أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

رسالة الشارع ( ننتظر ضربة معلم)يا سيادة الرئيس

الدكتورة سعاد السبع - اليمن  كلنا ينشد التغيير الإيجابي؛ وكل مواطن يرى أن التغيير الإيجابي هو الذي يحقق مصلحته هو، أو يحل مشكلته هو، حتى أنك عندما تسأل المواطنين العاديين الداعمين للتغيير السياسي عن سبب انضمامهم للمطالبة بإسقاط النظام يردون عليك بحكاية مشكلة حدثت لكل واحد منهم شخصيا مع أفراد أو جهات محسوبة على النظام، وكل الإجابات لا تخرج عن مشكلات سببها الفاسدون الذين لا يمكن حصرهم في حزب واحد، ومنع حلها الفساد الذي ضيق الخناق على الناس، فما كان منهم إلا الهروب إلى التغيير حتى وإن كان هذا التغيير هو استبدال الموت بالحياة..  وبقرب قدوم شهر رمضان المبارك نجدها فرصة ثمينة لإحداث التغيير الإيجابي في واقعنا وإخراج الوطن من أزمته الخانقة؛ ففي رمضان تتغير كيمياء جسم الإنسان بفعل الصيام، وتعاد برمجة خلاياه، فتتغير صحة الإنسان إلى الأفضل، ويتخلص الجسم من جميع السموم التي يتناولها الإنسان، ويرتاح الجسم لساعات من سموم القات والتدخين والشمة وغيرها من المكيفات التي أصبح تناولها ظاهرة شائعة في كل الأوقات منذ ظهور الأزمة، حتى أننا أصبحنا نشاهد القات في أفواه بعض المواطنين منذ شروق الشمس، فلم يعد للقات وقت مخصص كما كان في اليمن، ولم يعد يتطلب تجهيز الأماكن الخاصة والمشروبات المتنوعة والجلسات الجماعية، بل لقد صارت الأفواه منتفخة بالقات في كل الأمكنة وفي كل الأوقات، وربما ذلك يحدث هذه الأيام بسبب ما يعانيه الناس من هول الصدمات الأمنية والاقتصادية التي قتلت لدى الناس حتى القدرة على التفكير بموضوعية في ما يجب أن يكون، حتى أصبح الكثير منهم يهرب إلى هذه المكيفات عله يجد لحظات هادئة تمكنه من الاستمرار في مواجهة ضغوط الأزمة وآثارها على حياته، وتسلحه بأعصاب مخدرة تستوعب آثار الأزمة في سلوك الناس وأعصابهم، فقد صار معظم الناس غير قادرين على التعامل بهدوء مع أحداث الحياة اليومية، وينفجرون في وجه بعضهم لأتفه الأسباب..حتى أنه -لسوء طالعنا –صرنا نؤمن أن القات قد لعب دورا إيجابيا في تخفيف حدة (النزق ) الذي يسيطر على الناس وبخاصة المسلحين منهم، وأظن أنه لولا القات لقتل الرجال المسلحون كل من يحدثهم في الطريق حتى وإن كان هذا الحديث من دردشات الطرقات العامة أو الباصات..  رمضان فرصة ربانية لإحداث التغيير الإيجابي في جميع سلوكاتنا نحو أنفسنا ونحو الآخر؛ فماذا لو جعلنا من شهر رمضان شهر رفع ظلمنا عن بعضنا في محيطنا الذي نعيش فيه مهما كان حجمه صغيرا؟ نستطيع أن نحقق كثيرا من أهداف التغيير الإيجابي إذا ما بدأنا من جديد، لينسى المسيء أنه أساء، فيقلع عن الشر ويبدأ حياة نظيفة من جديد ، في رمضان يغفر الله الذنوب جميعها إذا تاب الإنسان وقرر أن يبدأ حياة جديدة بعيدة عن الشر و الذنوب الكبيرة، لا نحتاج لإحداث التغيير إلا لقوة إرادة البداية، البداية سهلة جدا إذا كانت نياتنا أن نحدث تغييرا إيجابيا في حياتنا تنعكس آثاره على كل ما يحيط بنا، أولى خطوات ذلك التغيير أن نحصر كل تصرفاتنا اليومية مع الآخر تحت شعار( الدين المعاملة) ثم بعد أن نحصر هذه الممارسات نتخيل وقعها علينا إذا تمت ممارستها من الآخر معنا.. أي نضع أنفسنا موضع الآخر ، ونفكر ماذا سنفعل لو أن هذه التصرفات قد صدرت من الآخر تجاهنا؟، ثم نتخيل موقفنا منها، هل إذا تصرف أحد معنا بنفس تصرفنا معه سيكون مقبولا لدينا؟ هل هذا التصرف سيسبب لنا إزعاجا إذا تمت ممارسته معنا من قبل الآخر؟ هل هذا التصرف سيمنع عنا خدمة نحن بحاجة إليها؟ هل هذا التصرف سيرغمنا على فعل شيء لا نقبله؟ هل هذا التصرف سيجبرنا على إخفاء حق كان يجب أن يظهر خوفا من النتائج؟! هل هذا التصرف سيجعلنا نحقد على الآخر؟ أم أن هذا السلوك سيقرب الآخر منا؟ ويسعدنا جميعا؟ لو أن كل واحد منا جلس مع نفسه قليلا ليدرس جميع تصرفاته تجاه الآخر ( الأب –الأم- الزوج- الزوجة- الابن- البنت- الجار- الصديق- الزميل- الرئيس- المرؤوس- الأجير- صاحب العمل- التلميذ- المعلم- القائد- الجندي) كل من تتطلب الحياة التواصل والتعامل معه، لو فعلنا ذلك لمدة ثلاثين يوما _أيام شهر رمضان- فلا شك سنحدث ثورة تغيير سلمية فريدة من نوعها، سوف نطبع نفوسنا على مراجعة كل سلوكاتنا تجاه الآخر، سوف نفكر قبل أي خطوة نقدم عليها لندرس نتائجها، سوف نجد الآخر نفسه قد تحول من عدو لئيم إلى صديق حميم مهما كان تاريخه السابق، سنجد أن نوازع الخير المدفونة لدى كثير منا بفعل الأنانية والتسلط والاستئثار والخوف أحيانا تتلاشى بلا حروب ولا دماء ولا تحديات ولا شتائم ولا منازعات، سنجد أن الخائفين من التغيير متحالفين معه لأنهم سيعرفون أنه تغيير يحفظ النفس والمال والعرض ، تغيير يمني الصيغة والهوية والهدف ، ليس فيه بصمة لأحد غير بصمات أهل الحكمة في بلاد الحكمة، تغيير لا يؤله أحدا غير الله، ولا يجتث أحدا من عباد الله بل يقرب بين أبناء الوطن الواحد مهما كانت انتماءاتهم، تغيير لا يهتم بفئة على حساب فئة أخرى، تغيير يجمع الناس بكل أطيافهم السياسية حول هدف واحد هو صناعة الحياة، لقد اشتقنا إلى الحياة فعلا.. فماذا لو أننا جميعا نتخذ هذا القرار؟؟!! ، ونجمع عليه في هذا الشهر الكريم؟! أمنياتنا جميعا أن نجعل من رمضان شهر انتصار ثورة التغيير الإيجابي في واقعنا، تغيير يجعل اليمنيين جميعا مصدرا للخير وهادين إليه، لا عبرة في الشر ومحرضين عليه ، وليكن دعاؤنا اليومي من أجل التغيير في هذا الشهر الكريم قوله تعالى:(رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا وَاغْفِرْ لَنَا رَبَّنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ( 5 - الممتحنة)  الدكتورة سعاد السبع - اليمن  التعليم والتنمية مفهومان متلازمان؛ لا وجود لأحدهما منفصلا عن الآخر، فلا تنمية بدون تعليم ولا تعليم بلا تنمية، أينما حل التعليم وتطور تكون التنمية ، وحينما يغيب التعليم أو يتوقف تقف التنمية