كان أسبوع حافل مر على الشعب السعودي تتزاحم فيه الأحداث، فمن إعلان خادم الحرمين عن دخول المرأة المعترك السياسي والانتخابي في الوطن ومشاركتها في صنع القرار والأحداث تتوالى..
العالم الخارجي يحتفل مع الداخل، وترحيبهم بالقرار كأجمل هدية قدمت للشعب بعيد توحيد الوطن..
وكالعادة بدأت محاربة القرار من الداخل، فالضلاليين ورموز الماضي اللذين حكمونا كواقع مأساوي فرض علينا كشعب يعاني عصر الظلمات كل يوم لم يعجبهم ذلك..
المفاجئة لي أنني طلبت في مداخلات فضائيه كان يحضرها معارضين للقرار بأشكال مختلفة.. فمنهم من يري أن القرار لا يكفي.. ومنهم من يرى أن المرأة السعودية لا تزال بحاجة للتأهيل، ومنهم من يحاربه كناحية شرعية.. وهنا كل الأسئلة تتوارد فلازلت للآن لا أفهم عن أي شريعة بالضبط يتحدثون؟؟
هل حقا هي شريعة خاتمة الرسالات السماوية ؟؟
وهل الإسلام على مر عصوره حرم وهمش المرأة وأعتبرها كما يرون رجس من السماء؟؟
والحقيقة تؤكد أن كهنوت الظلام لهم أشكال متعددة داخلنا، فهم ليسوا من رجال الدين فقط.. فكثير من الذكور المحسوبين على الثقافة هم أشد عداء علينا ..
وفي مفاجأة من رئيس مجلس القضاء السابق وعضو هيئة كبار العلماء حاليا الشيخ صالح الحيدان في تصريح له بأحد قنوات الظلام قال(أنه بوده لو أن الملك شاوره بالقرار فهو لم يعلم مسبقا بذلك) كانت ردت فعل الشارع السعودي عليه مذهله ومتمرده على السلطة الدينية، من مختلف الأصعدة الثقافية والأجتماعيه والدينية التنويرية وحتى من معارضة الخارج، عدا الإصلاحيين والحقوقيين، الكتاب التوتريين والفيس بوكيين وكل المواقع وأجهزة التواصل..
هل هو ولاء للمك ومشروعه الإصلاحي؟؟
هل الناس زهقت وفاض فيها ولم تعد تتحمل أي معارضة من السلطة الدينية؟؟
هل وعي السعوديين تطور لدرجة تصل التمرد والثورة؟؟
هل ثورة السعوديون نسائية وثقافيه اجتماعيه؟؟
وكل الإجابات مؤكدة وتقول نعم نعم نعم بأعلى صوت..
وأتت أحداث القطيف والعواميه تؤكد اللحمة الوطنية وأن أمن الوطن مبدأ لا يمكن المساومة عليه
ورغم أننا كحقوقيين مع حقوق شيعة السعودية قلبا وقالبا ومع أعطائهم كل مطالبهم البسيطة ومنها ممارسة الطقوس والعبادة الدينية كحق بديهي ..
وشخصيا ضد كل التصنيفات المذهبية والطائفية.. ووالله أمقت هذه التصنيفات التميزية.. والقيمة عندي للإنسان الكريم كما خلقه وأراده الله.. ولكن كانت الأحداث تصلني مخيفه، ولا أجد كلمة أرددها سوى الله يستر ويا لطيف ألطف بنا يارحيم..
بكل الأحوال لا نريد عراقا آخر.. ولا نريد فتنة كفتنة البحرين يذهب كثير من الضحايا المغرر بهم من الجانبيين..
ولا أن نعاني كما يعاني شعب سوريا الآن..
تصلني الأخبار وأنا في لبنان كفاجعة على قلبي..
فأمن أطفالي وأهلي ووطني وأن أعود لهم سالمين أهم من كل طموحاتي..
وعلى الفور قام السعوديون بتناقل الأخبار وبتحميل صورة الأمير نايف وزير الداخلية فهو رمز الأمن.. والأمان مسئوليته..
بادر السعوديون بتجديد الولاء لرموز الوطن وتناقلوا قصائد أبدعوا فيها..
واستعدوا للمواجهة خصوصا أن الأخبار تقول أن هناك تدخل خارجي..
يوميين كانت كفيلة ليظهر الشعب ولاءه لوحدة وأمن وطنه
ثم .. نسي الناس أحداث القطيف فجأة واستبدلوا صورة الأمير نايف!!!
تتوقعون بمن؟؟؟
بستيف جوبز مؤسس أبل .. فخبر وفاته أعتقد أنه لم يؤلم ولا شعب عربي كما آلم السعوديون !!!
نعي السعوديون وليبرل السعودية تحديدا خبر وفاته وقالوا (رحمه الله)
نعوه بكل ألم لأنه رمز للتواصل الحديث الذي يخترق جدران الخصوصية ويجعل العالم قرية واحده يسهل لفها بلحظات..
ورحلة كفاحه عاد الحديث عنها..
قال أحدهم أن والده سوري ولو بقي هناك لكان معلم شاورما في مطعم بالرياض .. شكرا أميركا..
فالأحلام والطموحات لا يمكن تحقيقها في عوالمنا العربية وهذا واقع مخزي آخر..
في جلسة بيروتيه ضمت أطياف ثقافيه مختلفة.. نعينا وفاته وذكرنا فضائله على العالم ، كان رد أخوتنا اللبنانيين أنه بأجهزته ساعد الأعداء والاستخبارات كثيرا..
لكن وعي السعوديين متحرر من عقدة المؤامرة التغريب.. ومتمرد على القومية المقيتة..
في تويتر كان تناقل التعازي يفوق الخيال لدرجة أن هناك من أعترض على الحزن على وفاة ستيف.. وتساءل لماذا لم نحزن على الشهداء هكذا .. ولماذا لم نحزن على وفاة ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله هكذا.. ورغم أننا نحبهم إنسانيا.. وأنا شخصيا مغرمة بورعهم فقد نشئت في وقتهما لا أرى في الدنيا غيرهم.. إلا أن السعوديون ثاروا على هذه المقارنة وتساءلوا ماذا قدموا للعالم ؟؟ وبماذا نفعونا كشعب وكوطن ؟؟ نعم وأنا أرى ذلك ..
ولكن مثيري الفتنة بيننا قصدوا مثل هذه المقارنات لأهداف قذرة.. وخسروها.. تحيى الحرية ياوطن..
والغريب لم تخجل وعي السعوديون مثل هذه المقارنات.. دافعوا عن إيمانهم المتمرد بأن العلم ينتصر دائما، وخدمة البشرية وكل العالم الآن هو الاعتبار الأول لديهم.. هذه الفتنة جعلت الفنان فايزالمالكي سفير النوايا الحسنة يغلق حسابه بتوتر الذي يضم 45 ألف متابع.. أحترم قراره ولا أؤيده.. ولكن تبقى المصالح الشخصية لها اعتبارات مختلفة لدى البشر..
نعم هي أربع تفاحات غيرت العالم: تفاحة آدم، وتفاحة نيوتن، وتفاحة ستيف ورغم أنها كانت مقضومة إلا أنها جعلت الحياة أجمل بكثير..
وبقيت تفاحتي وهي الرابعة تخترق الكلام المباح لمستقبل أكثر وعيا..
*حقوقيةإصلاحيةوناشطةسياسيةسعوديه