أسماء صباح - مصر
لقد انضمت معظم الدول العربية الى المعاهدات والاتفاقيات الدولية التي تتعلق بالمرأة، وابرزها اتفاقية سيداو، الا ان تطبيق الاتفاقيات كان شكليا، فلم تسعى الكثير من الدول العربية لمساواة فعلية بين الرجل والمرأة، وتركت المرأة تقاتل وحيدة من اجل مساواتها مع الرجل، وكان دخولها في السياسة و وصولها لمركز صنع القرار طريق مليء بالالام.
وتعتبر المعوقات الثقافية من اكبر التحديات التي تواجه المرأة وتقدمها في المجتمعات العربية، فعلى الرغم من برامج التمكين المتبعة والجهود النسوية الوطنية الهادفة لتعزيز مكانة المرأة في المجتمعات، الا ان التمييز لا يزال السمة العامة للمجتمع العربي، بسبب الثقافة الذكورية المتأصلة في الحياة اليومية والعادات والاعراف والتقاليد، والتي تسعي بمجملها الى منع اشراك المرأة في العملية التنموية، ففي هذا المجتمعات تكمن القوة والسلطة في يد الرجل، وهو الذي يتخذ القرارت في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا يتضح في انخفاض عدد النساء في عالم السياسة العربي.
ان هذا العائق ( عدم فصل العام عن الخاص واستبداد الرجل بالاثنان معا) يجعل الجهود الجبارة التي تبذل في وضع استرتيجيات تمكين المرأة صعبة المنال ان لم تكن مستحيلة، وفي الوقت الذي ستختفي فيه الحدود بين العام والخاص سيكون هناك منطقة مختلطة بين المجالين حيث سيسمح بمشاركة المرأة، وهنا تستطيع المرأة النفاذ الى المجال السياسي والذي يعبر عن القوة والسلطة.