أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

ماذا حدث للمرأة بعد تحرير التحرير؟...

أسماء صباح - مصر  بعد حشد الرأي العام المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك وتويتر وغيرهم"، كان الموعد، وانطلق الرجل والنساء الى الميادين العامة حاملين في قلبوهم ايمان بان قضيتهم لابد ناجحة وصوتهم لابد مسموع، فالايمان وحده كفيل بسقوط نظام، وبناء نظام اخر ديمقراطي، بغض النظر عن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالارادة هي الوقود، وبين أيديهم كان العلم المصري بكل يتجلى. تجمع هؤلاء ذكورا واناثا واطفالا في الميادين العامة حيث يلتحفون السماء ويفترشون الارض، البرد قارص اثناء الليل والنهار، ولكنهم غير أبهين به وان كان ينهش عظامهم، كما ينهشها الظالم الذي استمر 30 عاما في القمع والظلم غير مكترث بتردي وضع البلاد، وسيادة البلطجة والقتل والظلم.  كان المجتمعون من كل الطبقات، مثقفين، واميين، تجار، وأصحاب دخل محدود، موظفون وعاطلون عن العمل، طبقة كادحة، واخرى متوسطة، وعليا، نساء متدينات يغطين وجوههن بالسواد، ونساء يرتدين الجينز، مسلمات ومسيحيات وعلمانيات ...الخ الا ان الملفت اختفاء ظاهرة التحرش في تلكم الامكنة، فيما كان الجميع منصب على اهتمام واحد يسعى له، الا وهو كيف سنسقط هذا الطاغية؟، كان الكل يجلسون في حلقات يتسامرون في الليل متناسين شدة البرد، وقد يوقدون نارا تجمعهم حولها كالانسان الاول، ناسين اصولهم المختلفة وايمانياتهم التي قد تتعارض أحيانا وتتفق أحيانا اخرى، ناسين شهواتهم التي كانت قبل تلك اللحظة تجرف بهم حد التحرش بالنساء، جميلات كن ام قبيحات.  كانت تلك اللحظات فارقة في التاريخ المصري، بل في التاريخ الانساني، كيف لا وقد عادت الناس لطبيعتها، الكل يؤازر الكل، ويساعده، من يملك طعاما يطعم غيره، ومن يملك الماء يتشاركها مع جاره العطشان، وقت صلاة الجمعة كان المسيحيون يقفون صفا وحدا ليحموا اخوانهم من المسلمين ركعا سجدا، وكذلك وقت قداس الاحد ينطلق المسلمون بكل همة لحماية المصلين، كان هذا التمازج رائعا. تلك الساعات صعبة الوصف، طويلة قصيرة، كثيرة الحكم، ارتفعت الحناجر الى السماوات مناشدة عون الله في البلوى، وتنزه الانسان عن كل رغبة او شهوة في الحياة، رغبة بما سيأتي بعد الحياة، كان الكل مستعدا لتسليم روحه الى بارئها، تلك اللحظات كان الكل يساوي الكل، واذا جرحت امرأة هب الرجل لنجدتها والعكس صحيح، والطفل ذو شأن في ذلك المكان، فكان الكل يحرص على مساعدة الام في اطعام صغارها لألا يقلهم الجوع والبرد، كانت لحظات من التكامل والتعاضدد.  وجاءت اللحظة المنتظرة، واعلن عن سقوط الطاغية، الفرح كان عارما، والاكف تتجه للسماء شكرا وعرفانا، فأول المطالب واكثرها صعوبة تحقق، ولكن ماذا بعد؟ عادت الناس الى منازلها، وكل اخذ يعيش حياته، الفقير عاد فقيرا والغني عاد غنيا، وانقطع الاتصال بينهم، واخذت مجموعة من الرجل على عاتقها مراجعة الدستور ليتلائم مع المرحلة الحالية، الا ان هذه المجموعة استثنت النساء، بالرغم من هناك فقيها ت قانونيات مصريات يشهد لهن بتفوقهن في هذا المجال، وانشئت الاحزاب، والكل يأخذ على عاتقه تنمية البلاد ويتناسى تنمية العباد، بالرغم من ان مصر تتميز بثروتها البشرية الهائلة التي لو استغلت ستجعل منها من افضل اقتصاديات العالم.  فأين النساء من كل هذا، لماذا لا نسعى لتنمية المرأة وهي العنصر المنتج للقوى البشرية، لماذا لا تزال تعاني من امية خيالية وخصوصا في الريف المصري ويتم تزويجها سريعا حتى قبل ان تنضج؟ ألا يجب ان تعرف هذه كيف تعلم اطفالها؟ ألن تشعر بالحزن في حال طلب منها احد ابناءها مساعدته في دروسه الكثيرة؟ ام اننا استعضنا بدورها بالاستاذ المساعد الذي يمتص دماء الفلاحين وجيوبهم؟؟ اسئلة واخرى تظل تدور في النفس ولكن هل هناك من مجيب؟؟ لماذا تعاقب المراة على ذنب لم ترتكبه؟ وتزج بين جدران منزلها الاربعة حارمينها من الاتصال بغيرها من النساء المتعلمات فقط لتكون خادمة؟..