وتتعثر، وتقف عجلة التغيير الإيجابي، وتتدهور أحوال الناس وأخلاقهم، ولأن التعليم واقف، فسيظل عقل الإنسان راكدا، أو سيتجه الإنسان إلى حشو عقله بالخرافات والأفكار الهدامة والمنحرفة حتى يشبع حاجته للتعليم، وكيفما كان نوع ذلك التعليم الذي يتم في المدارس فإنه مهم ومطلوب لأنه مرئي ومنضبط ومحكوم بمعايير التربية والتعليم، وكلنا يؤمن بالقاعدة العقلية التي تقول :(أن تعرف خير لك من ألا تعرف)، حتى وإن كانت المعرفة غير سارة فعلى الأقل تأخذ احتياطك لمواجهة نتائجها..  من المحزن حقا في بلادنا أن أولى الخدمات التي توقفت بسبب الأزمة الراهنة وما زالت متوقفة هي خدمة التعليم، فقد حرم جميع الطلاب من الدراسة تقريبا عاما دراسيا كاملا، و الله وحده يعلم، وبعده وزارة التربية والتعليم كيف تمت الاختبارات النهائية هذا العام بدون تعليم وبخاصة الشهادات العامة ؟ والذي يثير الحنق والحزن والاستغراب هو أن تغلق مؤسسات التعليم باسم الشعب، كما هو مكتوب على بعضها، وأن يرفع الشباب هتافات تسيء إلى ثورتهم بالدرجة الأولى كذلك الشعار الذي يتم ترديده في بعض المظاهرات(( لا دراسة ولا تدريس حتى يسقط الرئيس)) هل هذا كلام يصدر عن عقلاء؟!!إنها مهزلة أن يدعو شباب التغيير الشعب إلى التوقف عن التعليم، مع أنهم ينشدون التغيير وقيام الدولة المدنية الحديثة ..كيف لهذه الدولة أن تكون حديثة والمنادون بها قد سدوا منافذ التعليم عن أبناء الوطن؟!! إن هذا الخطأ هو من أكبر الأخطاء التي ارتكبها شباب ثورة التغيير، والعتب الكبير هو على قادتهم الذين لم يحسبوا حساب الشعارات التي تسيء إليهم أكثر مما تخدم ثورتهم..  إن إيقاف التعليم خطأ ديني وسياسي وتأريخي وإنساني يتحمله كل من ساهم في ارتكاب هذا الخطأ سواء بالإضراب عن العمل في مؤسسات التعليم، أو التحريض على إقفال المدارس أو الدعوة إلى عدم الذهاب إلى المدارس أو سد منافذ المؤسسات التعليمية كجامعة صنعاء، لأن التعليم مثل الصحة إذا توقف توقفت الحياة، ونحن لم نسمع عن وقف التعليم في أي دولة تنشد التغيير حتى في غزة ، فبالرغم من شراسة هجوم الصهاينة ، عليها واستمرار الحصار الظالم على أهلها، فلم نسمع عن أن التلاميذ لا يذهبون إلى مدارسهم ولا يتعلمون ، لأن المجتمع يدرك أنه إذا وقف التعليم ولم يتعلم الأبناء فلن يتحرروا أبدا..وهكذا نحن لن نستطيع أن نحدث التغيير ولا بناء الدولة المدنية ولا بناء القدرات المطلوبة للتنمية ما لم ندافع عن استمرارية التعليم تحت أي ظرف، وما لم نحافظ على بقاء مؤسسات التعليم عاملة حتى وإن طالت الأزمة ، فالتعليم لا ينبغي أن يكون ضحية صراعاتنا، التعليم هو النافذة الوحيدة لرؤية الحقيقة وتدريب العقول على التمييز بين الحق والباطل..  ماذا يمكن أن يفعل الآباء والأمهات وهم غير قادرين على السيطرة على الأطفال في الشوارع بلا مدارس؟ !! وكيف نحمي المراهقين من الانحراف وكل أوقاتهم مشغولة بالتسكع في الشوارع أو في مقاهي النت؟ !! أو في تناول المكيفات كالقات وغيره...