمانية وقال ابراهيم عبداللة مدير التعليم غير النظامي في محافظة السليمانية نسبة الطلاب في تعليم المسرع و محوالامية وصلت الى 1316 طلاب في تعليم المسرع و1022 في محو الامية لسنة حالية 2008-2009 وتدريس في التعليم غير النظامى مختلطة .
حيث توجد المنظمات المعنية بحقوق المرأة وحقوق الطفل في كردستان تقريباً (380) منظمة وشاركت المرأة الكردية بكل عطائها وطاقاتها من أجل تقدم وتمدن المجتمع الكردي .
ويقول مدير ثقافة الاطفال في وزارة الثقافة في حكومة اقليم كردستان العراق ان "ظاهرة اطفال الشوارع تزداد مع بداية كل صيف ومع انتهاء الموسم الدراسي", مع انتهاء الموسم الدراسي تضطر بعض العوائل الى دفع اطفالها للعمل في بيع المناديل الورقية او الحلويات عند التقاطعات المرورية او في داخل السوق بسبب اوضاعهم الاقتصادية الصعبة".
وقال ناشط في مجال حقوق المرأة سميرة محمد " ان وضع المرأة عامة في هذه المنطقة ليس بموقف متفائل حيث المرأة يواجه كل انواع العنف في مجتمعنا كحال البلدان الجوار, حيث هيمنة الذكورية سيطرت على كيفية العيش وعدم اعطاء الحرية اختيار التعليم كحقها البسيط وكيف لها ان تشارك وتختار في مجالات اخرى, للمثال اذا طالب او طالبة ترك المدرسة لاى سبب كان, لايوجد المتابعة من قبل جهات المسؤلة" .