أسماء صباح - مصر 

بعد حشد الرأي العام المصري عبر مواقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك وتويتر وغيرهم"، كان الموعد، وانطلق الرجل والنساء الى الميادين العامة حاملين في قلبوهم ايمان بان قضيتهم لابد ناجحة وصوتهم لابد مسموع، فالايمان وحده كفيل بسقوط نظام، وبناء نظام اخر ديمقراطي، بغض النظر عن المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فالارادة هي الوقود، وبين أيديهم كان العلم المصري بكل يتجلى.

تجمع هؤلاء ذكورا واناثا واطفالا في الميادين العامة حيث يلتحفون السماء ويفترشون الارض، البرد قارص اثناء الليل والنهار، ولكنهم غير أبهين به وان كان ينهش عظامهم، كما ينهشها الظالم الذي استمر 30 عاما في القمع والظلم غير مكترث بتردي وضع البلاد، وسيادة البلطجة والقتل والظلم.

كان المجتمعون من كل الطبقات، مثقفين، واميين، تجار، وأصحاب دخل محدود، موظفون وعاطلون عن العمل، طبقة كادحة، واخرى متوسطة، وعليا، نساء متدينات يغطين وجوههن بالسواد، ونساء يرتدين الجينز، مسلمات ومسيحيات وعلمانيات ...الخ

الا ان الملفت اختفاء ظاهرة التحرش في تلكم الامكنة، فيما كان الجميع منصب على اهتمام واحد يسعى له، الا وهو كيف سنسقط هذا الطاغية؟، كان الكل يجلسون في حلقات يتسامرون في الليل متناسين شدة البرد، وقد يوقدون نارا تجمعهم حولها كالانسان الاول، ناسين اصولهم المختلفة وايمانياتهم التي قد تتعارض أحيانا وتتفق أحيانا اخرى، ناسين شهواتهم التي كانت قبل تلك اللحظة تجرف بهم حد التحرش بالنساء، جميلات كن ام قبيحات.

كانت تلك اللحظات فارقة في التاريخ المصري، بل في التاريخ الانساني، كيف لا وقد عادت الناس لطبيعتها، الكل يؤازر الكل، ويساعده، من يملك طعاما يطعم غيره، ومن يملك الماء يتشاركها مع جاره العطشان، وقت صلاة الجمعة كان المسيحيون يقفون صفا وحدا ليحموا اخوانهم من المسلمين ركعا سجدا، وكذلك وقت قداس الاحد ينطلق المسلمون بكل همة لحماية المصلين، كان هذا التمازج رائعا.

تلك الساعات صعبة الوصف، طويلة قصيرة، كثيرة الحكم، ارتفعت الحناجر الى السماوات مناشدة عون الله في البلوى، وتنزه الانسان عن كل رغبة او شهوة في الحياة، رغبة بما سيأتي بعد الحياة، كان الكل مستعدا لتسليم روحه الى بارئها، تلك اللحظات كان الكل يساوي الكل، واذا جرحت امرأة هب الرجل لنجدتها والعكس صحيح، والطفل ذو شأن في ذلك المكان، فكان الكل يحرص على مساعدة الام في اطعام صغارها لألا يقلهم الجوع والبرد، كانت لحظات من التكامل والتعاضدد.

وجاءت اللحظة المنتظرة، واعلن عن سقوط الطاغية، الفرح كان عارما، والاكف تتجه للسماء شكرا وعرفانا، فأول المطالب واكثرها صعوبة تحقق، ولكن ماذا بعد؟

عادت الناس الى منازلها، وكل اخذ يعيش حياته، الفقير عاد فقيرا والغني عاد غنيا، وانقطع الاتصال بينهم، واخذت مجموعة من الرجل على عاتقها مراجعة الدستور ليتلائم مع المرحلة الحالية، الا ان هذه المجموعة استثنت النساء، بالرغم من هناك فقيها ت قانونيات مصريات يشهد لهن بتفوقهن في هذا المجال، وانشئت الاحزاب، والكل يأخذ على عاتقه تنمية البلاد ويتناسى تنمية العباد، بالرغم من ان مصر تتميز بثروتها البشرية الهائلة التي لو استغلت ستجعل منها من افضل اقتصاديات العالم.

فأين النساء من كل هذا، لماذا لا نسعى لتنمية المرأة وهي العنصر المنتج للقوى البشرية، لماذا لا تزال تعاني من امية خيالية وخصوصا في الريف المصري ويتم تزويجها سريعا حتى قبل ان تنضج؟ ألا يجب ان تعرف هذه كيف تعلم اطفالها؟ ألن تشعر بالحزن في حال طلب منها احد ابناءها مساعدته في دروسه الكثيرة؟ ام اننا استعضنا بدورها بالاستاذ المساعد الذي يمتص دماء الفلاحين وجيوبهم؟؟ اسئلة واخرى تظل تدور في النفس ولكن هل هناك من مجيب؟؟ لماذا تعاقب المراة على ذنب لم ترتكبه؟ وتزج بين جدران منزلها الاربعة حارمينها من الاتصال بغيرها من النساء المتعلمات فقط لتكون خادمة؟..
تعليقات