كنا نصرخ من فراغ الأبناء بعد وقت المدرسة واليوم كل نهار الأبناء وليلهم لعب في لعب ، وفي غالب الأحيان يكون هذا اللعب ضد سلامتهم وضد أخلاقهم وضد تقاليد المجتمع..  إقفال المدارس والجامعات ينذر بكارثة اجتماعية وأخلاقية كبيرة ستعاني منها كل الأسر اليمنية، حتى الذين يرون أن التعليم سوف يعود بعد الأزمة لن يسلموا من هذه الكارثة مهما ظنوا أن أولادهم منشغلون بالاعتصامات، فإنهم لا شك سيفاجأون بنتائج الابتعاد عن التعليم في سلوكهم مستقبلا ، حيث بدأ الطلاب والطالبات يستمتعون بعدم وجود مسئوليات دراسية ، واتجهوا لقضاء أوقاتهم مع شلل الأصدقاء، ومع وسائل الترفيه التي تضر أكثر مما تنفع كالقنوات الفضائية ومواقع الإنترنت، وغيرها..حتى أنك عندما تسأل أحدهم عن الدراسة يقول مستمتعا( الحياة بدون دراسة أمتع) لا يعلمون أن مستقبلهم سيكون تعيسا بدون تعليم، ولا يفقهون أن الحياة تنتظر منهم جلدا وصبرا وقدرة على تحمل المسئوليات، وأن تحمل مسئولية التعليم والذهاب للمدرسة والانتظام في مسئوليات الدراسة هو جزء من تربيتهم على تحمل أعباء المستقبل....  وقبل أن تحل كارثة جديدة علينا جميعا تتمثل في إحجام الأبناء عن الذهاب إلى المدارس مستقبلا مهما عمل الآباء والأمهات، أوجه رسالتين؛ رسالتي الأولى إلى كل من يتصل بالعملية التعليمية؛ أرجوكم كفى تجهيلا لأبنائنا، وكفاكم تشجيعا للأبناء على الاستمتاع بالفراغ التعليمي، وكفاكم جناية على ثورة الشباب الصادقين، نحن مع الشباب في الصمود من أجل التغيير، لكننا نريد التغيير الإيجابي الذي يدافع عن التعليم، ولا يمنعه، أما التغيير إلى الأسوأ فهذا ما لن يقبله الشعب قاطبة لأنه يضر كل أجيال المستقبل ، وفي مقدمتهم شباب التغيير....  ورسالتي الثانية إلى كل شباب التغيير ، إذا كنتم تريدون النجاح لثورتكم فحافظوا على استمرارية خدمتين أساسيتين هما التعليم والصحة، وتأكدوا أن نجاحكم في حماية هاتين الخدمتين وعدم المساس بهما سيمثل رافدا شعبيا لثورتكم وستحققون أهداف التغيير الإيجابي، وابتعدوا عن الشعارات التي تدعو إلى إيقاف مظاهر الحياة من أجل التغيير لأن هذه الشعارات هي التي عرقلت مسيرتكم، واجعلوا الأخلاق معيارا لكل شعار تطلقونه، هكذا يريدكم الشعب ، حتى يلتف حولكم، ويقف مع مطالبكم ...  الدكتورة سعاد السبع - اليمن  زعيمنا البطل؛ أنت تعرفنا أكثر من أنفسنا، نحن شعب طيب، عواطفنا رقيقة، حاجاتنا الأساسية هي التي تحركنا، حينما نجوع نصدق الشائعات، وتتقاذفنا الأهواء، ويستغلنا تجار الحروب والنكبات ، وحينما نغضب نقتات من لحومنا، هكذا هي طبيعتنا، نتصرف أولا وبعد أن تسيل دماؤنا نفكر ، نقدم على المخاطر حتى وإن كان الإقدام ضد أنفسنا، لأننا حينما نؤمن بشيء نموت دونه، ويزداد اندفاعنا كلما كانت عقولنا غير مستقرة وعواطفنا نهبا للدعايات، وحاجاتنا الأساسية غير متوفرة. كلنا نحبك لأننا نعرفك، ونعرف معاناتك معنا، وأنت تحبنا لأنك منا، وتشعر بمعاناتنا، فهلا سمحت لنا