أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

تنمية المرأة وتمكينها في الوطن العربي!!!

أسماء صباح - مصر 

لقد ظهرت مصطلحات التنمية البشرية وتنمية المرأة وتمكينها في الاونة الاخيرة، وادت الى زيادة الوعي لضرورة التكامل بين الجنسين في مجالات التنمية المستدامة، وادرجت حقوق المرأة وحريتها كجزء من حقوق الانسان في المواثيق الدولية ومعاهدات حقوق الانسان وميثاق الامم المتحدة عام 1945 والذي صادقت عليه جميع الدول الاعضاء، بالاضافة الى اتفاقية سيداو للقضاء على كافة اشكال التمييز ضد المرأة، واتجهت هذه الاتفاقيات نحو تمكين المرأة وتحقيق حقوقها في كافة المجالات ولا سيما في مجال التعليم والصحة والعمل.

لقد انضمت معظم الدول العربية الى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تتعلق بالمرأة، وابرزها اتفاقية سيداو، الا ان تطبيق الاتفاقيات كان شكليا، فلم تسعى الكثير من الدول العربية لمساواة فعلية بين الرجل والمرأة، وتركت المرأة تقاتل وحيدة من اجل مساواتها مع الرجل، وكان دخولها في السياسة و وصولها لمركز صنع القرار طريق مليء بالالام.

وتواجه المرأة العربية تحديات جمة في محاولتها دخول عالم السياسة، هذا مع العلم بان الدول العربية حاولت " قولا" اتخاذ التدابر اللازمة لتعزيز تمثيل المرأة في مواقع صنع القرار، ومشاركتها في الحياة العامة، الا ان تلك الجهود لم تحقق مستوى المشاركة المطلوب، التي تحتاج الى الكثير من الدعم من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

وتعتبر المعوقات الثقافية من اكبر التحديات التي تواجه المرأة وتقدمها في المجتمعات العربية، فعلى الرغم من برامج التمكين المتبعة والجهود النسوية الوطنية الهادفة لتعزيز مكانة المرأة في المجتمعات، الا ان التمييز لا يزال السمة العامة للمجتمع العربي، بسبب الثقافة الذكورية المتأصلة في الحياة اليومية والعادات والاعراف والتقاليد، والتي تسعي بمجملها الى منع اشراك المرأة في العملية التنموية، ففي هذا المجتمعات تكمن القوة والسلطة في يد الرجل، وهو الذي يتخذ القرارت في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا يتضح في انخفاض عدد النساء في عالم السياسة العربي.

ينقسم الحيز العربي الى عام وخاص، ويشكل الرجل الحلقة الاهم في الحيزان، حيث يقود العائلة ويخطط من اجلها ويتخذ القرارات المهمة، وعلى الصعيد العام فهو موجود من اجل ادارة شؤون البلاد والعباد واصدار التشريعات والقوانين بحسب ما يراه مناسبا، وبينما تعاني المرأة في المجتمع الغربي من السقف الزجاجي في الحراك المهني تعاني المرأة العربية من سقف اسمنتي سميك يصعب الخروج منه.

ان هذا العائق ( عدم فصل العام عن الخاص واستبداد الرجل بالاثنان معا) يجعل الجهود الجبارة التي تبذل في وضع استرتيجيات تمكين المرأة صعبة المنال ان لم تكن مستحيلة، وفي الوقت الذي ستختفي فيه الحدود بين العام والخاص سيكون هناك منطقة مختلطة بين المجالين حيث سيسمح بمشاركة المرأة، وهنا تستطيع المرأة النفاذ الى المجال السياسي والذي يعبر عن القوة والسلطة.

تعليقات