أسماء صباح - مصر
ينظر المجتمع الغربي للمرأة العربية على انها سلبية منعزلة ومغلفة بالسواد في حين عمل الربيع العربي على تغير هذه الصورة النمطية عن المرأة العربية في المجتمعات التي لا تعرف عن العرب الا هذه الصفات، لقد تمردت المرأة وتظاهرت وشاركت الرجل رحلته للمطالبة بالحرية ففي مصر مثلا كانت عائلات بأكملها تلتحف سماء التحرير وتفترش أرضه من أجل رحيل النظام السابق، وفي تونس خرجت النساء بالتساوي مع الرجال لتهتف ضد الظلم وتطالب بالمساواة الاجتماعية.
الا ان السؤال الذي يطرح نفسه " هل سيكون هذا الربيع ربيع ايضا على المرأة وحقوقها والعمل على تنميتها ومشاركتها ايضا في مختلف مجالات الحياة الى جانب اخوتها في النضال من الرجال؟" " وهل سيتم تجاهل هؤلاء النساء اللواتي ناضلن من اجل بعض الحرية والحقوق بعد رحيل الانظمة السابقة؟" "وما الذي تعنيه التطورات التي تجري على حقوق المرأة في الخليج العربي؟".
في السعودية مثلا تم منح المرأة اخيرا حق التصويت في الانتخابات وسيكون فعالا عام 2015 بالرغم من ان التصويت في السعودية ليس له ذاك القدر الكبيرمن الاهمية بسبب النظام الملكي وقلة الانتخابات وفعاليتها في المجتمع، الا ان هذه تعتبر خطوة قد تأتي في طريقها بخطوات اخرى وحقوق اخرى، وقد تؤثرفي دول الخليج بشكل عام في المستقبل – نقول هذا آملين- .
وفي الوقت ذاته نجد ان المرأة قد شاركت في العملية السياسية وفي التغيير في مصر وتونس والبحرين الا انها كانت غائبة تماما عن السياسة في السعودية، ليس في السياسة فقط وانما في اكثر جوانب الحياة الا في منزلها، وبالرغم من هذا القرار الذي اصدره العاهل السعودي الا ان المرأة تبقى بحاجة الى اخذ إذن زوجها او محرمها، والسؤال هنا هل هذا ما نعتبره خطوة للامام من اجل حرية المرأة؟.
لقد قادت النساء في مصرالتظاهرات من اجل الحرية والاستقلال عام 1919 وكذلك شاركت التونسيات في النضال ضد الفرنسيين عام 1940 وفي الخمسينات، الا ان السعوديات لم يشاركن ابدا في اي تحرك سياسي، وحصلت التونسيات على تقدم كبيرفي مجال حقوق المرأة في حين لم يسمح للسعوديات بالمشاركة حتى في المجال الرياضي.
لقد استطاعت النساء في مصر وتونس والبحرين وسوريا المشاركة في الربيع العربي لانهن كن قد حصلن على القليل من الخبرة والحقوق في ظل الانظمة السابقة، حيث يسمح لهن بالمشاركة في سوق العمل والتعليم حر في بلدين ، اما في السعودية فكل هذا الامور تعود للمحرم ولا يجوز طبعا الاختلاط في العمل او التعليم والبعض يفضل عدم تعليم الفتيات لانهن سصبحن سيدات منزل ولن يحتجن للعمل خارج منازلهن.
وفي الوقت الحاضرومع الربيع العربي استيقطت النساء ايضا من اجل المطالبة بما لهن من حقوق في المجتمع، ولكن السؤال " هل ستحظى المرأة بديمقراطية دائمة للمطالبة بحقوقها في ظل هذه الديمقراطيات ان دامت؟"
في تونس هناك امل يلمع في الافق فالحكومة الحالية انشات لجنة من اجل زيادة مشاركة النساء في عالم السياسة، والذي يعتبر الاهم فمن هناك تصدر التشريعات والقوانين، وسيكون من الرائع ان يتم مشاركة النساء في سن التشريعات والقوانين كاعضاء فاعلات في المجتمع، وستكون نسبة التمثيل مناصفة بين النساء والرجال 50-50، وفي مصر ما زالت الاجواء غير واضحة تماما في ظل هذا التخبط السياسي.
هذا ولا تتشابه اقطار الوطن العربي فيما يتعلق بحقوق المرأة ففي مصر وتونس يمكن للمرأة ان يكون لها دور سياسي واقتصادي فعال في المجتمع قريبا في حال اختارت الدولتان ذلك اما في المملكة السعودية مثلا فأجد ان هذا مستحيلا لان كلا البلدين السابقين كان لهما تجارب سابقة للنساء في ميادين عدة وقد شاركن في ثورات ونضالات واسعة جعلت منهن رفيقات الرجال، وهذا لم يحدث في المملكة بسبب الانغلاق الشديد.