بأن نحملك عبئا آخر فوق أعبائك؟! نحن ندرك أن بعضنا جاحدون، وأننا أعداء أنفسنا، لكن كثيرا منا يمكن أن تثق فيه، وتحمله المسئولية، وبعضنا محتاج إلى أن ترده إلى طريق الوطن، وقد يكون رده إلى الطريق قاسيا ، فليحدث ذلك، نحن موافقون ومباركون، ومحتاجون لتقسو علينا، ينبغي أن تضرب بعضنا لنستقيم كلنا ، نحن نوكلك لضرب الفاسدين فينا، لا نطالبك بأن تعدمهم قبل محاكمتهم، ولا نطمع أن تقدم كل الفاسدين دفعة واحدة؛ نحن نرجو أن تقدم فقط ثلاثة أو أربعة من رموز الفساد إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، ستكون ضربة معلم تعيد إلينا استقرار نفوسنا ، وتوقف كيد من يكيد لنا، وتلجم الأفواه المتشدقة باسم الفساد. اسمح لنا – يا زعيمنا المقدام- أن نطالبك بأن تصدر أربعة قرارات فورية ضد كبار الفاسدين، تنص على إحالة كبير نهابي أراضي الدولة وكبير لصوص المال العام، وكبير المزورين، وكبير دعاة الفتنة إلى النيابة ، ثم أقفل كل وسائل التواصل معنا لمدة يومين مهما كانت الأسباب، ستجدنا جميعا ممتنين، وهادئين، وسيتغير الوضع تماما، وسنعود للانشغال بالتنمية، ولن تتعب معنا بعدها. تقول تقارير مجلس النواب- يا زعيمنا- إن أحدهم قد سيطر على ستين كيلو متر من أراضي الدولة في الحديدة، فهل ستسكت عليه حتى يعلن دولته المستقلة على الأرض اليمنية؟ لقد صنعت الوحدة، ولممت شملنا بعد الفرقة والعذاب، فنرجو أن تحفظ جمعنا، و توقف مشاريع الفاسدين ، لأننا لم نعد نحتملهم ..إننا نعاهدك –يازعيمنا- رجالا ونساء، مطيعين وعصاة، أن نكون معك قلبا واحدا، ونعدك ألا تسمع صوتا انفصاليا ولا صوتا معارضا إذا ضربت ضربتك واتخذت القرار الاستثنائي، نريد منك يا زعيمنا أن تحيد مشاعرك الإنسانية هذه الأيام، لأننا لا نستحق المزيد من التسامح ، دعنا نشعر أننا يجب أن نحاسب على تصرفاتنا، دعنا نعيد الثقة بقدرة الدولة على إيقاف الفاسدين عند حدهم، دعنا نرفع رؤوسنا أمام الخارج بأن لدينا قضاء عادل يحاكم الكبار قبل الصغار، ولن يحدث ذلك إلا إذا ضربت ضربتك أنت، لقد عودتنا أن تكون صاحب المبادرات العظيمة، ولن يبادر أحد إن لم تبادر أنت، فأنت خير من يستشرف مستقبل اليمن، ويعرف أسس بنائه. الشارع ينتظر منك هذا الإنجاز(ضربة المعلم) وسيتحمل الجوع والتعب، وسيلقم كل المزايدين الحجارة... نحن منتظرون، ونثق بأن انتظارنا لن يطول، لأننا نشعر أنك مثلنا سئمت الفاسدين..

 الدكتورة سعاد السبع - اليمن 

زعيمنا البطل؛ أنت تعرفنا أكثر من أنفسنا، نحن شعب طيب، عواطفنا رقيقة، حاجاتنا الأساسية هي التي تحركنا، حينما نجوع نصدق الشائعات، وتتقاذفنا الأهواء، ويستغلنا تجار الحروب والنكبات ، وحينما نغضب نقتات من لحومنا، هكذا هي طبيعتنا، نتصرف أولا وبعد أن تسيل دماؤنا نفكر ، نقدم على المخاطر حتى وإن كان الإقدام ضد أنفسنا، لأننا حينما نؤمن بشيء نموت دونه، ويزداد اندفاعنا كلما كانت عقولنا غير مستقرة وعواطفنا نهبا للدعايات، وحاجاتنا الأساسية غير متوفرة.

