أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ديمقراطية- دون مشاركة النساء ليست ديمقراطية!

أسماء صباح - مصر بعد نجاح ثورات الربيع العربي في الاطاحة برموز الدكتاتوريات في بلادهم، هناك ثورة أخرى بدأت تختمر في العالم العربي، صحيح انها اقل ضجة واقل حركة وصخبا ولكنها موجودة بالفعل انها ثورة المرأة العربية على العادات والتقاليد البالية، هذه المرأة لا تطلب حقوقا غير حقوقها، انها تطالب بكل بساطة بمواطنة كاملة، أي ان تعامل على قدم المساواة مع الرجل في كافة المجالات: الاقتصادية والسياسية والقانونية والاسرية. انها ثورة جديدة من نوعها، فالمرأة في العالم العربي استطاعت ان تحصل على التعليم، والتواصل مع غيرها من النساء في اسقاع العالم لتتعرف على ثقافة الاخرين عبر الانترنت، الا انهن ما زلن بحاجة الى الدعم من كل الديمقراطيين الاحرار في العالم، ومن الاعلام والاعلاميين على وجه الخصوص، من اجل ان يصل صوتها الى كل الفضاءات.  هذه المرأة لا تتحدى السلطة السياسية فحسب، ولكنها تتحدى النظام الذكوري المهين على مجتمعها منذ مئات السنين، والان حان دورها لتلعب السياسة والديمقراطية. لقد كان مشهدا رائعا بالرغم مما يحمله من غرابة عندما سارت النساء والرجال جمبا الى جمب ليطلبوا حريتهم، تجمعوا في التحرير، قلب العاصمة المصرية، وفي شوارع تونس والبحرين وغزة والسودان وسوريا، وكانت موضع ترحيب من عالم الرجال، ولكن بعد سقوط انظمة الحكم، حاولت المرأة المطالبة بالديمقراطية من جانبها وتم تجاهلها واعادتها الى المنزل، مدعين بأنه ليس وقت المطالب الفئوية.  في تونس صرخ الرجل بالنساء " المرأة مكانها في المنزل" و " النساء فقط في المطبخ"، وفي القاهرة خرجت النساء في يوم المرأة 8 مارس احتجاجا على تعامل السلطات الانتقالية مع المرأة ومطالبها، لافتة النظر الى استثناءها من لجنة تعديل الدستور، التي سميت لجنة الحكماء، واحتجاجا على ان الاصلاح الدستوري لم يشمل أي ضمان لحقوق المرأة وخصوصا مشاركتها كمرشح في انتخابات الرئاسة. في ذلك اليوم، نظر الرجال للنساء بنظرة عدائية، ولاموهن على المطالبة بحقوقهن في هذا الوقت المبكر، الا ان تاريخ الثورات الفرنسية والامريكية والكوبية والروسية أثبت صحة المثل الانجليزي الذي يقول " لاحقا يعني أبدا".  ذلك ان الرجل اعتاد ان يكون المركز، منذ قديم الزمان، وتم توريث هذه الفكرة من الاباء الى الابناء، المرأة التابع للمركز، فللرجل كامل الحقوق، والمرأة العربية مازالت في طريق بحثها عن الديمقراطية لا تجد مساعدا او معينا، فالاعلام التقليدي يعمل لصالح الرجل دوما، ولكنها لجأت الى الاعلام الالكتروني حيث الفضاء مفتوح ولها ان تعبر عن رأيها وتصنع ثورات ناعمة على الحكم الذكوري وتسقطه بشكل بطيء، وتسعى لتغيير المجتمع من خلال اصرارها وايمانها بحقوقها، والثورة لابد قادمة...

أسماء صباح - مصر

بعد نجاح ثورات الربيع العربي في الاطاحة برموز الدكتاتوريات في بلادهم، هناك ثورة أخرى بدأت تختمر في العالم العربي، صحيح انها اقل ضجة واقل حركة وصخبا ولكنها موجودة بالفعل انها ثورة المرأة العربية على العادات والتقاليد البالية، هذه المرأة لا تطلب حقوقا غير حقوقها، انها تطالب بكل بساطة بمواطنة كاملة، أي ان تعامل على قدم المساواة مع الرجل في كافة المجالات: الاقتصادية والسياسية والقانونية والاسرية.

انها ثورة جديدة من نوعها، فالمرأة في العالم العربي استطاعت ان تحصل على التعليم، والتواصل مع غيرها من النساء في اسقاع العالم لتتعرف على ثقافة الاخرين عبر الانترنت، الا انهن ما زلن بحاجة الى الدعم من كل الديمقراطيين الاحرار في العالم، ومن الاعلام والاعلاميين على وجه الخصوص، من اجل ان يصل صوتها الى كل الفضاءات.

هذه المرأة لا تتحدى السلطة السياسية فحسب، ولكنها تتحدى النظام الذكوري المهين على مجتمعها منذ مئات السنين، والان حان دورها لتلعب السياسة والديمقراطية.

لقد كان مشهدا رائعا بالرغم مما يحمله من غرابة عندما سارت النساء والرجال جمبا الى جمب ليطلبوا حريتهم، تجمعوا في التحرير، قلب العاصمة المصرية، وفي شوارع تونس والبحرين وغزة والسودان وسوريا، وكانت موضع ترحيب من عالم الرجال، ولكن بعد سقوط انظمة الحكم، حاولت المرأة المطالبة بالديمقراطية من جانبها وتم تجاهلها واعادتها الى المنزل، مدعين بأنه ليس وقت المطالب الفئوية.

في تونس صرخ الرجل بالنساء " المرأة مكانها في المنزل" و " النساء فقط في المطبخ"، وفي القاهرة خرجت النساء في يوم المرأة 8 مارس احتجاجا على تعامل السلطات الانتقالية مع المرأة ومطالبها، لافتة النظر الى استثناءها من لجنة تعديل الدستور، التي سميت لجنة الحكماء، واحتجاجا على ان الاصلاح الدستوري لم يشمل أي ضمان لحقوق المرأة وخصوصا مشاركتها كمرشح في انتخابات الرئاسة.

في ذلك اليوم، نظر الرجال للنساء بنظرة عدائية، ولاموهن على المطالبة بحقوقهن في هذا الوقت المبكر، الا ان تاريخ الثورات الفرنسية والامريكية والكوبية والروسية أثبت صحة المثل الانجليزي الذي يقول " لاحقا يعني أبدا".

ذلك ان الرجل اعتاد ان يكون المركز، منذ قديم الزمان، وتم توريث هذه الفكرة من الاباء الى الابناء، المرأة التابع للمركز، فللرجل كامل الحقوق، والمرأة العربية مازالت في طريق بحثها عن الديمقراطية لا تجد مساعدا او معينا، فالاعلام التقليدي يعمل لصالح الرجل دوما، ولكنها لجأت الى الاعلام الالكتروني حيث الفضاء مفتوح ولها ان تعبر عن رأيها وتصنع ثورات ناعمة على الحكم الذكوري وتسقطه بشكل بطيء، وتسعى لتغيير المجتمع من خلال اصرارها وايمانها بحقوقها، والثورة لابد قادمة...
تعليقات