أسماء صباح - مصر
ولم أتفاجأ ابدا بردود افعال المعلقين وان كانوا قلة، فقد فهمت ان الجزء الاخر من القراء كان قد تجاهل مقالي وتساؤلاتي تماما، حيث بدت التعليقات مليئة بالحقد والغضب على كل ما يسمى بـ " نسوي" في هذا المجتمع والعالم كافة، والمطالبة بالصمت فكان الاول من شخص يدعى " عبده ابراهيم" بعنوان "الرجاء الصمت" وينص على " لم نستفد شيئا من الثورة افضل من اسكاتها أمثال الكاتبة.ما تطالبين بعودته مستحيل الآن لأنه لا يوجد نظام عميل يعمل ضد ثقافة بلده.معظم البلاوى التى عانت منها مصر كانت من مثل هذه الافكار المستوردة والتى تحرق دم أى انسان حر يا ستى احنا مش عاوزين من المرأة الا انها تبقى فى بيتها تخلى بالها من أولادها ومن زوجها وأفكار سوزان دى بطلوها وهذا ليس كما ستقولين.......... بل هذا هو النظام الذى خلق الله عليه الكون. سايبين الأطفال يربيها الزمان كاليتامى ربنا ينتقم منكم".
و تعليق اخر باسم “ahmed” بعنوان " من هم البسطاء؟" في تعليقه على سؤال كنت قد طرحته في اخر المقال الصغير "متى سيتم تجاوز حاجز الطبقة بين العاملين في المؤسسات والناس البسطاء؟" أما عن نص التعليق فكان كما يلي "انتشر تعبير البسطاء بعد الثورة بشدة..وحتى الآن لا أفهم سبب أو معنى استخدام هذا التعبير لاشارة لعوام المصريين..عوام المصريين فيم مثقفين كتير ولا يصح وصفهم بالبسطاء لمجرد أنهم مغمورين أو ذوي دخول ضعيفة أو لا يظهرون في برامج التوك شو..كل من يستخدم هذا التعبير بافراط هو الذي يعاني من بساطة عقلية وهشاشة خلقية وثقافية..لابد أن تتحسن لغتنا خصوصا ونحن نتكلم عن (العوام) من المصريين...لا يصح أن نتكلم بتعالي لمجرد أننا قرأنا كتابا هنا أو مقالا هناك..فوق كل ذي علم عليم..وصحيح أن مصر بها 40% أمية..لكن بها 60% متعلمين وقارئين..أرجوكم لا تتحدثوا عن المصريين بتعالي..أما بخصوص الجمعيات النسوية فيا ريت تسألي الجمعيات دي تم انشائها بموافقة ومباركة مين وانتي هتعرفي على طول إنها بؤر للفساد الفكري والمالي والاجتماعي..مين اللي كانت بتسوق نفيسها على انها راعية حقوق المرأة في مصر والعالم العربي والافريقي؟!"
هذا ويعتقد حشد كبير من الشعب المصري، فيهم المثقفين والدارسين، بأن قضية المرأة جاءت من الغرب، وهي بعيدة كل البعد عن مجتمعنا العربي وغالبيته من المسلمين، ويروون الاحاديث مستندين بها وعليها من اجل اثبات ان للمرأة بيتها واولادها وهذا هو الدور المنوط بها!
لا يسعنا ان نمل ما هو مطلوب في سطر او سطرين، لان ما هو مطلوب قد يكون صعب التحقيق والمنال الا في حالة واحدة وهو تغيير الفكرة الرئيسية القائلة بأن " المرأة تعني سوزان...وحقوقها تعني الغرب" .
من اجل هذا علينا نفعل كل ما تمليه علينا ضمائرنا، لان هذا النصف من المجتمع مهم ومفيد وسيدفع عجلة التنمية الى الامام، وهنا لا نود زيادة في الكلام و " الحكي الفاضي والتنظير" وانما الفعل، نحن بحاجة الى عقد ورشات عمل في كل المؤسسات وليشارك بها كل اطياف المجتمع، طلاب، موظفون، فلاحون، عمال الخ.. ولنجعل الجميع يؤمن ويعرف بان قضية المرأة هي قضية الاخلاق والدين، وبأن المجتمع حرمنا من الاستفادة من هذا القطاع الواسع وخصوصا في مصر الحبيبة ولينتهي عهد الكراهية والاتهام لكل ما يتعلق بحقوق النساء...