كلنا نحبك لأننا نعرفك، ونعرف معاناتك معنا، وأنت تحبنا لأنك منا، وتشعر بمعاناتنا، فهلا سمحت لنا بأن نحملك عبئا آخر فوق أعبائك؟! نحن ندرك أن بعضنا جاحدون، وأننا أعداء أنفسنا، لكن كثيرا منا يمكن أن تثق فيه، وتحمله المسئولية، وبعضنا محتاج إلى أن ترده إلى طريق الوطن، وقد يكون رده إلى الطريق قاسيا ، فليحدث ذلك، نحن موافقون ومباركون، ومحتاجون لتقسو علينا، ينبغي أن تضرب بعضنا لنستقيم كلنا ، نحن نوكلك لضرب الفاسدين فينا، لا نطالبك بأن تعدمهم قبل محاكمتهم، ولا نطمع أن تقدم كل الفاسدين دفعة واحدة؛ نحن نرجو أن تقدم فقط ثلاثة أو أربعة من رموز الفساد إلى القضاء لينالوا جزاءهم العادل، ستكون ضربة معلم تعيد إلينا استقرار نفوسنا ، وتوقف كيد من يكيد لنا، وتلجم الأفواه المتشدقة باسم الفساد.

اسمح لنا – يا زعيمنا المقدام- أن نطالبك بأن تصدر أربعة قرارات فورية ضد كبار الفاسدين، تنص على إحالة كبير نهابي أراضي الدولة وكبير لصوص المال العام، وكبير المزورين، وكبير دعاة الفتنة إلى النيابة ، ثم أقفل كل وسائل التواصل معنا لمدة يومين مهما كانت الأسباب، ستجدنا جميعا ممتنين، وهادئين، وسيتغير الوضع تماما، وسنعود للانشغال بالتنمية، ولن تتعب معنا بعدها.

تقول تقارير مجلس النواب- يا زعيمنا- إن أحدهم قد سيطر على ستين كيلو متر من أراضي الدولة في الحديدة، فهل ستسكت عليه حتى يعلن دولته المستقلة على الأرض اليمنية؟ لقد صنعت الوحدة، ولممت شملنا بعد الفرقة والعذاب، فنرجو أن تحفظ جمعنا، و توقف مشاريع الفاسدين ، لأننا لم نعد نحتملهم ..إننا نعاهدك –يازعيمنا- رجالا ونساء، مطيعين وعصاة، أن نكون معك قلبا واحدا، ونعدك ألا تسمع صوتا انفصاليا ولا صوتا معارضا إذا ضربت ضربتك واتخذت القرار الاستثنائي، نريد منك يا زعيمنا أن تحيد مشاعرك الإنسانية هذه الأيام، لأننا لا نستحق المزيد من التسامح ، دعنا نشعر أننا يجب أن نحاسب على تصرفاتنا، دعنا نعيد الثقة بقدرة الدولة على إيقاف الفاسدين عند حدهم، دعنا نرفع رؤوسنا أمام الخارج بأن لدينا قضاء عادل يحاكم الكبار قبل الصغار، ولن يحدث ذلك إلا إذا ضربت ضربتك أنت، لقد عودتنا أن تكون صاحب المبادرات العظيمة، ولن يبادر أحد إن لم تبادر أنت، فأنت خير من يستشرف مستقبل اليمن، ويعرف أسس بنائه.

الشارع ينتظر منك هذا الإنجاز(ضربة المعلم) وسيتحمل الجوع والتعب، وسيلقم كل المزايدين الحجارة... نحن منتظرون، ونثق بأن انتظارنا لن يطول، لأننا نشعر أنك مثلنا سئمت الفاسدين..
تعليقات